|
#1
|
|||
|
|||
القرآن الكريم هو الصراط المستقيم
الحمد لله رب العالمين، وبعد؛
فرض الله علينا خمس صلوات في اليوم، وطلب منا إقامتها، والخشوع فيها، وجعلها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وجُعل أهم ركن فيها سورة الفاتحة، «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» (البخاري؛ برقم: 723)، وسورة الفاتحة تحتوى على معانٍ هامة؛ منها {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]، ففي كل يوم مفروض علينا أن ندع الله سبع عشرة مرة في الفريضة بأن يهدينا الصراط المستقيم. فما هو الصراط المستقيم؟ في الحقيقة الإجابة على هذا السؤال توضح الطريق السالك إلى الله تعالى، إلى معرفته، وإلى عبادته، وإلى جنته، فقد أرشدنا الله كثيرًا إلى السير على الصراط المستقيم، كما في قوله: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام:153]، كما أنها دعوة النبى صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى:52]، وأعلمنا في مواضع عدة أن المفلحين هم من كانوا على الصراط المستقيم. إذًا نحن بحاجة إلى أن نعرف ما هو الصراط المستقيم الذي ندعوا الله أن يهدينا له. وقد أحمع علماء الأمة على أن الصراط المستقيم هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه، لكنهم اختلفوا في تحديده؛ فمنهم من قال: الإسلام، ومنهم من قال: القرآن، ومنهم من قال: بأنه سيد الخلق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وجميع هذه الافتراضات -بالطبع- لها أدلة، لكن أرجحها وأقربها إلى المنطق أن الصراط المستقيم هو القرآن الكريم، وهناك أحاديث عدة صَرَّحت بأن القرآن هو الصراط المستقيم، كما في الحديث الذي رواه علي ابن أبى طالب رضى الله عنه: "وهو الذِّكرُ الحكيمُ وهو الصِّراطُ المستقيمُ" والحديث طويل. لماذا الصراط هو القرآن؟ لأنه إذا تقرر علينا أن نسير على الصراط فينبغي أن يكون هناك منهج، وأوامر، ونواهٍ، لا اعوجاج فيها، ولا شبهة، وهذا بالضبط هو القرآن الكريم؛ الذي توعد الله بحفظه، فقواعده وأوامره ونواهيه هي بالضبط الصراط المستقيم الذي يجب أن نسير عليه. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية؛ {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125]، فقالوا: "كيف يشرح صدره يا رسول الله؟" قال: «نور يُقْذَف فيه، فينشرح له وينفسح». قالوا: "فهل لذلك من أمارة يُعرف بها؟" قال: «الإنابة إلى دار الخُلُود، والتَّجَافِي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت». فالهداية نور يُدْخله الله في القلب لمن أراد هدايته، ومن رحمة الله بنا، واختباره لنا، أن جعل لنا الحرية في اختيار الطريق، وعليه فلنا أيضًا دور في إدخال هذا النور إلى قلوبنا، وهذا النور هو القرآن الكريم، كما وصفه الله في آخر سورة الشورى: {وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52]. إذًا القرآن هو الإسلام، والقرآن هو الرسالة، والقرآن هو المعجزة الدالة على صدق الرسالة، والقرآن هو حَبل الله المتين، والقرآن هو الهادي إلى الصراط المستقيم، فإن انقطعت الرسالة والوحى؛ فلأن القرآن موجود ومحفوظ بإذن الله تعالى، قال الله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]. فكيف حالنا مع القرآن الكريم؟! سعد الدين عبد المنعم
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرااا
|
العلامات المرجعية |
|
|