|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
محن المسلمين وابتلاؤهم من أنفسهم ومن أعدائهم
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. * أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين. * عباد الله؛ نعيش في هذه الآونة وقد امتلأت الأخبار وملئت الأسماع وملئت الأبصار بما يحدث من استضعاف للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في فلسطين وفي غيرها من بورما وما شابه ذلك، هذا يا عباد الله قدر كوني للمسلمين في حال الضعف وفي حال أن المسلمون لم يعرفوا قدرهم، ولم يتوجهوا لربهم سبحانه وتعالى، فأكثروا في الأرض فسادا، تركوا الأيتام دون رعاية، والمساكين دون زكاة أو صدقات، وتركوا أمورا كثيرة، بل فعلوا ما حرم الله، فأكلوا الربا إلا من رحم الله وأكلوا المحرمات، وكل ما يجري لم يكن عن الله سبحانه وتعالى ببعيد، فهو قدره، وكلّ شيء يجري في الأرض وفي السماء بقدر الله؛ امتحانا وابتلاءً لعباد الله، قال سبحانه وتعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]، وقال سبحانه في حقِّ الصحابة عندما أصابهم ما أصابهم في الغزوات؛ من جروح و*** وأسر قال: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 166]. * والمصائب لها أسبابٌ من فعلنا نحن البشر، قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]. والابتلاء في المال والنفس، والأذى بالكلام ونحوه من اليهود والصليبيين وعموم المشركين ضدَّ المسلمين، فيا أيها المسلمون ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186]. * وقال سبحانه: ﴿ ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾. [يونس: 23]. وقال سبحانه: ﴿ ... إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا... ﴾ [الإسراء: 7] فمن اقتدى بالأنبياء في صبرِهم، والرسل في مصابرتهم، جاءهم نصر الله وفتحٌ قريب، قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأنعام: 34]. فقد ابتُلي نوحٌ عليه السلام، وأوذي من قومه فصبر، ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ﴾ [القمر: 10]، فانتَصَر. * وابتُلِي أيوبُ عليه السلام فصبر، فمدحه الله الوهاب، فقال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ* ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 41 - 44]. وكذلك جميعُ الأنبياءِ والرسلِ عليهم الصلاة والسلام ابتلوا فصبروا، فنالوا النصرَ والتمكين، والأجر َوالثواب، وأمر الله سبحانه خاتمَ أنبيائه ورسله عليه الصلاة والسلام؛ أن يقتديَ بهم، فقال سبحانه: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، وَقَالَ جل جلاله: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ [الأحقاف: 35]. * عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما: (كَانَ الْإِسْلَامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ، إِمَّا يَقْتُلُونَهُ). [1]، (وَإِمَّا يُعَذِّبُونَهُ، حَتَّى كَثُرَ الْإِسْلَامُ, فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ). [2] وهذه سنة الله الكونية، في حالِ ضعف المسلمين يكون استضعافهم من قبل المشركين؛ بوذيين وغيرهم، فيعذِّبون النساء، والأطفال والشيوخ والأبرياء، أو ي***ونهم أو يحرقون، والله المستعان. لكن؛ فلنتذكر قولَ المنتقم الجبار سبحانه: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178]. * ولا ننسى قولَ الله جلَّ جلاله: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام: 123]. وعذب عمار بن ياسر ووالده وأمه سمية (فَقَالَ صلى الله عليه وسلم -مسلِّيًا لهم-: "صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ")[3]. وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، -كان في حمايته- وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ) -أَيْ: أطاعهم- (عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالٌ رضي الله عنه، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ, فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: (أَحَدٌ أَحَدٌ)[4]. * ولم يسلم من القهر وال***** نساء المسلمين المستضعفات، ومنهن زِنِّيرة [بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة الروميّة... كانت من السابقات إلى الإسلام، وممن يعذّب في اللَّه، وكان أبو جهل يعذبها، ... عن سعد بن إبراهيم، قال: كانت زنّيرة رومية، فأسلمت فذهب بصرها، -أي من شدة ال*****- فقال المشركون: (أعمتها اللات والعزى)، فقالت: (إني كفرت باللات والعزى)، فردّ اللَّه إليها بصرها][5]. وممن تعرضت للصهر في الشمس؛ سميةُ [والدة عمار بن ياسر، كانت سابعة سبعة في الإسلام، عذّبها أبو جهل، وطعنها في قبلها، فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام، ...][6]. * ومن وسائل ال***** عند المشركين؛ سقيُ العسلِ مع المنع من شرب الماء؛ وهذا ما حدث مع [أمِّ شريك رضي الله عنها، واسمها غُزَيَّةُ بنتُ جابر بن حكيم الدوسية، قال الأكثرون: هي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها فلم تتزوج حتى ماتت. فعن ابن عباس قال: (وقع في قلب أم شريك الإسلام فأسلمت وهي بمكة، وكانت تحت أبي العكر الدوسي، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرًّا فتدعوهن، وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها)، وقالوا: (لولا قومك؛ لفعلنا بك وفعلنا، لكنا سنردك إليهم). * قالت: (فحملوني على بعير ليس تحتي شيء، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني، وكانوا إذا نزلوا منزلا أوثقوني في الشمس، واستظلوا هم منها، وحبسوني عن الطعام والشراب، فبيناهم قد نزلوا منزلا، وأوثقوني في الشمس)، وفي رواية: (وحملوني على جمل ثقالٍ شرَّ ركابهم وأغلظَه، يطعموني الخبز بالعسل ولا يسقوني قطرة من ماء، حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس، ونحن قائظون، -أي في وقت القيظ- نزلوا فضربوا أخبيتهم، وتركوني في الشمس، حتى ذهب عقلي، وسمعي وبصري، فعلوا بي ذلك ثلاثة أيام، فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه! قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بأصبعي إلى السماء بالتوحيد، قالت: فوالله إني لعلي ذلك وقد بلغني الجهد)، (إذا أنا ببرد شيء على صدري، فتناولته، فإذا هو دلو من ماء، فشربت منه قليلا، ثم نزع مني فرفع، ثم عاد فتناولته، فشربت منه ثم رفع، ثم عاد فتناولته، ثم رفع مرارا، ثم تركت فشربْتُ -منه- حتى رَوِيت، ثم أفضْتُ سائرة على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء، ورأوني حسنة الهيئة، فقالوا لي: انحللتِ فأخذتِ سقاءنا فشربتِ منه؟! قلتُ: لا والله! ولكنه كان من الأمر كذا وكذا، قالوا: لئن كنتِ صادقة لدينك خير من ديننا. فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها، فأسلموا عند ذلك، وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت نفسها له بغير مهر...][7]. * إن ما يحدث في بورما وغيرِها من بلاد الجبروت والطغيان، على المستضعفين من المؤمنين المسلمين، يشبه ما وقع من عذابٍ على المؤمنين فيما سبق في غابر الأزمان، فمن عذاباتِ نشرٍ بالمناشير، وحرقٍ للأجساد بالنيران، حوادثُ قديمةٌ متجددةٌ على المؤمنين حتى يرجعوا عن دينهم، لكنهم صبروا حتى الموت. * وهذه قصة أصحاب الأخدود، فعَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ, وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ"), -وزيره الذي يشير عليه ومستشاره الخاص، ولكنه ساحر- ("فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ: إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ, فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ, فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ, فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَةٍ") -قَالَ مَعْمَرٌ: أَحْسِبُ أَنَّ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ كَانُوا يَوْمَئِذٍ مُسْلِمِينَ-، ("فَأَتَى الْغُلَامُ عَلَى الرَّاهِبِ, فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ, فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلَامُهُ، فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَسْأَلُ ذَلِكَ الرَّاهِبَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ, فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ, فَقَالَ: إِنَّمَا أَعْبُدُ اللهَ, فَجَعَلَ الْغُلَامُ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ, مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ, فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ الْغُلَامِ: ("إِنَّهُ لَا يَكَادُ يَحْضُرُنِي"), -أي أن الغلام يتأخر- ("فَأَخْبَرَ الْغُلَامُ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ, فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ"), -لأنك تأخرت- ("فَقُلْ: حَبَسَنِي أَهْلِي, وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ, فَقُلْ: حَبَسَنِي السَّاحِرُ. قَالَ: فَبَيْنَمَا الْغُلَامُ عَلَى ذَلِكَ, إِذْ مَرَّ عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتْ النَّاسَ")، -منعتهم أن يمروا في طرقهم وفي مدينتهم- ("فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا, فَقَالَ") -الغلام-: ("الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ, أَمْ أَمْرُ السَّاحِرِ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا, فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ. فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا, وَمَضَى النَّاسُ, فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ, فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ, أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي, قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى, وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى"), -أي ستعذب- ("فَإِنْ ابْتُلِيتَ فلَا تَدُلَّ عَلَيَّ"). -وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ, وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ. * ("فَسَمِعَ بِهِ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ") -ليس الساحر- ("كَانَ قَدْ عَمِيَ, فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ, فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ, إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي, فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا, إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ, فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللهِ, دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ, فَآمَنَ بِاللهِ. * فَدَعَا اللهَ لَهُ فَشَفَاهُ، فَأَتَى الْمَلِكَ, فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا فُلَانُ, مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟! فَقَالَ: رَبِّي, قَالَ: أَنَا؟!") -أي كأنه هو ردَّ عليه بصره وهو لا يدري- ("قَالَ: لَا, لَكِنْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ, قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟! قَالَ: نَعَمْ! فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ, فَجِيءَ بِالْغُلَامِ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ, قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ؟! وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ؟! فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا, إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ, فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ, فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ, فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ, فَأَبَى, فَدَعَا بِالْمِنْشَارِ, فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأسِهِ, فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ, ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ, فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ, فَأَبَى, فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأسِهِ, فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ, ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ, فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ, فَأَبَى, فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ, فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا, فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ, فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ, فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ, وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ, فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ, فَرَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ, فَسَقَطُوا, وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟! قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ, فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ, فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ") -القرقور: السفينة العظيمة. * ("فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ, فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ, وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ, فَذَهَبُوا بِهِ, فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ, فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا, وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ, فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟, قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللهُ! ثُمَّ قَالَ") -الغلام- ("لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ, فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي, وَإِلَّا فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ قَتْلِي. قَالَ: وَمَا هُوَ؟! قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ") -الصعيد: الأرض الواسعة المستوية.- ("وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ, ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي, ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ, ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ, ثُمَّ ارْمِنِي, فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي, فَجَمَعَ") -الملك- ("النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ, وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ, ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ, ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ, ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلَامِ, ثُمَّ رَمَاهُ, فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ") -الصُّدغ: ما بين العَين إلى شَحْمة الأذُن. * ("فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ, آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ, آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ, فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ: أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟! قَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ؛ قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ! ") -كانوا مجموعة مع الغلام، وآمنوا جميعا،- ("فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ") -أي: الطرق.- ("فَخُدَّتْ") -أَيْ: حُفِرت- ("وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ، ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ, فَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ تَرَكْنَاهُ, وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ, أَلْقَيْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ, فَجَعَلَ يُلْقِيهِمْ فِي تِلْكَ الْأُخْدُودِ"). * وفي رواية: (فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ، حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا تُرْضِعُهُ")، - لا زال رضيعا لم يصل إلى حد الكلام- ("فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ, فَقَالَ الصَّبِيُّ: يَا أُمَّاهْ اصْبِرِي, فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ")[8]. وهذه المرأة كادت أن ترجع عن دينها بلسانها لا بقلبها، لكن ثبتها الله بولدها الصغير، يا أماه اصبري فإنك على الحق. ونحن نقول لأنفسنا: فلنصبر على ما آذانا أعدائنا في بلاد المشرق والمغرب، ولنتوكل على الله، ولنعمل الصالحات. توبوا إلى الله واستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. * الخطبة الآخرة الحمد لله حمدا كثيرا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، أما بعد: كيف يفعلُ الكفارُ قديما وحديثا وفي المستقبل؟ يعذبون المستضعفين من المسلمين، فما موقفنا نحن المسلمين، ماذا تعلَّمنا من ديننا؟ وماذا علمنا ربنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم؟ أما نحن المسلمين؛ فقد أدَّبنا ربنا ونبينا ودينُنا؛ ألاّ نعذبَ الضعفاءَ من اليهود والنصارى وغيرهم، ممن يعيش بيننا كأهل الذمة، أو ما يسمى بالمواطنة، وهم مسالمون لم يؤذنا ولم يضرونا، فالاعتداء عليهم حرام لا يجوز، فَعَنْ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: (مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضي الله عنه عَلَى أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ بِالشَّامِ, قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ, وَصُبَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الزَّيْتُ، فَقَالَ: (مَا هَؤُلَاءِ؟!) -يعني ماذا فعلوا حتى يعذبهم هذا العذاب- قَالُوا: (بَقِيَ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ مِنْ الْجِزْيَةِ)، -الجِزْية: عبارة عن الْمَال الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة، -وهم الذين يعيشون بيننا، والجزية- وهي فِعْلة، من الجزَاء، كأنها جَزَت عن قَتْلِه، والجزية مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم. * فَقَالَ -هشام بن حكيم بن حزام-: إِنِّي أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ("إِنَّ اللهَ عزّ وجلّ يُعَذِّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا") -هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم إن عذبت أحدا في الدنيا، يعذبك الله يوم القيامة- -قَالَ: (وَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ عَلَى فِلَسْطِينَ- فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَهُ, فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ)[9]. ومن تأديب ديننا لنا في هذا الشأن، ما قاله رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ, أَشَدُّهُمْ عَذَابًا لِلنَّاسِ فِي الدُّنْيَا")[10]. * وعذاب المسلمين وابتلاؤهم، ومحنتهم في دينهم لم تنته بعد، حتى يأتي الله النصر والفرج من عنده سبحانه، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ("أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ مِنْ النَّاسِ"), -من هو مسلم؟ من هو موحِّد؟- (فَكَتَبْنَا لَهُ, فَوَجَدْنَاهُمْ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائَةٍ)، فَقُلْنَا: (يَا رَسُولَ اللهِ! أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائَةٍ؟!) فَقَالَ: "إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ, لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا", قَالَ حُذَيْفَةُ: (فَابْتُلِينَا, حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا وَحْدَهُ سِرًّا وَهُوَ خَائِفٌ)[11]. * فعلينا عباد الله! أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، لأنه ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]. فبحسب الذنوب تكون العقوبات، ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]. * اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلا إلا عافيته، ولا سجينا إلا أطلقته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا، ولنا فيه صلاح إلا أعنتنا على قضاءها ويسرتها لنا برحمتك يا أرحم الراحمين. وأقم الصلاة؛ ﴿ ... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]. [1] (خ) (4650). [2] (خ) (4514). [3] (ك) (5646), (5666)، (طس) (1508), صحيح السيرة (ص 154)، وفقه السيرة (ص 103). [4] (جة) 150, (حم) 3832, (حب) 7083, انظر صحيح السيرة (ص: 122). [5] ذكر ذلك الإمام ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 150- 151). [6] الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 190). [7] صفة الصفوة (2/ 53). [8] (م) 73- (3005) (ت) (3340)، (حم) (23976), وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح. [9] (م) 117، 118- (2613)، (د) (3045)، (حم) (15366), وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح. [10] (حم) (16865), انظر صَحِيح الْجَامِع (998), والصحيحة (1442). [11] (خ) 2895، (م) 235- (149), (جة) (4029), (حم) (23307). الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|