ذبت جماعة الإخوان عددا من العاملين فى الوسط الفنى إلى صفوفها خلال الأسابيع الأخيرة وهو ما اعتبرته مصادر إعلامية تحولا نوعيا فى طريقة عمل الجماعة ومحاولة لتوظيف جميع المساحات لخدمة المشروع الإخوانى. وكشفت مصادر مطلعة بين العاملين فى القنوات المؤيدة للإخوان بتركيا أن الفنان هشام عبد الله استقر فى اسطنبول هو وأسرته منذ حوالى شهر، ومن المقرر أن ينضم إلى طاقم عمل قناة وطن المؤيدة للجماعة، حيث سيقدم برنامج التوك شو الرئيسى بالمحطة فور انطلاق القناة للبث خلال الأسابيع المقبلة. وأشارت المصادر إلى أن هشام عبد الله وصل إلى اسطنبول مع زوجته الناشطة غادة نجيب، وانضم إلى قناة وطن الإخوانية بالتزامن مع انضمام الفنان محمد شومان والشاعر صلاح عبد الله المؤيدة للجماعة أيضا وهو الأمر الذى يشير إلى أن الجماعة تمكنت من استقطاب عدد من الشخصيات العامة إلى صفوف مؤيديها خلال الفترة الأخيرة. وأوضحت المصادر لـ"اليوم السابع" أن قناة وطن يتولى إدارتها الإعلامى الإخوانى إسلام عقل نجل البرلمانى الإخوانى الراحل ماهر عقل، ويعتقد عدد من المراقبين أنها تتبع الجماعة بشكل رسمى وأنها تعد بديلا لقناة مصر الآن التى أغلقت قبل أشهر. وظهر الفنان محمد شومان على قناة الشرق الإخوانية فى السهرة التى أعدتها القناة بمناسبة رأس السنة، حيث تم الإعلان عن أنه سيقدم برنامج على شاشة القناة تحت عنوان "شومان شو" ودافع خلال ظهوره الأول عن الإخوان والإسلاميين وأشار إلى أنه مؤيد لهم منذ ثورة 25 يناير. وفى وقت سابق ظهر على شاشة قناة الشرق الإخوانية الشاعر صلاح عبد الله عضو لجنة الـ50 لكتابة الدستور، حيث من المقرر أن يقدم برنامج على شاشة القناة أيضا. الإخوان تستقطب أعضاء هامشية فى المجال الفنى ليظهرون أن التنظيم منفتح ومن ناحيته أوضح ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامى أن جماعة الإخوان تحاول أن تظهر أن قنواتها منفتحة وتضم جميع المجالات، وقال عبد العزيز: "قنوات الإخوان ليست معتمدة على الدعاة أصحاب العمائم فقط مثل القنوات السلفية ولكنها –أى قنوات الإخوان- تريد أن تثبت أنها قنوات الوجه المعتدل للإسلام السياسى". وأضاف "عبد العزيز" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" الإخوان تنظيم عقائدى مغلق ولديه فكرة أحادية لا يمتلك أعضاء فى المجالات الإبداعية وبسبب غياب هذه العناصر يحاولون استقطاب العناصر الهامشية فى المجال الفنى ليكرسون الانطباع بأنهم تنظيم منفتح وأن الحراك السياسى فى مصر مستمر وليس حراكا إخوانيا فقط". وقال "عبد العزيز":" الإخوان تستطيع الحصول على شخصيات غير مؤثرة فى المجال الفنى والإبداعى كما أنه لا يمكن اعتبار الالتحاق بقنوات الإخوان بذراع عقائدية أو سياسية فقط لكن هناك الإغراءات المالية". من ناحيته قال أحمد بان الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية أن هذا منحى جديدا لدى الإخوان وهو التركيز على استقطاب الفنانين، نظرا لأن هذا الأمر بعيد عن أيدولوجيا الجماعة لكنه لفت فى الوقت نفسه إلى أن الجماعة منذ نشأتها كانت تحاول منذ وقت مبكر استقطاب الفنانين وطوال الوقت لديهم شخصيات تحاول النفاذ وممارسة الدعوة الفردية مع العناصر القريبة منهم داخل الوسط الفنى لتوظيف كل المساحات لخدمة مشروعهم. وأضاف: "هذه المرة الجماعة تعتمد على استخدام شحنة وجدانية من خلال دخول الفنانين إلى مجالهم باعتبار أنهم أكثر تأثيرا فى الناس من دعاة التحريض وأصحاب الخطاب الساخن وهذا تطور فى حركة الجماعة لكن لا أعتقد أنه سيكون له تأثير".
http://www.youm7.com/story/2016/1/3/...3#.Vogd8kCBmms