مرسى وشفيق وحوار على كوبرى قصر النيل

[abomokhtar]

لم أجد مكانا ترتاح فيه أذناى من سماع الوصف التحليلى لمباراة القمة بين مرسى.. وشفيق.. فى المترو فى الميكروباص فى الطرقات، كل الأماكن بها محللون سياسيون ونخب تفتى فى كل شىء وأى شىء، الأماكن هى هى، أخيرا هدانى تفكيرى أن آوى إلى كبرى قصر النيل ليعصمنى من هؤلاء وهؤلاء..
أخذتى غفوة ورحت فى سبات عميق ، لا أدرى كم لبثت، إلى أن أرخى الليل سدوله فترامى إلى سمعى همهمات لم أتيقن مصدرها فى البداية، لم اصدق اذنى.. اسدين قصر النيل لم يسلما من هذا الحوار، يقول أحدهما هل ترى ما فيه أهل بر مصر من حيرة، فيرد عليه حيرة من ماذا؟ يجيب حيرة من سيختارونه رئيسا، هناك فريق سيختار مرسى، وفريق يبحث عن الاستقرار فى شفيق، وفريق رافض الاثنين معا، ففضل الانضمام إلى حزب الكنبة، رد عليه الآخر وماذا عسانا نحن، وماذا يهمنا فى هذا الأمر، لقد عفانا المولى من هذه الانتخبات، فنحن لنا دستورنا فى اختيار مليكنا، الذى توافقنا عليه بكل أطيافنا.
أجاب الأول وكيف لا يهمنا.. ففى الحالتين نحن الضرر سيطالنا.
رد الآخر: كيف يا فصيح زمانك؟
أجاب الأول: لو فاز شفيق فلن يرضى ذلك الثوار وسيخرج شباب المحروسة ثائرين فى كل الشوارع كالموج الهادر من كل حدب وصوب، وتدخل الفضائيات مضمار السباق ويظهر أصحاب الكارفتات الشيك، والحنجوريون، منددين متوعدين، فيرد عليهم مريدو شفيق،، وتبقى "زيطة وزنبليطة"
عند هذا الحد يجرب كل الحيل إلى أن ينفد صبره، ولن يبقى أمامه إلا فض ذلك بالقوة ونرجع "تانى" لقوات الأمن وعرباتها التى تدهس المتظاهرين، فيقع ضحايا ومرة أخرى نتألم لهذه المشاهد، ونحن لا نمتلك كاميرات فيديو لنصور الجانى، ويضيع دم هؤلاء الشباب "الورد اللى هاينور فى جناين مصر".
- رد عليه: ولو فاز مرسى؟
- أجابه: ساعتها سنكون أكثر المتضررين.
- كيف؟
المكان سيلفه الصمت ويحاكيه الظلام ولا يزورنا الحبيبة، وتحرم أعيننا من رؤية "المزز" ، حتى الفلايك التى كانت تمخر عباب النيل بالصحبة الحلوة ستتركه هادئا ساكنا، فتتراص على شاطئه ويعلوها الصدأ.
- فماذا نفعل يا ترى؟
- لاشىء يبقى الحال على ما هو عليه.. ونمعن النظر أمامنا، فليس أمامنا ما نشاهده إلا مبنى جامعة الدول العربية، نراهم ماذا يفعلون فيما يعن لهم من مشكلات عربية وكيف يحلونها.
وإن كنت أرى "مافيش فايدة"
.....
انتهى حوار الأسدين لأجدنى أردد: مافيش فايدة.. مافيش فايدة...
على فوزى