|
#1
|
||||
|
||||
أبو مسلم الخولانى... اليمانى الزاهد
أبو مسلم الخولانى... اليمانى الزاهد
زياد أبو رجائي عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولانى اليمانى الزاهد ،شامى ، تابعى ، ثقة ، من كبار التابعين و عبادهم، و يقال : ابن ثواب (1) ، و يقال : ابن أثوب ، و يقال : ابن عبد الله ، و يقال : ابن عوف ، و يقال : ابن مشكم ، و يقال : اسمه يعقوب بن عوف . نزل الشام ، و سكن داريا بالقرب من دمشق . كَانَ مَوْلِدُهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. ومن كراماته أن الأسود العنسي(2) تنبأ باليمن، فبعث إلى أبي مسلم، فأتاه بنار عظيمة، ثم إنه ألقى أبا مسلم فيها، فلم تضره. فقيل للأسود: إن لم تنف هذا عنك، أفسد عليك من اتبعك. فأمره بالرحيل، فقدم المدينة، فأناخ راحلته، ودخل المسجد يصلي، فبصر به عمر -رضي الله عنه- فقام و كان قد رحل يطلب النبى صلى الله عليه وسلم ، فمات النبى صلى الله عليه وسلم و هو فى الطريق ، و لقى أبا بكر الصديق . و قال المزى : ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثانية من تابعى أهل الشام ، و قال : كان ثقة توفى فى زمن يزيد بن معاوية . و قال أحمد بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : ثقة . روى له الجماعة سوى البخارى . من شيوخه : عُمَرَ بن الخطاب، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ الغِفَارِيِّ، وَعُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ. من تلاميذه : أَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيُّ، وَأَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، وَجُبَيْرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَشُرَحْبِيْلُ بنُ مُسْلِمٍ - وَمَا أَدْرَكَاهُ - وَعَطِيَّةُ بنُ قَيْسٍ، وَأَبُو قِلاَبَةَ الجَرْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَعُمَيْرُ بنُ هَانِئ، وَيُوْنُسُ بنُ مَيْسَرَةَ. أخبرنا أحمد بن أبى الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن مسعود بن أبى منصور الجمال قال : أخبرنا أبو على الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا أبو زرعة ، و أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، قالا : حدثنا أبو مسهر . قال أبو نعيم : و حدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الوليد ، قالا : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبى إدريس الخولانى ، عن أبى مسلم الخولانى ، قال : حدثنى الحبيب الأمين أما هو إلى فحبيب ، و أما هو عندى فأمين عوف بن مالك الأشجعى ، قال : " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة ، فقال : ألا تبايعون رسول الله ؟ فرددها ثلاث مرات . فقلنا : يا رسول الله قد بايعناك فعلام نبايعك ؟ قال : على أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا ، و الصلوات الخمس ، و أسر كلمة خفيفة لا تسألون شيئا " . لفظ أبى مسهر . زاد الوليد قال : " فلقد كان بعض أولئك النفر يسقط سوطه فما يسأل أحدا يناوله " . رواه مسلم ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى ، و سلمة بن شبيب ، عن مروان ابن محمد ، عن سعيد بن عبد العزيز . و رواه أبو داود ، و ابن ماجة ، عن هشام بن عمار ، فوافقناهما فيه بعلو . و رواه النسائى عن عمرو بن منصور ، عن أبى مسهر ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين و قد وقع لنا من الطريق الأولى عاليا على جميع الطرق بدرجتين ، و من الطريق الثانية عاليا على جميعها بدرجة . و أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، و أبو الغنائم بن علان ، و أحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعى ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا جعفر بن برقان ، عن حبيب بن أبى مرزوق ، عن عطاء بن أبى رباح ، عن أبى مسلم الخولانى ، عن معاذ بن جبل ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " المتحابون فى الله على منابر من نور فى ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله " . و فى الحديث قصة . رواه الترمذى ، عن أحمد بن منيع ، عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان ، فوقع لنا عاليا ، و لفظه : قال الله تعالى :" المتحابون فى جلالى لهم منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء " . و قال : حسن صحيح . إليه، فقال: ممن الرجل؟ قال: من اليمن. قال: ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب. قال: نشدتك بالله، أنت هو؟ قال: اللهم نعم. فاعتنقه عمر، وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق، فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل. رواه: عبد الوهاب بن نجدة - وهو ثقة - عن إسماعيل، لكن شرحبيل أرسل الحكاية ويروى عن مالك بن دينار: أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو مسلم. فقال: هذا حكيم هذه الأمة (3) . وروى: معمر، عن الزهري، قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك، فكان يتناول عائشة - رضي الله عنها - فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة. قال: من هو؟ قلت: أبو مسلم الخولاني، سمع أهل الشام ينالون من عائشة، فقال: ألا أخبركم بمثلي ومثل أمكم هذه؟ كمثل عينين في رأس تؤذيان صاحبهما، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما، فسكت. فقال الزهري: أخبرنيه أبو إدريس الخولاني، عن أبي مسلم (4) . قال عثمان بن أبي العاتكة: علق أبو مسلم سوطا في المسجد، فكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم. فإذا فتر، مَشَقَ (5) ساقيه سوطا أو سوطين. قال: وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانا، أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد. دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم، وقد احتفر جورة في فسطاطه (6) ، وجعل فيها نطعا، وأفرغ فيه الماء، وهو يتصلق فيه (7) . فقالوا: ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟! قال: لو حضر قتال لأفطرت، ولتهيأت له وتقويت، إن الخيل لا تجري الغايات (8) وهن بدن، إنما تجري وهن ضمر؛ ألا وإن أيامنا باقية جائية، لها نعمل (9) . وقيل: كان يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان، ويقول: اذكر الله حتى يرى الجاهل أنه مجنون (10). قال الحافظ في تهذيب التهذيب 12 / 236 : و ذكره ابن حبان فى " الثقات " ، و قال : أسلم فى زمن معاوية ، و كان من عباد أهل الشام و زهادهم ، و لأبيه صحبة ، مات قبل بسر بن أرطاة ، كذا قال ابن حبان ، و هو وهم بلا شك ، فالمعروف ان أبا مسلم أسلم فى عهد النبى صلى الله عليه و آله وسلم ، و قد صح سماعه من أبى عبيدة ، و مات أبو عبيدة قبل أن يستخلف معاوية ، بل قبل أن يتأمر . قال ابن عبد البر فى " الاستيعاب " : أدرك الجاهلية ، و أسلم قبل وفاة النبى صلى الله عليه و آله وسلم ، و هو معدود فى كبار التبابعين ، و كان ناسكا عابدا له كرامات . روى ابن سعد فى " الطبقات " عن شرحبيل بن مسلم أن الأسود بن قيس ذا الحمار تنبأ فى اليمن ، فبعث إلى أبى مسلم ، فلما جاء قال : أتشهد أنى رسول الله ، قال : ما أسمع ، قال : أتشهد أن محمدا رسول الله ، قال : نعم ، قال : فردد ذلك مرارا ، فأمر بنار عظيمة فأججت ، ثم ألقى فيها ، فلم تضره ، فأمره بالرحيل ، فأتى المدينة ، و قد مات النبى صلى الله عليه و آله وسلم ، و استخلف أبو بكر . . . فذكر قصة الحديث فى قول عمر لأبى بكر : الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أرانى فى أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم . اهـ . وروى عن محمد بن زياد، عن أبي مسلم: « أن امرأة خببت عليه (11) امرأته، فدعا عليها، فعميت، فأتته، فاعترفت، وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة، فاردد بصرها. فأبصرت (12).» وعن عطاء الخراساني: أن امرأة أبي مسلم قالت: ليس لنا دقيق. فقال: هل عندك شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلا. قال: ابغينيه، وهاتي الجراب. فدخل السوق، فأتاه سائل، وألح، فأعطاه الدرهم، وملأ الجراب نشارة من تراب، وأتى وقلبه مرعوب منها، وذهب، ففتحه، فإذا به دقيق ، فعجنت، وخبزت. فلما جاء ليلا، وضعته، فقال: من أين هذا؟ قالت: من الدقيق. فأكل، وبكى (13) . قال أحمد بن حنبل: حدثنا عن محمد بن شعيب، عن بعض المشيخة، قال: أقبلنا من أرض الروم، فمررنا بالعمير، على أربعة أميال من حمص، في آخر الليل، فاطلع راهب من صومعة، فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني؟ قلنا: نعم. قال: إذا أتيتموه، فأقرؤوه السلام، فإنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم، أما إنكم لا تجدونه حيا. قال: فلما أشرفنا على الغوطة، بلغنا موته.(14) (1) ابن عساكر 9 / 12 (2) هو الأسود العنسي، واسمه عيهلة وقيل: عبهلة بن كعب بن عوف، من مذحج. متنبئ مشعوذ من أهل اليمن، أسلم كما أسلمت اليمن، وارتد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أول من ارتد في الإسلام، ادعى النبوة، وضل به كثير من مذحج حتى اتسع سلطانه. اغتيل قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر واحد.اهـ ( الاعلام 5 / 299.) (3) ابن عساكر 9 / 16 (4) ابن عساكر 9 / 16 (5) مشقه: ضربه بسرعة. (6) الفسطاط : البيت من الشعر. (7) تصلق: تقلب وتلوى على جنبيه. (8) الغايات: النهايات، وفي الحديث: " أنه صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وفضل القرح في الغاية. (9) في الحلية 2 / 127: " بين أيدينا أياما لها نعمل " وانظر تاريخ ابن عساكر 9 / 17 وتاريخ الإسلام 3 / 104. (10) رواية ابن عساكر في التاريخ 9 / 17 : " اذكر الله حتى يرى الجاهل أنك مجنون ". (11) يقال: خبب فلان على فلان صديقه، إذا أفسده عليه. والخبر في الحلية 2 / 129 و130. (12) ابن عساكر 9 / 19 آ وتاريخ الإسلام 3 / 105. (13) ابن عساكر 9 / 19 (14) ابن عساكر في تاريخه 9 / 24 |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|