علاقة الاجرام بإدمان المخدرات

[اشراق اشراق]

تعاطي المخدرات يؤدي إلى الإجرام

فسّر الباحثون الذين يرون بأن الإدمان على المخدرات يسبب التورط في الإجرام بأن نوعية الارتباط بين الظاهرتين تكمن في:

– التأثيرات الفارماكولوجية للمخدرات، التي يعتقد أنها تخفض الكّف عند البعض، وتثير ميولات العنف عند البعض الآخر (كالكحول).

– الاعتقاد بأن الجرائم التي يرتكبها متعاطي المخدرات / الكحول، تكون بدافع تدعيم حاجتهم لهذه المواد غالية الثمن.

صنّف الدارسون للجرائم المرتبطة بالتعاطي(Blank Filed, 1991 Coid, 1982 جرائم عنف و أخرى لا تقترن بالعنف، و يسود قدر من الاتفاق بين عدد كبير منهم على أن الأولى ترتبط بإدمان الكحوليات والأفيــــون ومشتقاتــه كالمورفين والهيرويين والمواد المنشطة وعلى رأسهما الأمفيتامينات والكوكايين، الى جانب المهلوسات كعقار LSD. أما تعاطي الحشيش بانتظام لمدة طويلة تقترن به الجرائم التي لا تنطوي على عنف، كالتزوير والتزييف والسرقة (مصطفى سويف، ، ص 169 1996). أجرى Kensey و Cirba (1989) دراسة على فئة المساجين المدمنين وتبين أن 55% منهم دخلوا من قبل إلى السجن وأن أكثر من نصف هؤلاء دخلـوا مرة أخرى في الأقل من سنة، كما تبين أن 66 % من هؤلاء المساجيــــن تورطـــوا في سلوك تعاطي المخدرات قبل دخولهم السجن أول مرة (Renaud & Sueur, 1993). وأجري في بلتيمور بأمريكا بحث على عينة تضم 354 مدمنا للهيرويين سبق إلقاء القبض عليهم خلال الفترة من 1952 – 1976، بينت نتائجه ارتفاع معدلات الجرائم التي ارتكبوها يوميا تقريبا مع بدء إدمانهم الهيرويين كما تبين أن معدلات ارتكاب الجرائم في فترات الإدمان يبلغ أربعة أمثال المعدل في فترات الإقلاع عن التعاطي. بالتالي يسبب إدمان الهيرويين الإجرام (سويف، 1996، ص 162). يظهر بأن تعاطي المخدرات يؤدي إلى ارتكاب الجنح والجرائم بسبب تأثيرات المخدرات على سلوك الأفراد، وهي تأثيرات على المزاج وعلى العمليات العقلية معروفة ولا تحتاج للتأكيد، تفقّد المتعاطين قدرتهم على التحكم في أحداث الحياة، وهناك منهم من يبحث عن الإثارة باستمرار فيستعمل المواد السامة لهذا الغرض ومن تم التورط في الانحراف.

الإجرام يؤدي إلى تعاطي المخدرات

اتجه فريق من الباحثين إلى التأكيد بأن الإجرام هو الذي يؤدي إلى التعاطي وليس العكس. وعلى هذا الأسـاس، يعتبر تعاطي المخدرات/الكحول والجريمة كظاهرة موحدّة وهي جزء من كيان السيكولوجي الاجتماعي الاقتصادي والثقافي للفرد ، وبالتالي فإن تعاطي أو إدمان المخدرات/الكحول هو امتداد لنمط حياة منحرفة، يكشف عن الاستعداد النفسي والعقلي لهذا النوع من السلوك، تنتسب هذه الحياة إلى ثقافة – فرعية منحرفة (Schuter et al, 1998; Bauman & Ennet, 1996) فغالبا ما يستجيب العديد من الأفراد إزاء الإدمان بالعدوانية و الإثارة بالتالي يتورطون في أعمال إجرامية هذا ويقع تاريخ أول توقيف سبّبه سلوك إجرامي قبل تاريخ أول مرّة يتعاطى فيها الفرد المخدرات. وفي دراسة لـ Quinche وSelberg (1994) أجريت بين 1988 – 1993 بمركز Pinchat (مؤسسة عقابية للمدمنين بجونيف) لإثبات علاقة الإجرام بتعاطي المخدرات، على عينة 53 مدمن تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة، وبينت نتائجها أن 80 % منهم تورطوا في السلوك الانحرافي قبل شروعهم في تعاطي المخدرات، يعتبر الإدمان بالنسبة لهم خطوة من عملية واسعة من الانحراف والتهميش. ولا تختلف أنماط الانحراف بين المتعاطين المنحرفين والمنحرفين غير المتعاطين، بالتالي قد نفكر أن كل منحرف قد يتعاطى المخدرات حتما. رغم هذا، لا يمكن الجزم بأن الإجرام يؤدي إلى تعاطي المخدرات، فعند فحصنا للمتورطين في أعمال إجرامية والمتواجدين بالمؤسسة العقابية بالجزائر، تبين لنا أن هناك نسبة من هؤلاء لا يتعاطون المخدرات على هذا، لا يمكن نفي الارتباط بينهما، قد يكون التعاطي منشط لارتكاب الجرائم، وقد يتورط الموقفون من المساجين في تعاطي المخدرات نتيجة للظروف السيئة وصعوبة التحمل ومن جراء تأثير الأقران.

لمعرفة المزيد عن علاج الادمان اضغط على >> dareshraq.com