اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2015, 11:16 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي قطيعة الرحم

قطيعة الرحم
سعود بن نفيع السلمي


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن من المشكلات المنتشرة في كثير من المجتمعات كثرة الخلافات والنزاعات بين الأقارب.. فتجد القريب يقاطع قريبه، والأخ يهجر أخاه، بل وصل الأمر وللأسف الشديد أن يعتدي الابن على أبيه والعياذ بالله، ولو نظرت للأسباب الداعية لهذا التقاطع والتدابر لوجدتها في كثير من الأحيان أسبابا تافهة، أو كلاما نقل لأحدهما فهم على غير مراده، أو قالةً كُذِبَ فيها، وأحيانا يطول الهجران لسنوات عدة.. تقطع فيها الأرحام وتشحن فيها النفوس.. يتوارثها الأبناء عن الآباء، والصغار عن الكبار، وتمضي بهم الحياة في دروبها المختلفة ولا يلقون بالاً لهذا الأمر الجلل وهم قد وقعوا في كبيرة من كبائر الذنوب، توعد الله على من فعلها باللعن والطرد من رحمته يقول الله - عز وجل -: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد] وفي الحديث عَنْ أَبِي بَكَرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يُدَّخَرُ لِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ))[رواه أبو داود].
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله))[رواه البخاري، ومسلم وللفظ له].
وعن أَبِي مُوسَى أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ))[رواه الإمام أحمد].
نعم.. إن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب لا من صغارها وهي بهذا الوعيد تدخل في تعريف الكبيرة وضابطها عند العلماء، فكل وعيد ختمه الله تعالي بعذاب أو نار أو بلعنة أو غضب فهو من كبائر الذنوب.
إن الواصل لرحمه بقدر ما ينجو من هذا الوعيد الشديد فإن ما يدخره الله له.. أجر عظيم وخير كثير ومن ذلك أن الصلة سبب لدخول الجنة فعن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه - أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني بعمل يدخلني الجنة. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم))[رواه البخاري ومسلم].
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، انجفل الناس قِبَلهُ. وقيل: قد قدم رسول لله - صلى الله عليه وسلم -، قد قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً فجئت في الناس لأنظُرَ فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعتهُ تكلم به أن قال: ((يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)) [الترمذي(2485). وابن ماجه (3251). واللفظ له. وأحمد (5/451). وصححه الألباني].
كما أنها سبب في التوسعة في العمر والرزق فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه)) [رواه البخاري (5986) ومسلم (2557)].
إن القطيعة لو كانت من صغائر الذنوب لهان أمرها وقلنا إنها من اللمم تكفرها الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان لكنها كما سبق من كبائر الذنوب وتحتاج منا أن نبادر إلى التسامح والتصافي ومد اليد بالعفو والصفح فإن خير المتهاجِرَيْنِ من يبدأ بالسلام ففي الحديث عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ: فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ))[أخرجه البخاري في صحيحه]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: ((لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ)).
إن العفو والصفح من شيم الكرام وخلق الصالحين وسبيل الأنبياء وقد حكى لنا القرآن الكريم مثالا رائعًا في قصة نبي الله يوسف - عليه السلام - مع إخوته، بعد أن حسدوه لمحبة أبيه له، حيث قال قائلهم: (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)، فألقوه في البئر ليتخلصوا منه وي***وه ولكن الله لطف به فخرج من البئر سليماً معافا.. وتمرُّ الأيام والسنون ويكبر يوسف ويصبح وزيراً للمال لملك مصر.
وجاء إليه أخوته اللذين أرادوا ***ه ودخلوا عليه يطلبون منه الطعام لقومهم، ولم يعرفوه في بداية الأمر، ولكن يوسف عرفهم ولم يكشف لهم عن نفسه، وترددوا عليه أكثر من مرة، وفي النهاية عرَّفهم يوسف بنفسه، فتذكروا ما كان منهم نحوه، فخافوا أن يبطش بهم، وينتقم منهم؛ لما صنعوا به وهو صغير، لكنه قابلهم بالعفو الحسن والصفح الجميل، وقال لهم: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)) [يوسف: ].
ولقد لقي نبينا - عليه الصلاة والسلام - من قومه ما لقي فقد آذوه وآذوا أصحابه حتى خرج من مكة وهي أحب البقاع إليه ففي مسند البزار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم - أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ: إِنَّكِ لأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، ولولاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ، وقد ذكر - عليه الصلاة والسلام - كما في البخاري بعض معاناته من قومه لزوجه عائشة - رضي الله عنها - عندما سألته وقالت: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: ((لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)).
ومع كل ما صنعوه به لما دخل مكة فاتحاً منتصراً قام وخطب في قومه وقال: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، مَاذَا تَقُولُونَ وَمَاذَا تَظُنُّونَ؟)) قَالُوا: نَقُولُ خَيْرًا وَنَظُنُّ خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، وَقَدْ قَدَرْتَ فَأَسْجِحْ قَالَ: ((فَإِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِي يُوسُفُ: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
فإذا كان الأنبياء لقوا هذه المصاعب من قومهم التي وصلت إلى الضرب والطرد وال*** وعفو عنهم فأحرى بك أخي المسلم أن تقتدي بهم وتلزم طريقهم ولن يزيدك الله بعفوك عمن ظلمك أو أساء إليك إلا عزاً وفضلاً ولعل الله أن يشملك بعفوه ومغفرته ويحسن إليك كما أحسنت لعباده..وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:42 PM.