الرحمة في عالم النمل
حامد شاكر العاني
بلغت نملة سليمان من الرحمة ما يستشعر بها كل عاقل من خلال ما يفهمه من سياق الآية، وهي تُحَذر بني قومها مما سيلحقهم من جيش سليمان عليه الصلاة والسلام، فهي الرحمة بعينها والشفقة على من ترى أنهم سيهلكون إن لم تخبرهم بهذا الأمر الجلل، ولعل لبني البشر أن يحذوا حذوها في الرحمة على بني جلدتهم، فيدفعوا عنهم نقم الأعداء ومغبة الظالمين.
ومن عجائب ما رآه العلماء أن بعض أنواع النمل تعيش مع عبيد لها، تجبرهم على جمع العلف اللازم للغذاء، ثم يأكلون معهم دون أي تمايز طبقي، ولكن هذه النملات حريصة على إطعام العبيد، وإذا غاب العبيد أو أصابهم مكروه تمتنع النملات عن الأكل حتى ولو كان الغذاء موجوداً، وتستمر كذلك حتى يعود العبيد أو أن تموت جوعاً، هذه هي رحمة النمل التي أودعها الله في كيان كل نملة. فسبحان الله رب العالمين[1].
[1] ينظر: موقع عبد الدائم الكحيل العلمي في القرآن والسنة - أسرار عالم النمل ص 6.