|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الكلمة الاخيره..بقلم د/ مصطفى محمود
41487 السنه 124-العدد 2000 يوليو 8 6 من ربيع الاخر 1421 هـ السبت
الروايه العجيبه بقلم : د. مصطفي محمود ماذا يحدث لو اننا ادرنا شريط الحوادث في السنوات الخمسين الاخيره من تاريخ مصر وجلسنا نتفرج.. لاشك سوف نري عجبا.. ثوره عبدالناصر وطرد الملك فاروق.. ومواكب الشعارات.. الاشتراكيه.. العداله.. الحكم للشعب وبالشعب.. انتزاع اراضي الاقطاع من اصحابها والمصانع من ملاكها, وانتزاع وسائل الانتاج من الايدي المنتجه لتصبح ملكيه دوله.. اصنام جديده اسمها القطاع العام والتاميم والاشتراكيه والتقدميه واليسار.. تفريغ كل الشعب في دوسيه واحد تحت يد الحاكم.. لتصبح لقمتهم في يده ورزقهم في يده وبالتالي حريتهم في يده.. وكعبه جديده ومناره جديده اسمها الكرملين.. ومصدر الهام.. اسمه.. الفكر الماركسي. ندير الشريط بسرعه اكبر ونتفرج علي القطاع العام وما حدث فيه.. ساحه كبيره من الروتين والكسل واللامبالاه, وفقدان الهمه وسوء الانتاج, والحل الاقتصادي يتحول بقدره قادر الي عجز اقتصادي.. ندير الشريط بسرعه اكبر.. عوده سريعه الي الانفتاح وتصفيه القطاع العام ومد الايدي الي القطاع الخاص.. نفعل ذلك في بلادنا.. ويفعلون مثله في روسيا وفي رومانيا وفي المجر, وبولنده, ويوجوسلافيا, وفي كل مقاعل اليسار.. العالم يعود بخطوه واسعه من اليسار الي اليمين.. ولكن بعد خراب مالطه.. موت عبدالناصر بعد هزيمه عسكريه منكره وانهيار اقتصادي.. موت ستالين.. وسقوط السفاحين العظام واحدا بعد الاخر.. تشاوشيسكو في رومانيا, وهونيكر في المانيا, ومنجستو في اثيوبيا, والشيوعي الاخر في بولند, والرفيق المجري في المجر.. لم تدخل الثورات الاشتراكيه في بلد الا واتت معها بالسجون والمعتقلات وقطع الالسن والخراب الاقتصادي والحزب الواحد, والراي الواحد, والتاميم والافلاس. مظاهرات اليسار في عهد ديجول اشرفت بالاقتصاد الفرنسي علي انهيار كامل.. واضرابات العمال في انجلترا هبطت بالاسترليني الي الحضيض.. والانقلابات الاشتراكيه في انجولا وموزمبيق وفي باقي افريقيا وامريكا اللاتينيه صنعت المذابح واشعلت الحروب, ونشرت البوس والفقر حيثما حلت. ندير الشريط بسرعه اكبر.. حرب العبور وانتصار73 وارتفاع العلم المصري علي سيناء وعوده الروح للمنطقه العربيه. الاشتراكيه تتراجع في العالم كله.. وقد بلغنا نهايه المد الاشتراكي.. وبدا الجزر الرهيب.. هزيمه الشيوعيه في كل مواقعها.. وغروب الفكر الماركسي من العالم. هل نذهب الي الكعبه في الكرملين.. لنري ماذا حدث للشارع في موسكو, وما حدث للناس وللسلوكيات العامه ولطموحات المواطن الروسي العادي. الهزيمه في روسيا وصلت الي النخاع, والمواطن الروسي خلع الثوب السوفيتي وخلع الايديولوجيه السوفيتيه, ولبس الثوب الامريكي والتفكير الامريكي, والطموحات الامريكيه.. الجينز والهامبورجر والمكدونالد والديسكو والعربات الفارهه والعنف والمافيا والمخدرات والقتل من اجل الدولار.. والنساء الروسيات خلعن لباس العمال الخشن ولبسن لباس الاثاره وال*** والرقص في الحانات لما بعد الفجر, ومصنع اللبان والمجاهره بالشذوذ.. واحتراف الدعاره.. واليهود يقودون روسيا الي دمار كامل. غزو ثقافي مدمر.. وركوع للقيم الامريكيه.. وعباده للنمط الامريكي.. وتسبيح للاله الامريكي.. صاحب الجلاله الدولار. ومثل هذا الغزو حدث بدرجات متفوته في كل مكان من العالم. وكانت السينما الامريكيه والافلام الامريكيه والمسلسلات الامريكيه ورووس الاموال الامريكيه, هي رأس الحربه في هذا الاختراق, الذي وصل الي قلب باريس علي ظهر الديزني لاند الفرنسيه, لدرجه ادت الي قلق الحكام الفرنسيين وادت بالرئيس الفرنسي الي التصريح بضروره فرض قيود علي دخول الفيلم الامريكي خوفا علي القوميه الفرنسيه والهويه الفرنسيه.. بل وعلي اللغه الفرنسيه التي تدهورت علي لسان رجل الشارع وخالطتها الالفاظ الانجليزيه والنطق الامريكي والخناقه الامريكي. حاله من العاميه الامريكيه والسوقيه الامريكيه تنتشر ببطئ في اوروبا..وتتسلل عبر الحواجز لتصل الي اسيا وتغزو الهند والفلبين وتايوان واندونيسيا والدول الناميه, وتصطدم بسور الصين العظيم فلا تستطيع اختراق القوميه الصينيه.. وفي الصين يحدث العكس.. يمد العملاق الصيني يده لياخذ اغلي ما في امريكا.. التكنولوجيا والكمبيوتر.. وياخذ من حريه التجاره ومن اقتصاد السوق بقدر مصلحته.. ثم يرفض الباقي ويغلق علي نفسه الابواب.. وتفعل اليابان الشيئ نفسه ويتطور الاثنان الي عملاقين.. كل واحد محصن داخل قوميته يقف منتصبا في مواجهه امريكا ليقول.. انا هنا.. والصين هي العملاق القادم الذي سوف ينافس امريكا علي القطبيه.. وامريكا تحسب لها من الان الف حساب. اما افريقيا الممزقه فلا وجود لها علي خريطه المنافسه.. واستراليا مجرد كوكب تابع لشمس الغرب. اما شرقنا الاوسط السعيد, فكله ملفوف بالرايه الامريكيه المتعدده النجوم.. تقوده بالقروض والمعونات وبعصا اسرائيل.. وقلاع العروبه والقوميه والوحده سقطت كالاشباح بهزيمه عبدالناصر.. والرمز الوحيد الباقي الذي يقاوم هذا الغزو الامريكي الاسرائيلي المكتسح, هو الاسلام.. ولهذا تعلن امريكا الحرب علي الاسلام في كل مكان ومعها قوي الغرب كله. والاسلام بطبيعته غير قابل للامركه وغير قابل للتهويد.. وهو خصم غير هين. وكانت الحيله الاولي للتغلب علي الاسلام هي تشويهه بالصاق تهمه الارهاب والاجرام بكل ما هو اسلامي, بدا بمفجري المركز التجاري الامريكي.. وانتهاء بامداد هذا المسلسل الدموي بالجديد من الانفجارات كل يوم. وانكشفت الحيله حينما اتضح ان الشيخ عمر عبدالرحمن دخل امريكا بالكارت الاخضر, وكان يتقاضي مرتبا شهريا من المخابرات الامريكيه.. وان كل الارهابيين كانوا يتلقون التمويل من ارصده بالخارج.. وان الارهاب كله مصنوع.. وعصاباته مستاجره ومجنده.. وانه صناعه اجنبيه صهيونيه مائه في المائه. وكانت الحيله الثانيه, هي الالتفاف حول الاسلام ومحاوله اضعافه باضعاف اللغه العربيه التي هي وعائ الدين ووعاء القران, بحجه تطوير مناهج التعليم واصلاح التعليم والنهوض بالتعليم.. وضعف اللغه العربيه الذي اصبح واضحا بين شباب المذيعين.. وطغيان العاميه في الشعر.. وسوقيه الاغاني.. وضياع النطق العربي السليم.. كلها شواهد علي ذلك.. ولكن المعركه لم تحسم بعد. وسوف تشهد السنوات القادمه هجوما مركزا علي الدين ذاته, وعلي التربيه الدينيه, وعلي الاعلام الديني, وعلي القيادات الدينيه, وعلي اللغه العربيه.. وراينا طلائعها في اعاده طبع روايه اعشاب البحر للشيوعي حيدر حيدر بما فيها من سفاهه وتهجم علي الدين. وسوف تلجا الصهيونيه وهي الخصم الجديد بعد سقوط الشيوعيه الي وسائلها القديمه.. اشاعه الانحلال ونشر المخدرات والجريمه, والعنف والفيلم الهابط, والفن الداعر, والاعلام المخرب.. والافساد عن طريق الانترنت وتهديد كل من يكتب في حريه بتهمه المعاداه للساميه والتشجيع علي الارهاب. وسوف نري مزيدا من الكتب التي تعلي من شان القيم الدنيويه وتكرس الماديه وتروج للعلمانيه, وتشكك في الدين وتهزا بالغيب.. وسنري نماذج من الحفاوه بامثال سلمان رشدي ونسرين تسليمه ونصر ابوزيد وحيدر حيدر. والغزو الثقافي سوف يتضاعف بزياده سينما امريكيه مهيمنه تبث قيمها الهابطه وتروج للجنس والعنف والانحلال. والتطبيع سوف يحاول ان يحقن اسرائيل تحت الجلد, ويحقن المكر الاسرائيلي في الماء والهواء والغذاء الذي ناكله, وفي الاقتصاد الذي نزاوله, وفي التخطيط الذي نباشره, وفي العقليه التي نسوس بها امورنا.. ومن حسن الحظ انه مازال يتعثر في بلادنا. وبيوت الخبره الامريكيه التي دمرت شاطيئ الاسكندريه بفتوي صرف مجاريها في البحر.. مثال حي قد يتكرر في كل مشروع وفي كل تخطيط مستقبلي اذا فتحنا الباب للايدي الاسرائيليه لتعمل معنا وتفكر لنا.. بحكم التطبيع بلا تحفظ.. والثقه بلا حدود. ان اسرائيل التي اخرجت لغتها العبريه البائده من القبر, وتدثرت بها لتصنع لها هويه وقوميه وارثا تاريخيا من العدم, لن تكتفي باقل من السياده والهيمنه.. لانها وجود مختلق مصطنع, لايمكن ان يستمر في الحياه, الا اذا امتص الحياه من كل ما حوله.. والسته ملايين يهودي اما ان يذوبوا في الستين مليون مصري, وهذا مستحيل( لانهم ضد الذوبان والانعدام), واما ان يحاولوا تفكيك هذه الملايين الستين الي شظايا بالمكر والفتن.. وهو ما سوف يحاولونه.. ولا يوجد احتمال ثالث.. والذين يتصورون ان التطبيع فاتحه خير.. ينظرون بدون اعين ويفكرون بدون رووس.. والبعض من اصحاب رووس الاموال واصحاب الاحلام في ثراء سريع ومشاريع مشتركه, هولاء الذين فرحوا بالتطبيع لا يرون الا المصالح العاجله تحت اقدامهم ولا يرون خطر الاحتوائ الامريكي الاسرائيلي علي المدي البعيد, ولا يشهدون الخراب الذي يخطط لبلدهم. والسد الوحيد الذي يقف امام هذا الطوفان الذي يدق علي الابواب هو الروح الدينيه في المنطقه العربيه وفي مصر بالذات. والدين في مصر هو الذي شيد معجزه الكرنك.. وهو الذي انتصر علي التتار وقهر الصليبيين, وهو الذي عبر القناه في حرب اكتوبر.. وهو ورائ موقف التحدي الذي وقفته الالوف من المحجبات برغم المغريات المضاده وبرغم التليفزيون والسينما, وبرغم الموجه العلمانيه التي مازالت تحاول ان تكتب علي المائ وتنقش علي الرمال.. والكل يشاهد مايجري في صلوات العيد وكيف تمتليئ الميادين في مصر بملايين الراكعين الساجدين المسبحين. الدين في مصر حقيقه راسخه.. اسلاما ونصرانيه.. وكلاهما ضد اسرائيل.. ويخطيئ الحاكم الذي ينسي هذه الحقيقه ويصدق كلام العلمانيين الذين ينصح بالمزيد من التطبيع والمزيد من التطويع والتركيع. والذين يهرولون الي الحضن الاسرائيلي يهرولون الي حتوفهم. ولا توجد مصالحه بين الوجود الاسرائيلي الذي جائ بالغزو وال****** وبين الاسلام.. فكل منهما يرفض الاخر وبشده. والاسلام ضد القيم الدنيويه الانحلاليه, وضد حياه الغوايه والشهوات التي تروج لها الافلام الامريكيه, والغزو الثقافي الغربي والمباديئ التلموذيه. ومع ذلك فالاسلام ابعد الاديان عن التزمت والتشدد فباب التوبه والاستغفار مفتوح للخطائين طول العمر الي لحظه الحشرجه.. والقران يقول لهم ان الحسنات يذهبن السيئات.. وان التيسير في كل شيئ هو الاصل والحلال في كل شيئ هو الاصل.. وان الحرج والتشدد مرفوعان عن المسلم. والتوبه في الاسلام تمحو كل شيئ حتي الكبائر.. حتي الشرك تجبه التوبه والانابه. والضرورات في الاسلام لها اعتبار والظروف لها اعتبار.. فاكل الميته مباح للجائع اذا لم يجد اي وسيله اخري لسد جوعه. وهكذا فتح الاسلام الباب للعقول لتفكر وتجتهد دون تحجير ودون تشدد.. ولم ينصب المشانق والمحارق لاحد كما فعل البابوات لعلمائ العصور الوسطي. ولم يضيق الاسلام علي المراه, بل وسع عليها.. والمراه ايام الرسوم كانت اكثر حريه منها الان.. وكانت تخرج للحرب, وكانت تعمل بالتمريض, وكانت تجلس للفقه وكانت تشتغل بالقضاء, وكانت شاعره واديبه. والاسلام شمل بعدله وبره المسلم والمسيحي واليهودي والمجوسي وامتدت مظله رعايته لتحتضن الجميع. والاسلام دين المستقبل ودين الديمقراطيه والحريه والتعدديه.. واي مشروع حضاري لا يستلهم الاسلام وعطائه لن ينجح في بلادنا ولن تمتد له جذور في شعبنا المصري. وقد فشل مشروع البعث العراقي السوري, وفشل المشروع الاشتراكي الناصري, وفشلت الوحده العربيه التي استلهمت القوميه العربيه لانها لم تستلهم عطائ الاسلام.. وسوف يتحطم حلم اسرائيل الكبري علي صخره الاسلام. ولن ينجح الغزو الثقافي في ادخال اسرائيل الي القلوب.. فماذا تصنع الكلمات والاغاني والافلام.. في السر الذي وقر في الارواح وملا الافئده وأضاء ظلمات النفوس. انها لا اكثر من رسوم علي الماء ونقوش علي الرمال. وهي لا اكثر من ضباب يتبدد عند شروق شمس الوعي وعند اول ترنيمه المنادي.. الله اكبر. هل انتهي العرض..؟! انه يقترب بالفعل من نهايته والمشهد الختامي كان اعلان المجلس العلمي الامريكي عن اكتمال تدوين سفر الحياه المعروف باسم الجينوم البشري من3 مليارات حرف كيميائي تلخص مقدرات هذا الكائن اللغز.. الذي اسمه الانسان.. مصداقا لقول الحق: انا كل شيئ خلقناه بقدر, وقد قالها كلينتون في خطابه.. لا ندري هل قالها عن فقه.. ام انها كانت مجرد فصاحه زعماء.. فهذا السفر العجيب في حجم اجزائ من الملليمتر وباتساع خمسه ملايين صفحه يتحدي ان يكون له كاتب غير رب العالمين الذي احاط بكل شيئ علما. فمن كان يمكن ان يكتب هذا السفر من قديم من الازل من ثلاثه مليارات حرف كيميائي, وقد خص كل حرف بوظيفه ودور وشان في حياه هذا المخلوق.. وما سوف يصيبه من علل وامراض وعجز وقدره.. ومن رتب هذه الاسباب علي مسبباتها ووقتها باوقاتها وظروفها ومناسباتها.. الا ان يكون هو الله القادر السميع البصير العليم بكل شيئ. لقد بلغنا النهايه اذن ياساده.. وهذه بصمه الخالق العظيم.. وهذا بيانه وبرهانه.. اذنت الروايه بانتهاء باعلان المانفستو الالهي( في لغتنا الجينوم البشري) ولم يبق الا القليل علي كلمه الختام توبوا الي الله جميعا .... واركعوا له واسجدوا فقد طلع فجر اليقين
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
رائع و جميل
و لا اجد تعليق يليسق بمثال هذا الطرح
__________________
السمك مهما كبر هيفضل صغير و الحوت هيفضل حوت |
العلامات المرجعية |
|
|