من وقت لآخر، نسمع عن حادثة سقوط مصعد فى منشأة حكومية وآخرها اليوم بعدما سقط أسانسير فى مستشفى بنها الجامعى بسبب الحمولة الزائدة وتهالكه مما أسفر عن مصرع 7 ضحايا و4 مصابين، وتفتح تلك الحادثة باب التساؤلات حول عمليات الصيانة الدوريات الواجب اتباعها فى التعامل مع المصاعد بالمؤسسات المختلفة.
وتعتبر الحادثة أيضًا بمثابة صرخة قوية للمسئولين فى القطاعات المختلفة بعدم الاستهانة بأى شىء حتى لو بدا بسيطًا، فالمراقبة والمتابعة أمر ضرورى من أجل تفادى، حادثة كالتالى وقعت اليوم وأسفرت عن مصرع سبعة مواطنين بسبب إهمال أشخاص وتقصيرهم فى عملهم.
وللعلم يوجد مواصفات واشتراطات منصوص عليها بقرار وزير الإسكان والمرافق رقم 167 لسنة 1997 بشأن الكود المصرى لتحديث أسس تصميم وشروط تنفيذ المصاعد الكهربائية والهيدروليكية فى المبانى، ومن أهم تلك الاشتراطات هى أن الحى وبالتحديد الإدارة الهندسية تكون مختصة بإعطاء الترخيص الخاص بتركيب المصعد إلى الجهة التى تريد تركيبه على أن يسرى ترخيص التشغيل لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد لمدة مماثلة، وتقوم الإدارة الهندسية بالتفتيش الدورى للتحقيق من استمرار صلاحية المصعد للتشغيل.
ومن الاشتراطات الأخرى لتركيب المصاعد وتشغليها أنه يجب على الجهة أو صاحب المنشأة أو المسئول عنها التعاقد مع إحدى الشركة المرخص لها القيام بأعمال الصيانة الدورية وكما يجب أيضًا تحديد عامل واحد على الأقل ليقوم بمراقبة تشغيل المصعد أو المصاعد على أن يتم تدريبه على التعامل مع المواقف المختلفة، وأيضًا من الأمور الهامة الأخرى والواجب وضعها فى الاعتبار هى وضع لوحة معدنية مثبتة داخل كل مصعد بالدور الأرضى موضح بها اسم المنشاة القائمة بصيانة المصعد وعنوانها ورقم الترخيص له بالعمل.
فيما سبق هى أبرز الاشتراطات القانونية الواجب لتوافرها لتركيب المصاعد بالمنشآت المختلفة الخاصة والحكومية على حد سواء، وهناك نقطة أخرى بالغة الأهمية متعلقة بأهمية مراقبة الصيانة الإدارة الهندسية بالأحياء على تلك المصاعد للتأكد من صلاحيتها للتشغيل حتى لا تحدث حوادث مماثلة لما وقع اليوم فى مستشفى بنها.
وحول الحادثة، أوضح مصدر مسئول معنى بعملية التركيب والصيانة المصاعد بالمنشآت الحكومية لـ"اليوم السابع" أن الأسباب الرئيسية فى وقوع من وجهة نظر تتعلق بمنظومة مراجعة معاملة الأمن والتى يجب مراجعتها شهريًا وغلق الأسانسير إذا كانت هناك مشكلة مثل التحقق من حبال الجر التى يجب أن تكون دائمًا فى حالة جيدة ولا تكون مستهلكة، مشيرًا إلى أن عدم وجود فرامل ذاتية من الأساس أو وجود عطل بها قد يكون أسهم فى حادثة اليوم لأنه معامل أساسى فى منظومة الأمان.
أوضح الخبير الفنى المتخصص فى تركيب وصيانة المصاعد أن الأسانسيرات عندما تزيد سرعتها لأى سبب مثل انقطاع الحبال لابد لها أن تضرب فرامل ذاتية لمنع اصطدامها بالأرض، وكذلك جزئية الحبال يجب أخذها فى الاعتبار مشيرًا إلى أن المشكلة كثيرًا ما تحدث بالجهات والمنشآت التى لا تقوم بتغيير قطع الغيار باستمرار لعدة أسباب على رأسها العامل المادى، مشيرًا إلى الحبال فى منشأة كالمستشفى الجامعى لابد أن يتم تغييرها من 5 إلى 6 سنوات على الأرجح.
وأضاف المصدر أنه طبقا للقانون والقرارات الوزارية الخاصة بتنظيم أمور المصاعد فإن الشركة المعنية بصيانة تلك المصاعد بشكل دورى لابد لها أن تقوم بكتابة تقرير بأهمية غلق هذا المصعد ورفعه إلى الحى إذا وجدت مشكلة به حتى يتخذ الإجراءات المناسبة، مضيفًا: "المشكلة الكبيرة أن هناك بعض الجهات تعتمد على أشخاص غير معتمدين وغير مؤهلين فى الصيانة من أجل توفير النفقات وهذا الأمر مخالف للقانون الذى ينص على ضرورة وجود شركة صيانة متخصصة"، مشيرًا إلى أن الإدارات الهندسية بالأحياء عليها دور كبير فى التحقيق من الصيانة كل 6 شهور إلا أن هذا الإجراء لا يتم فى غالب بالمناطق المختلفة.