|
#1
|
||||
|
||||
الخمور وأضرارها
الخمور وأضرارها
بوراهيما سنغري قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90 - 91]. إنَّ الإسلام قادرٌ على أن ينقذ الإنسانية من تأثيرات المدنية الغربية التي تبثُّ سمومها وشِباكها، وخاصَّة فيما يتعلَّق بموضوع الخمر؛ فلقد استطاع الإسلام أن يحقِّق ما لم تستَطِع أن تحقِّقه القوانين المفروضة بالقوَّة ومن خارج النفس فيما يتعلق بالخمر، فبهذه الآية الكريمة ولأوَّل مرَّة في تاريخ البشرية تَمَّ القَضاء على آفة الخمر بأمرٍ من الله - سبحانه وتعالى - وذلك بعد نزولها؛ حيث ما لبث الصحابة - رضوان الله عليهم - حين سمعوها أن قالوا: انتهينا، انتهينا ربنا. ولأهميَّة وخطورة موضوع الخمور من حيث آثارُها المدمِّرة، سواء على الأفراد أو المجتمعات، سوف نتحدَّث عن الخمور؛ لتقديم المعلومات الكافية عن المَخاطِر الناتِجة عن تَعاطِي تلك السُّموم من حيث أضرارها الصحيَّة. الأضرار الصحيَّة للخمور: الخمور في واقع الأمر مادَّة سامَّة من الناحِيَة البيولوجيَّة، ويجب أن يُنظَر لها على هذا الأساس من الوجهة الطبيَّة؛ وذلك لأنَّ لها أضرارًا صحيَّة بالغة ومتعدِّدة، وهي تُعتَبَر من الناحية الفارماكوجية من السموم ذات التأثير العام على الجسم، والتي تؤثِّر سلبًا على جميع الأجهزة والأعضاء في جسم الإنسان، وهذه التأثيرات السلبيَّة بعضُها يظهَر مُباشَرة، وبعضها يظهر متأخرًا ولو بعد سنوات، مُحدِثة مُضاعَفات خطيرة قد تنتَهِي بأحداث الوَفاة، ومن أهمِّ الأضرار الصحيَّة التي تَنتُج عن تَعاطِي الخمور ما يلي: 1- أضرار الجهاز العصبي: تُؤثِّر الخمور على القُوَى العقليَّة للشخص، وخاصَّة القوى الذكائيَّة، وتسبِّب انخِفاضًا ملحوظًا فيها، وتُسبِّب ضُمُورًا في بعض مراكز الدماغ، والذي يُمكِن مشاهدته بواسطة تصوير الأشعة المقطعية المحورية للدماغ، وتأثير الخمور مباشرٌ على خلايا الدِّماغ يؤدِّي إلى ظهور عِدَّة حالاتٍ مرَضيَّة خطيرة لدى الشخص؛ منها على سبيل المثال: العته الدماغية ومتلازمة كورساكوف، وهي إحدى المظاهر الذهنيَّة الناشئة عن إدمان الخمور؛ حيث يفقِد المُدمِن الذاكرة للأحداث القريبة، ولتَعوِيض ذلك الفراغ الذهني يبدأ المُدمِن اختلاق الأحداث على فجوات ذاكرته، وتؤدِّي الخمور إلى حدوث اعتِلال دماغي يتمثَّل في التوهان وضعْف الذاكرة، بالإضافة إلى حدوث اعتِلال عصبي طرفيٍّ في الأعصاب الطرفيَّة يَقُود إلى فقدان الإحساس بالأطراف، وغيرها من الأمور العصبيَّة الأخرى. 2 - أضرار الجهاز الهضمي: للخمور أضرار متعدِّدة وبالغة الخطورة على الجهاز الهضمي، تبدأ من إحداث حروقٍ وزيادة الحموضة في المرِّيء والمعدة و"الاثنا عشر"، مرورًا بإحداث التِهابٍ في جِدار المَعِدَة إلى إحداث تقرُّحات حادَّة في المعدة و"الاثنا عشر" قد يُصاحِبها نزفٌ دموي شديد، وقد تُحدِث الخمور عند مُتعاطِيها التِهابًا حادًّا في البنكرياس عند تَعاطِي كميَّة كبيرة من الخمر، والذي يُشَكِّل خطورةً على حياة الشخص، ومن أهمِّ الأعضاء التي تتضرَّر كثيرًا من الخمور في الجهاز الهضميِّ: الكبد؛ حيث نعلم أن حوالي 90% من الخمور التي دخلت الجسم يَتِمُّ تحلُّلها في الكبد، وتَكْرار عمليَّة التحليل هذه يؤدِّي إلى حدوث تكيس دهني في خلايا الكبد يَقُود في النهاية إلى حدوث تليُّف الكبد، وهو من الأمراض الخطيرة التي قد تنتَهِي بالوفاة! 3 - الدم: من المُمكِن أن يُسبِّب تعاطي الخمور والإدمانُ عليها فقرَ الدم الناتج عن نقص حامض الفوليك، بالإضافة إلى أنَّ الخمور تُعتَبر مثبطًا لنشاط نقي العظم. 4 - العظام: لقد وجدت الدراسات حديثًا أن تَعاطِي الخمر من شأنه أن يقود إلى هشاشة العظام؛ وذلك لأنَّ الخمور تُعَرقِل امتِصاص الجسم لما يحتاجه من الكالسيوم. 5 - نقص الوزن وضعف مَناعة الجسم: لقد وُجِد أنَّ هناك علاقةً ثابتة ومباشرة بين تعاطي الخمور ونقص الوزن؛ ويعود ذلك إلى عدم اهتِمام المخمور بأخذ الغذاء المتوازن والمنتظم، وإلى تأثير الخمور على امتِصاص بعض الموادِّ الغذائية المهمَّة؛ مثل: الفيتامينات والبروتينات؛ ممَّا يؤدِّي بالنتيجة إلى ضعْف مناعة الجسم أيضًا. |
العلامات المرجعية |
|
|