|
#1
|
||||
|
||||
تيمور لنك .. بشار الأسد .. لافرق !
تيمور لنك .. بشار الأسد .. لافرق !
يحيى البوليني " وكان فيهم مَن جُبل على الفظاظة ، والقسوة والغلاظة ، ومن هو قليل الرحمة بل وعديم الإسلام ، كفرة فجرة أوغاد أنذال طغام ، قد اتخذوه من دون الله هادياً ونصيرا ، واستكبروا به في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً ، استجرهم كفرهم وحبهم إياه إلى أنه لو ادعى النبوة أو الإلهية لصدقوه في دعواه " لا تعتقد أيها القارئ انك تقرأ وصفا لشبيحة سوريا في تعاملاتهم وأخلاقهم , ولا تعتقد أن السيد المطاع فيهم هذا هو بشار الأسد , بل إن هذا الوصف كتبه منذ أكثر من ستة قرون " ابن عربشاه " في كتابه "عجائب المقدور في أخبار تيمور " الذي تناول فيه سيرة المجرم الشيعي الهالك تيمور لنك . إن الأمم والشعوب أقوى من ظالميها وسفاحيها , فلن تمر سنوات قلائل من اليوم إن شاء الله إلا ويصبح بشار الأسد كغيره من الطغاة الظالمين كما مهملا في نفايات التاريخ شخصا وذكرا , وساعتها سيلقى ربه بصحيفته السوداء التي ملئت ظلما وجورا , كي يجزيه الله على أعماله بما يستحقه . فكم مر على الأمة الإسلامية من طغاة متكبرين , وكم عانت الأمة من متجبرين ظالمين , ظلموا و***وا وسفكوا الدماء واستباحوا الأعراض والأموال .. فأين هم الآن ؟ . ويبدو أن دائرة الزمان تدور ليسعى بشار جاهدا في أن يتفوق على سلفه المجرم المغولي السفاح تيمور لنك الذي حمل الموت والخراب لكل مدن الشام , ففمجرم اليوم لكأنه مجرم الأمس الذي استباح مدن الشام من دمشق وحمص وحلب وحماه وغيرها فارتكب فيها كل المحرمات والمنكرات ؟ . وليس مستغربا أن ترى أوجه التشابه واضحة وكثيرة بين المجرمَيْن في كثير من مسالكهما , بل إنها لتصل أحيانا إلى حد التطابق الذي يسير فيه بشار متبعا سنن تيمور حتى جحر الضب . تشابه في البدايات : فتيمور لنك مغولى تتري من أسرة دموية ترتوي بالدماء , فهو من أحفاد هولاكو وجنكيز خان , كان مدعيا للإسلام متشيعا , أهان أهل السنة وعلماءهم في كل بلد دخلها , ولم يكرم من علماء ورجال الدين السنة إلا من هم أتباع الطريقة النقشبندية الصوفية , وهكذا لا عجب في التشابه في كلا الأمرين , فبشار من أسرة دموية أيضا , فأبوه وعمه جزارا م***ة حماة الأولى عام 1982 , والتي راح ضحيتها أكثر من أربعين ألف قتيل , ويتولى هو وأخوه ماهر الم***ة الثانية لسوريا كلها والتي لم تنته ولم يحص عدد ضحاياها بعد , ولا عجب أيضا أن يكرم بشار نفس أفراد الطريقة النقشبندية وخاصة أن المكلف بمنصب المفتي في سوريا الآن هو " أحمد حسون النقشبندي " كما فعل أبوه من قبل واختار النقشبندي أيضا " أحمد كفتارو " مفتيا لسوريا . تشابه في الوحشية والدموية : ومما يدعو لكثير من التأمل للمقارنة بين " تيمور وبشار " هذا النقل من كتاب " تاريخ العلويين" وهو لكاتبه " محمد أمين غالب الطويل " وهو أحد الكتاب العلويين النصيرين , والذي استعرض في كتابه تاريخ النصيريين الدنس في الخيانة للأمة الإسلامية مفتخرا بتسميتها "الوسيلة المشروعة للانتقام من المسلمين السنة " . فيقول غالب الطويل : "جاء تيمور لنك بجيوش لا يُعرف مقدارها واستولى على بغداد وحلب والشام في سنة 822 - 823هـ ، وكان تيمور لنك نصيريًا محضًا من جهة العقيدة ، إذ توجد له أشعار دينية موافقة لآداب الطريقة الجنبلانية النصيرية , وأسباب دخوله في الطريقة هو ذهاب النصيري السيد بركة من خراسان إلى الأمير تيمور وهو في بلدة بلخ " . ثم يقول: "وكان نائب حلب هو الأمير العلوي النصيري "تمور طاش" والذي اتصل بتيمور لنك خفية، واتفق معه على أن يدهم تيمور لنك حلب.. فهاجمها بالفعل ودخلها عنوة.. فأمعن في ال*** والنهب وال***** مدة طويلة حتى أنشأ من رؤوس البشر تلة عظيمة، وقد *** جميع القواد المدافعين عن المدينة.. وانحصرت المصائب بالسنيين فقط!!". ثم يقول: "ثم سافر تيمور لنك إلى الشام وقبل سفره جاءت إليه العلوية النصيرية "درة الصدف بنت سعد الأنصار" ، ومعها أربعون بنتًا بكرًا من العلويين، وهن ينحن ويبكين ويطلبن الانتقام لأهل البيت... فوعدهن تيمور بأخذ الثأر , فكان ذلك سببًا في نزول أفدح المصائب التي لم يسمع بمثلها بأهل الشام , ولم ينج من بطش تيمور لنك بالشام إلا عائلة من النصارى , وأمر تيمور لنك ب*** أهل السنة.. واستثناء العلويين النصيريين !!! (1) ومن فظائع ما فعله أن *** في حلب وحدها ما يزيد عن العشرين ألفا بينما أسر أكثر من ثلاثمائة ألف , ثم حرقها ونهبها وخرب ما تبقى فيها , ثم اتجه بجيشه نحو حماه والسلمية وارتكب فيهما مثل ما ارتكب في حلب , ثم واصل إلى دمشق ولم يستطع أهلها مقاومته بعد كثير ممانعة , فلما دخلها أشعل في كل ركن فيها النار لمدة ثلاثة أيام متواصلة , فاحترق كل ما فيها وأصبحت جبالا من رماد , ثم اتجه إلى طرابلس وبعلبك فأتى عليهما , وفي طريق عودته مر على حلب مرة أخرى فأحرقها ثانية , وقاومته مدينة حمص مقاومة شديدة فلم يدخلها . أما ما يفعله بشار وشبيحته اليوم فغير خاف لكل ذي عينين , فالمذابح والفظائع اليومية التي يرتكبها بدم بارد وسفك لدماء الشيوخ والأطفال والنساء و****** الحرائر من المؤمنات , يرتكبها دون رادع من خلق أو دين أو قانون , وأيضا دون خشية من رد فعل لأي أحد , والملاحظ أيضا أن من نجا من سطوة شبيحته هم نفس الذين نجوا من يد جنود تيمور لنك . قول العلماء في تيمور لنك وفي نصيرية بشار وأفتى جمع من العلماء من المعاصرين واللاحقين لهم بكفر تيمور لنك عن ملة الإسلام , فقال السخاوي رحمه الله في سياق كلامه عنه أنه : " يعتمد قواعد جنكيز خان ويجعلها أصلاً ، ولذلك أفتى جمع جم بكفره ، مع أن شعائر الإسلام في بلاده ظاهرة " (2) . أما عن النصيرية فقد سئل الإمام ابن تيمية عن حكم الإسلام فيهم فأجاب - رحمه الله - : " هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية , هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى , بل وأكفر من كثير من المشركين , وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم " . ولعل التشابه بإذن الله يكون في الخواتيم !! فقد جاء هلاك تيمور لنك هلاكا يُضرب به الأمثال في الخسف والهوان , أذله الله قبل موته فلم تنفعه قوته ولا جنوده , ولم يرد أحد أمر الله تعالى فيه بعد أن أذاقه من ويل عذاب الدنيا , وبإذن الله يلقى عند ربه ما يستحقه . فيصف ابن عربشاه حالة تيمور لنك عند موته فيقول " و مع أن تيمور كان في مأمن من البرد ولكنه أحس ببروده كالصقيع داخل جسمه , فأمر بأن يمزجوا له الأشربة المدفئة والأدوية المنشطة ولكنها لم تنفعه بشئ , وقبع في فراشه لا يسأل و لا يعلم بأمور جيشه ولا دولته , ثم جمع الأطباء فقاموا في أشد أيام الشتاء بروده بوضع الثلج على بطنه و خاصرته لمدة لثلاثة أيام , وكان يتقيأ دماً من فمه و كان يتلوى من الألم ويطلب المساعدة من جميع من حوله ولكن هيهات أن ينقذه أحد من مصيره , وياليتك كنت معي حينها لتراه كالبعير المعقور يتلوى ويداه تمسك برقبته ووجهه ينضح دماً ولعناته تضج إلى السماء ". (3) ,ومثل هذا هو المصيريلحق بكل مجرم معاد لله سبحانه , ويدعو المطلومون الآن أن يلحق مجرم سوريا مصير كمصير سالفه .. واليوم .. هذا المجرم النصيري الذي عاث في الأرض فسادا , وورث ملكا غاشما من أبيه وعمه , واستعان بأهله على معصية ربه , وتقوى بظالمين قاتلين متعطشين لرؤية الدم , ي***ون الناس من الرقاب كالخراف وهم عندهم أهون من الذباب , والله يغضب ل*** نفس مؤمنة واحدة ظلما , وغضب الله عليهم سيحيق بهم بإذن الله . والشعب السوري الكريم الذي ضحى ولا يزال يضحي يوميا ويتصدى لل***ة الظالمين , ولا يفت في عضده ما فقد من أهله وأحبائه وخيرة شبابه , لمصمم على عدم العودة , فمن رأى أحباءه يُ***ون ويُ***ون - في سبيل الله على أيدي هذه العصابات المجرمة - هانت عليه الدنيا واستحب الموت وساعتها لن يعيدهم ولن يقاومهم شيئ حتى يجتثوا تلك العصابة من جذورها , وحينها يكون القصاص , فما أشده عليهم , وما أسعد المؤمنين به حينما يشفي الله صدور قوم مؤمنين , وحينما يفرح المؤمنون بنصر الله وحينما نقول :" وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " === == (1) تاريخ العلويين (ص 407 وما بعدها) (2) الضوء اللامع (3/49). (3) عجائب المقدور في نوائب تيمور لابن عربشاه 1/88 |
العلامات المرجعية |
|
|