اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-01-2017, 11:56 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
المدير التنفيذي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,982
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي مصائر النّوع البشري ومآلات الكينونة

مصائر النّوع البشري ومآلات الكينونة




سعيد ناشيد

في نهاية الملحمة البابلية القديمة، فضّل جلجامش أخيراً أن يتقبّل قدره المحتوم، أنّه كائن فان. خلاصة صاغها الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر في عبارة شهيرة له تقول:«الإنسان كائن من أجل الفناء». لعله ابتغى بتلك الصياغة إسقاط «الحق في الخلود» نهائياً طالما أن الكينونة لا تتشكّل إلاّ انطلاقاً من وعيها بفنائها. غير أنّه فتح الباب أمام سؤال آخر، لربّما آن أوان طرحه: ما مآل الكينونة في ظل الخلود؟ لنكن صرحاء، لم تعد فرضيّة الخلود مجرّد فكرة مِن نسج سينما الخيال العلمي، لم تعد مجرّد وهم خرافيّ خارج أفق الاشتغال العلمي، بل أصبحت هدفاً علمياً قريب المنال، على مرمى مئة عام أو يزيد عنها قليلًا. بَعد ذلك، سنشرع على الأرجح في الخروج من عصر الإنسان، هذا الكائن الذي يواجه المرض والشيخوخة والألم والموت، والدخول من ثمة إلى شيء آخر، يسميه البعض منذ الآن بإنسان ما بعد الإنسان (transhumanisme). لا يتعلق الأمر بمجرّد فرضية نظرية أو افتراضية، لكن الأمر متعلق بمشروع علمي جبار يثير أقسى المخاوف ويبعث أقصى الآمال، يعتبره فرانسيس فوكوياما بمثابة الفكرة الأشد خطراً وضرراً على مستقبل الإنسان، ويعتبره لوك فيري أملاً عظيماً للوجود الإنساني، ويعتبره بتير سلوتردايك مغامرة مفتوحة يجب خوضها في كل أحوالها من دون أحكام قيمة. عموماً نحن أمام بوادر ثورة وراثية قد تغير من طبيعة النوع البشري بصفة جذرية.

بدأت الخطوة الأولى من هذه المغامرة يوم 18 سبتمبر 2013 في إحدى بلدات كاليفورنيا، حيث تم إطلاق «مشروع كاليكو»Calico Project الذي تشرف عليه الشركة العملاقة «غوغل» نفسها، ويهدف إلى توجيه دينامية الهندسة الوراثية، وتقنيات النانو، ومهارات البرمجة العصبية، ومعطيات علوم الأعصاب، نحو إطالة عمر الإنسان بنحو خارق، نحو 500 عام وفق بعض التقديرات، وربّما ألف عام وفق تقديرات أكثر تفاؤلاً، مع القضاء جينياً على القابلية الوراثية للأمراض جميعها، وضمنها الشيخوخة التي بات يُنظر إليها بدورها كمرض وراثي قابل للعلاج الوراثي، وليست قدراً حتمياً كما كان الاعتقاد. بل يؤكد بعض المسؤولين على المشروع بأن الإنسان الذي سيعيش ألف عام سيولد في غضون السنوات القليلة القادمة، إن لم يكن قد وُلد منذ الآن. بالطبع يبقى مجال الارتياب هنا واسعاً وكبيراً، وقد لا تظهر النتائج الأولية قبل عقود من الآن، لكن المؤكد، أن عمر الإنسان إذا بلغ عتبة ألف عام، فمعنى ذلك أن الإنسان يتّجه بخطى حثيثة نحو العمر الأبدي.

الحقيقة الأخرى، أو الوجه الآخر لنفس الحقيقة، أن لكل إنجاز كبير كلفة كبيرة. هنا بالذات، قد يكون عدم حساب الكلفة أو عدم الاكتراث بها، كارثياً بكل المقاييس. الواقع أننا نوجد اليوم في لحظة هي الأكثر حرجاً وارتياباً، إننا فوق حبل منصوب على الهاوية كما جاء في «الإنجيل الخامس» -وهو المصطلح الذي أطلقه سلوتردايك على كتاب «هكذا تكلم زارادشت»- الإنسان جسر وليس نهاية، وفق نبوءة نيتشه. في كل تردّد خطر، في كل توقف خطر، في كل تراجع خطر، ولا خيار لنا لتفادي السقوط سوى المضي قدماً. ذلك هو رهان نيتشه لتخطي مرض العدمية المفضي إلى الانحطاط والسقوط. ما يعني أن النوع الإنساني يجب عليه أن يتخطى نفسه بنفسه، لكن نحو ماذا؟ نحو الإنسان المتفوق (superman) بلغة نيتشه، ونحو إنسان ما بعد الإنسان (transhumanisme) بلغة تيار ثقافي معاصر بات يحمل نفس الاسم. لكن، هل كان رهان نيتشه أن الإنسان المتفوق سيحقق الخلود؟ هل كان نيتشه يراهن على العيش بحيوية وعنفوان خارج هشاشة الوجود العرضي؟ بلا شك، تبقى أسئلة كلفة الوجود الأبدي كثيرة ومبرّرة، بعضها يتعلق بملاحظات هابرماس عن أن التفاوت الاجتماعي قد يصير تفاوتاً في قدرات الناس على تحسين نسلهم، ما يعني أن التفاوت الطبقي قد يصبح تفاوتاً بيولوجياً، وقد ينتهي إنسان ما بعد الإنسان إلى تشكل أنواع بشرية متنوعة بدل نوع بشري واحد، تماماً مثلما جرى لعالم الكلاب. مخاوف مبررة بالفعل. غير أني أعتقد بأن أهم أسئلة الكلفة تتعلق بمصائر الوعي ذاته؟ هل ستستمرّ قدرة الكائن الإنساني على الوعي بذاته في حال خلود الذات؟ أليس الوعي بالذات في جوهره وعي تراجيدي بما يعتري الذات من عرضية ونقص وعوز وفناء؟ أليست الكينونة نقص كما يقال (manque d›être)؟ على أن تركيزي على مآلات الوعي لا يعني استصغار سائر المخاطر الأخرى، وعلى رأسها خطر التفاوت البيولوجي بين البشر، وإنما يعني بالأحرى الحفاظ على قدرة الوعي على استحضار تلك المخاطر كلها. ففي غياب الوعي، في غياب الوعي بالذات أساساً، لا يمكن أن يكون ثمة وعي بأسئلة المصير والمآل.
حدس الزمان

كيف ستكون الكينونة في ظل ديمومة لا تبلى ولا تفنى؟ كيف يصير الوعي بالذات حين يغدو حضور الذات مطلقا وبلا نهاية؟ وهل ثمة من فرصة للوعي بالكينونة حين لا تكون الكينونة معرّضة للفناء والاختفاء والانطفاء؟

على الأرجح، في غياب الموت قد يفقد الإنسان حدس الزمان، قد يغدو الشخص كائناً بلا حنين ولا تطلّع ولا آمال ولا أحلام، قد لا يغادر الواحد فراش النوم إلا بعد ألف ليلة من التثاؤب والتثاقل طالما كل الأعمال قابلة للتأجيل إلى ما لا نهاية، بدءاً من مواعيد العشق وانتهاء بمواعيد العمل والإبداع. في عالم الأبدية كل ما يمكننا فِعله يمكننا تركه بلا فرق كبير في النتيجة، وكل ما نتركه الآن يمكننا أن نستأنفه في وقت لاحق، في زمن لاحق، في عصر لاحق، في أبدية لاحقة، فلا سقف للزمان، لا حدّ أقصى للإمكان، لا جدول أعمال للأعمال، لا ترتيبات، لا أولويات، لا استحقاقات، فإن العمر هو نفس العمر دائماً وأبداً، وفي حساب اللانهايات لا فرق بين الأرقام، وإن القدَر المرسوم هو نفس القدر الذي لا يتغيّر، أو بالأحرى لا فرق بين أن يتغير أو لا يتغيّر، ففي حساب المستقبل الذي لا ينتهي لا فرق بين ما يأتي الآن وما يأتي بعد ألف ألف عام. وهكذا، قد يمضي على الخالدين زمن طويل من العيش بلا مغامرات، بلا خيبات، بلا فقد للأحبة، بلا رسائل وداع، بلا مقاومة لزحف النهاية على بقايا العمر، بلا مرض أو ألم، بلا حسرة أو أمل، وفي الأخير قد يخفت وعي الإنسان بذاته، وتدخل الكينونة في غسق مخيف. هكذا تبدو حسابات الوعي هي الكلفة الأكثر جدية. فهل تراها دعوة إلى التشاؤم؟

المعركة ضدّ الموت هي التي صنعت الإنسان. المعركة ضدّ الموت هي التي صنعت الحضارة والعلوم والإبداع. أما الانتصار النهائي على الموت فقد يعني نهاية المعركة. هذا مقلق بكل المقاييس. لكن، لربما علينا أن نرفع سقف الوعي بنحو يفوق قدراتنا ككائنات فانية، حتى نرى آمالًا باقية في استمرار المواجهة مع الموت إلى ما لا نهاية: بعد حين من الدهر سيكون على الإنسان أن يغادر الأرض قبل موتها. ثم سيكون عليه أن يغادر المجموعة الشمسية قبل موتها.. وبعد ذلك بزمن طويل عندنا لكنه لا شيء عند الخالدين، سيكون عليه أن يخوض معركة الإفلات من الموت الحراري للكون.. ثم يا للهول! فإن وعيي الذي سيذوق الفناء لا محالة لا يتحمّل كل هذا الامتداد من التأمل المريب. أتوقف. بل أعود فوراً إلى حيث أنا الآن. ماذا سأفعل؟ سأرتشف الجرعة الباقية من فنجان قهوتي. سأرتشفها بمتعة المذاق الأخير.

عندما عاد جلجامش إلى مدينة أوروك بعد أن فقد أمل الخلود، تراءت له المدينة بَاسمةً جميلة. بدأ يمعن النظر في أسوارها، يتفحص أحجارها، ويراقب أدق تفاصيلها. لقد أدرك بأنه كائن فان. أواه، لعل الفانين يستمتعون بالجمال أكثر، يعشقون أكثر، يبدعون أكثر، يغنّون أكثر، يرقصون أكثر، يتوجعون أكثر، ينتظرون أكثر، يحلمون أكثر. لعل الفانين يعيشون الكينونة بكثافة وعنفوان. والسؤال الآن، إذا ما «مات الموت» هل ستختفي الكينونة أم أنها ستشهد مآلات يصعب تصورها الآن؟ مهما كان قدرنا فلا شيء أهم من أن نواصل قدرتنا على التفكير. تلك هي وظيفة الفلسفة. وستبقى بدورها وظيفة أبدية.
مشروع جوجل الخارق

بدأت الخطوة الأولى من هذه المغامرة يوم 18 سبتمبر 2013 في إحدى بلدات كاليفورنيا، حيث تم إطلاق «مشروع كاليكو “Calico Project الذي تشرف عليه الشركة العملاقة«غوغل» نفسها، ويهدف إلى توجيه دينامية الهندسة الوراثية، وتقنيات النانو، ومهارات البرمجة العصبية، ومعطيات علوم الأعصاب، نحو إطالة عمر الإنسان بنحو خارق، نحو 500 عام وفق بعض التقديرات، وربّما ألف عام وفق تقديرات أكثر تفاؤلاً، مع القضاء جينياً على القابلية الوراثية للأمراض جميعها.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-01-2017, 12:01 AM
الصورة الرمزية الأستاذة ام فيصل
الأستاذة ام فيصل الأستاذة ام فيصل غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 16,492
معدل تقييم المستوى: 32
الأستاذة ام فيصل is just really nice
افتراضي

ا ربما ينجح العلماء في هذا الانجاز الكبير
وتحقيق حلم كلكامش وحلم ملايين البشر
وخاصة اصحاب الملايين واصحاب السلطه
والمعروف في نجاح اي انجاز يحتاج الى مبالغ طائلة
وحسب ماهو معروف الاقتصاد في العالم يتدهور
وازمة السيوله تتفاقم وان نحجت هذه الفكرة في اطالة عمر الانسان
فهل يستطيع العلماء منع الكوارث الطبيعية التي تؤدي الى ***
الاف البشر ؟
وربما 500 عام التي سوف يعيشها الانسان تساوي نفس السنوات
التي يعيشها الانسان الحالي
لان السنين تمضى مسرعة جدا في وقتنا الحالي
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
أ/ ايمن
تحياتي وتقديري
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-01-2017, 05:02 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
المدير التنفيذي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,982
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذة ام فيصل مشاهدة المشاركة
ا ربما ينجح العلماء في هذا الانجاز الكبير
وتحقيق حلم كلكامش وحلم ملايين البشر
وخاصة اصحاب الملايين واصحاب السلطه
والمعروف في نجاح اي انجاز يحتاج الى مبالغ طائلة
وحسب ماهو معروف الاقتصاد في العالم يتدهور
وازمة السيوله تتفاقم وان نحجت هذه الفكرة في اطالة عمر الانسان
فهل يستطيع العلماء منع الكوارث الطبيعية التي تؤدي الى ***
الاف البشر ؟
وربما 500 عام التي سوف يعيشها الانسان تساوي نفس السنوات
التي يعيشها الانسان الحالي
لان السنين تمضى مسرعة جدا في وقتنا الحالي
جزاك الله خيرا استاذنا الفاضل
أ/ ايمن
تحياتي وتقديري
تشرفت بمرورك الكريم أستاذتنا الفاضلة أم فيصل

العلم لا حدود له و ان كانت الفكرة تبدو مستحيلة الحدوث فى الوقت الحالى

الا اننا لو عدنا بالذاكرة الى مائة عام فلم يكن أحد يتصور وقتها هذا الكم الهائل من الانجازات العلمية



جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17-06-2017, 08:53 AM
الصورة الرمزية إبراهيم أبو ليفة
إبراهيم أبو ليفة إبراهيم أبو ليفة غير متواجد حالياً
معلم لغة انجليزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
العمر: 49
المشاركات: 739
معدل تقييم المستوى: 16
إبراهيم أبو ليفة is on a distinguished road
افتراضي

وانا اقرأ المقال دارت في ذهني افكار كثيرة اهمها ما مصير الحروب والمعارك ما دام الجميع لا يموتوا فلا منتصر ولا منهزم ؟
من قبل تخيلت اعمارنا في زمن سيدنا نوح نعم احب انا اكون شابا لالف عام ولكن جدي السابع عمره 999 عاما وابنه 900 وحفيده 800 وهكذا الي ان وصلوني وكان عمري 250 عاما جدي مازال ينجب وما زال يقيم في البيت الذي ورثه عن جده هذا ان كان قد مات اصلا امتلأت الصحاري والغابات والوديان ولم يعد هناك مكانا لاجيال جديدة ولا موارد تكفي الموجود ..يحاولون اطاله عمر الانسان ولا يفكرون في حل مشكلة تناقص الغذاء ...سن الزواج في اعمارنا القصيرة ارتفع الي ال30 او ال40 ان تعثرت الامور وكيف باصحاب اعمار الالف عام .. نعم الموت سببا في البقاء ولنا فيه حياة كثيرا ما اعلم طلبتي انة لولا وجود اسرائيل لما كان لمصر جيشا
الابدية والخلود مرتبطة لما بعد الموت وهي الحياة الحقيقية سواء جنة او نار ولتكن جنة حيث لا ملل ولا كلل ولا بحث عن طعام او مكان او زمان . وهنا الجمال " لا زمان " ولكم فيها ما تشاؤون اعلم ان الجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ولكن تستهويني ألة الزمن وانا في الابدية اريد ان اعيش علي ارض عام 3300 م او حتي ان لم تتح لي زيارة العالم في حياتي القصيرة والسفر الي اماكن طالما رغبت في زيارتها فلما لا اطلبها في الجنة ولي فيها ما اشاء اريد ان اعيش بزمن الرسول او حتي اتمني ان اشارك في غزواته ولما لا ارغب في قليل من المتعه فالزمن ملكي ارغب ان اعيش فترة في باريس عام 2017 او حتي ايطاليا 2300
موضوع يثير الخيال والابداع
تحياتي لاختياركم استاذنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:48 AM.