تصريحات كاشفة :  أمين إسكندر

[ragb782]

 أمين إسكندر يكتب

تصريحات كاشفة

الثلاثاء, 11 أغسطس 2015 15:06 أمين إسكندر

http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...B4%D9%81%D8%A9






أمين إسكندر


رغبت الشرطة في استعادة موقعها الأول في سُلَم السلطة المصرية؛ حيث تربعت في العشر سنوات الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع مبارك على رأس السلطة ومن بعدها كانت القوات المسلحة المصرية إلا أنه بعد انتفاضة 25 يناير 2011 تراجعت الشرطة جراء فشلها في مقاومة الانتفاضة والسيطرة عليها .
وقد جاء تصريح مدير الأمن في إطار بث المعنويات في نفوس رجاله بغرض الدفاع عن مواقعهم وترتيباتهم، وبعد ذلك صرح وزير العدل بأنه لا يصح أن يكون القاضي أو رجل النيابة ابن كنّاس او زبّال ورغم عنصرية هذا التصريح إلا أن وزير العدل أصرّ عليه وقال إن ذلك قائم في الشرطة والقوات المسلحة والخارجية وبعض الأجهزة إلا أنه لا يتم الاعتراف بذلك .

وتبين أيضا أن رئيس نادي القضاة السابق ووزير العدل الحالي الذي جاء بعد استقالة الوزير صاحب التصريح الخاص بابن الكنّاس لا يجوز له أن يصبح قاضيًا هو ذاته قد صرّح بنفس المعاني وكشفت تلك التصريحات على أن مصر قد دخلت في السنوات العشرين الأخيرة مرحلة مجتمعية تؤسس على العنصرية والتمييز والتوريث ولذلك كان طبيعيًا أن يرفض تعيين بعض أبناء الأسر الفقيرة في سلك النيابة بسبب تواضع الوضع الاجتماعي او بالأحرى حسبما يقولون إنهم غير لائقين اجتماعيا .

ومنذ عدة سنوات قام شاب بالانتحار بعد أن نال الدرجات العليا في كافة اختبارات الخارجية وجاء إلى كشف الهيئة أو المقابلة المباشرة وخلال إجابته تبيّن أنه ابن فلاح مصري وعندها لم يتم قبوله باعتباره غير لائق اجتماعيا، فقرّر الانتحار.

ثم جاء تصريح السيد رئيس الوزراء والذي نفاه وقال فيه لماذا لا يعمل الشباب سائقين للتوك توك بدلا من انتظار وظائف الدولة وهي لن تأتي، والحقيقة أن هذه الدعوة كانت انتشرت في مصر في زمن الانفتاح الاقتصادي وعندها روّج رجال الأعمال لأهمية ان يعمل الشباب مهما كانت شهادتهم وحتى ولو كانت في الطب والهندسة والصيدلة في اي أعمال قائمة مثل الجرسونات والسائقين والعاملين في محلات الأزياء او المحلات التجارية وبرروا ذلك بأن نظرية "إن فاتك الميري اتمرمغ في ترابه" قد انتهت وأن الاقتصاد الحر هو سبيلنا للازدهار والتقدم .

وهكذا رجعت مرة اخرى على لسان رئيس الوزراء السيد محلب وفي نفس اليوم خرج علينا مدير الكلية الحربية متحدثًا أمام خريجيه قائلا: أنتم قادة المستقبل سوف يكون منكم الوزراء والمحافظون والسفراء بل والرؤساء، ولم يقل لهم إن الدستور يضعهم في حماية الوطن والدفاع عنه، وقد كشف هذا التصريح عن المرحلة التي تمر بمصرنا الغالية تحت حكم المشير السيسي وكيف أن ذلك قد أعطى تصورًا خاطئًا عن دور خريجي الكلية الحربية وكيف أن بعض القادة العسكريين قد تصوروا أنهم هم المؤهلون لقيادة البلد ولا أحد غيرهم وهذا ضد الدستور المستفتى عليه بشكل واضح.
وأخيرًا هي تصريحات كشفت عن مكنون النفس والمصلحة في ذات الوقت ولا سبيل أمامنا لرفعة شأن وطننا عبر تداول السلطة وتثبيت دولة القانون والعدل إلا بالتمسك بالدستور.
الدفاع عن الدستور هو واجبنا وواجب الشعب المصري بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية وواجب نخبه السياسة وطلائعه الفكرية.