اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-07-2013, 10:54 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New كيف أقوي إيماني وثقتي بنفسي وأحافظ على صلاتي؟


السؤال
السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ السادسة عشرة من عمري، أشعر وكأني لا أعرف كيف أرد على الكلام، وإذا سألني أو تكلم معي أحد لا أستطيع الرد عليه، وأنا أريد أن أتخلص من الخجل الزائد عندي.

أيضاً أريد أن أعرف كيف أجعل نفسي أواظب وأستمر في الصلاة، ولا أشعر وكأن الصلاة ثقيلة علي! كيف أبعد الشيطان عني؟!





الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على السؤال.

من الواضح أن ما عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي، حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس، والنظر في وجوههم، أو الكلام أمامهم والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية، وحيث تجدين صعوبة في الحديث والرد على الناس، وقد يترافق هذا الارتباك ببعض الأعراض الجسدية كالتنميل، والتعرق والارتعاش وضعف التركيز.

بالتالي فقد تشعرين بعدم الرغبة في الاختلاط بالناس، مما قد يقلل عندك من طبيعة الحياة الاجتماعية، وبسبب كل هذا فأنت لا تشعرين بالثقة الكبيرة في نفسك، مما يجعلك لا ترتاحين للاجتماع والتعامل مع الآخرين، وربما تتهربين من مواجهتهم ببعض الحجج التي تقدمينها للآخرين.

ما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس وقلة الحديث معهم، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بالعودة للقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أصبحت أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق.

هكذا، فالعلاج الفعال لهذه الحالة هو العلاج السلوكي، والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعرين به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادي على هذا، وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصل إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس والردّ عليهم، وبكل ثقة وارتياح.

بالإضافة للعلاج النفسي السلوكي هناك حالات نصف فيها أحد الأدوية التي تساعد في هذا، وخاصة إن وجد مع الرهاب شيء من الاكتئاب، والذي يحدث بسبب الانسحاب من المجتمع وضعف الحياة الاجتماعية.

يمكنك في موضوع الكلام مع الناس أن تتقصدي البطء بالكلام، لأن هذا يمكن أن يخفي بعض الارتباك الذي قد تشعرين به.

أنصحك إذا حاولت من نفسك الخروج من عزلتك والإقدام على مقابلة الناس، ولم تنجحي كثيراً، بأن لا تتأخري بزيارة طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي فهذا قد يختصر لك الزمن.

الأمر الثاني والذي هو ربما وثيق الصلة بسؤالك، هو موضوع المهارات الاجتماعية، لأن ضعف هذه المهارات الاجتماعية يجعلنا نرتبك أحياناً عندما نتعامل مع الآخرين من حولنا، فنبدو وكأننا لم نستوعب ما يقولون، أو لم نفهم كلامهم، فنجد صعوبة في الرد على ما يقولون.

تنمو عادة مهارات التواصل والتعامل مع الناس من خلال التجريب والممارسة والتطبيق، وخاصة أنك في هذه السنّ اليافعة، فأنت الآن في هذه المرحلة من السعي لامتلاك هذه المهارات الاجتماعية.

مما سيعينك كثيراً على تحقيق هذا هو امتلاك الثقة بالنفس من أنك مقتدرة، ومن أنه ليس عندك مشكلة في الجانب المعرفي الذهني، فهذه الثقة بالنفس النابعة من تقديرك لذاتك وإمكاناتك، ستجعلك تنطلقين وبقوة في مواجهة الناس والرد عليهم، وفي اكتساب المهارات والخبرات التي تريدين.

أما في موضوع المحافظة على الصلاة على وقتها، ففي الواقع فإن هذا الجانب ليس أيضاً ببعيد عن الجانب السابق من الثقة بالنفس.

أريد أن أطمئنك أنك إن تحسنت ظروفك في أحد الجانبين فسيتحسّن الأمر في الجانب الآخر، والأمر الذي قد لا ينتبه إليه الكثيرون هو فائدة الصلاة على وقتها في تعزيز ثقة الإنسان في نفسه، فأريدك أن تجربي ولمدة شهر، في محاولة الصلاة على الوقت، وأنا لن أذكر لك أهمية الصلاة على وقتها فمن الواضح أنك تعلمين هذا تماماً، وهذا واضح من سؤالك أصلاً، وكل الذي أريده منك التالي:

تعرفي على وقت الأذان القادم، وبغض النظر أي صلاة كانت، وقومي بالوضوء قبيل الوقت بقليل، مهما كان العمل الذي بين يديك، اتركيه إلا إذا كان مما لا يمكن تركه، وهذا قليل جداً، بحيث عند دخول وقت الصلاة كوني على وضوء، ومع سماع الأذان، كوني على سجادة الصلاة، وهكذا.

وسترين به نتائج واضحة -بإذن الله-، وخلال وقت قصير، وذلك أن ثقتك بنفسك في كثير من جوانب الحياة قد أصبحت أفضل بكثير.


وفقك الله ويسّر لك التوفيق والنجاح.
__________________
  #2  
قديم 13-07-2013, 10:56 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New


السؤال
كيف أستطيع الحفاظ على الصلاة في أوقاتها؟





الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبدايةً فإننا نهنئك على هذا الاهتمام، وعلى هذا السؤال عن الصلاة والمحافظة عليها، فلا شك أن أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله هو الصلاة، فمن ضيعها فهو أشد تضييعاً لما سواها من الأعمال، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهن كن له عهداً عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له}.

فهذه هي الطريق التي تستطعين أن تُحافظي على الصلوات بها، وهي أن تعلمي أن الصلاة هي سبب فلاحك ونجاحك في الدنيا والآخرة، فإذا حافظتِ عليها كان لك عند الله العهد العظيم بالنجاة في الدنيا والآخرة، وتأملي قول الله تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} وقال تعالى: {والذين على صلواتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون}.

وأيضاً، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن عمود الدين هو الصلاة، فمن أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم دينه، كما هو ظاهر وبيّن لك.

ومن الأسباب التي تُعين جداً على المحافظة على الصلاة، معرفة العقوبة الشرعية في الآخرة وفي القبر عند الموت لمن فرّط في المحافظة على الصلاة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد الذي ينام عن الصلاة ويفرّط في بعض صلواته بسبب النوم عمداً، أن عقوبته في القبر أن الله يسلّط عليه ملكاً يضربه بحجر على رأسه حتى يهشم رأسه، وأنه يكرر ذلك ويفعل ذلك به عقوبة وجزاء في ظلمة قبره.

وأما في الآخرة فإن أول ما يُسأل عنه في يوم القيامة هو الصلاة، فمن صلحت صلاته، صلح عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى:{ولعذاب الآخرة أخزى}.

ومن الأسباب التي تُعين على المحافظة على الصلاة المبادرة إلى فعلها في أول وقتها، بحيث أنك بمجرد سماع الأذان تبادرين إلى الوضوء والصلاة حتى تقطعي حبائل الشيطان، بحيث لا يشغلك عن أدائها في وقتها.

وأما صلاة الصبح، فهي من أوكد الصلوات؛ لأن الإنسان يكون قبلها في نومٍ وليل، فينبغي أن تتهيئي لصلاة الفجر بعدم السهر الطويل، وبمحاولة أن تنامي وقد هيأت المنبه لتقومي إلى الصلاة في وقتها.

ومما ينبغي لك أن تهتمي به، أن يكون لك رفيقات صالحات محافظات على صلاتهن، فإن هذا يُعينك كثيراً على المحافظة على صلاتك، والابتعاد عن الرفيقات اللاتي لا يُصلين، أو يشتغلن بأمور منكرة لا ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وأيضاًَ، عليك بالدعاء، فقد كان من دعاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء} فينبغي أن تحرصي على طلب المعونة من الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عقب الصلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .

واعلمي أيضاً، أن الصلاة راحةٌ وطمأنينة وهدوء نفس وانشراح في الصدر، وتأملي كيف تجدين راحة وأنساً بالله بعد القيام بالصلاة، وهي أيضاً سبب للفلاح في أمور الدنيا والتوفيق في الحياة، وفي الزواج، وفي الذرية الصالحة.

وبالجملة، فإن الصلاة تجمع خير الدنيا وخير الآخرة، وصدق الله العظيم حيث يقول: {قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون} اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين.

والله ولي الهداية والتوفيق.
__________________
  #3  
قديم 13-07-2013, 10:57 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New


السؤال
أنا شابة عندي 21 سنة، أعيش في بلاد الغرب وأعاني من عدم مواظبتي على الصلاة وقراءة القرآن، وأحس بضيق شديد ولا أدري ما هو السبب؟ هل لعدم المحافظة على الصلاة؟





الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن الضيق الذي تشعرين به هو بسبب عدم المحافظة على الصلاة؟ إذ كيف لا تشعرين بهذا الضيق الذي يخنق الصدر، ويحبس الأنفاس، وأنت الفتاة المسلمة التي تعرف أن الصلاة أعظم الأركان بعد الإيمان بالله جل وعلا !! إن هذا الضيق إذن هو النتيجة الحتمية للتفريط في المحافظة على الصلاة التي هي صلتك مع مولاك وخالقك، يقول تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فتأملي كيف بين الله تعالى أن الطمأنينة في القلب والراحة في النفس، إنما تكون بذكر الله ، ولا ريب أن الصلاة هي أعظم الذكر لله، قال تعالى: {وأقم الصلاة لذكري} إذن فهذا الضيق قد أصابكِ وهذا الهم الذي تجدينه، ما هو إلا بسبب التقصير في طاعة الرحمن جل جلاله.

وأنت يا أختي فتاةٌ مسلمة مؤمنة، قد من الله عليك بالإسلام والإيمان، وبهذه النعم التي وهبك الله إياها، فالواجب في حقك هو مقابلتها بالشكر، والاعتراف للخالق الجليل.

إن عليك بدايةً أن تُبادري إلى العزيمة الصادقة القوية التي تجعلك محافظةً على صلواتك، محافظةً على واجباتك، ومبتعدةً عن كل أسباب الحرام.

إنك في زمن قد كثرت فيه الفتن المضلة، فتحتاجين فيه إلى طلب المعونة من الله، والاستعانة به أن يثبتك على دينه، وأن يجنبك الوقوع في كل ما يغضبه ويسخطه جل جلاله، وعليك أن تختاري لنفسك أفضل طريق، وأقوم سبيل، إنه طريق النجاة، وطريق الاستمساك بحبل الله المتين، قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراطٍ مستقيم} فاستمسكي بطاعة الله، واستمسكي بحبل النجاة ، ومن أعظم ما يعينك على طاعة الله ، مصاحبة الأخوات الصالحات، فحاولي أن تجدي لنفسك صديقاتٍ مسلمات صالحات، بحيث يكون بينكن تعاون على طاعة الله، وتعاون على قراءة القرآن، وتعاون على المحافظة على الصلاة في أوقاتها، وأيضاً تعاون على الدعوة إلى الله، بتوزيع بعض الوسائل التعليمية المفيدة مثلاً، وغير ذلك من الأنشطة الطيبة الصالحة، ونحن نظن بإذن الله أنك لست قادرة على ذلك فقط، بل تقدرين إن شاء الله أن تكوني الفتاة المؤمنة الصالحة التي يُقتدى بها، والتي هي مثال لحسن الخلق والثبات على الدين.

ونوصيك بهذه الدعوات، فحافظي عليهن (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) (يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك) (رب اجعلني مقيمة للصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائي ).

وبالله التوفيق.
__________________
  #4  
قديم 13-07-2013, 10:58 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله ..
أنا فتاة سعودية نشأت نشأة صالحة أحب الله ورسوله كثيراً ومتعلقة بالرسول تعلق روحي شديد لأخلاقه الكريمة وحنانه. مشكلتي أنني لا أحافظ على الصلاه ، أصلي أحيانا وأتركها أحيانا كثيرة أخرى . لا أدري ما سر هذا البلاء العظيم مع أني والله على ما أقول شهيد أنني لم أرتكب ما يجعلني أخجل أمام أهلي لا في السر ولا في العلن مع أن ذلك ليس بالصعب .

حتى في الإنترنت لم أجرؤ يوما أن أتجه إلى ما يثير الغريزة خوفا من الله (لا أملك الجرأة الكافية لفعل ذلك مع استطاعتي) ..

أتمتع بحب صديقاتي وعائلتي والحمدلله .أكرة الغيبة والنميمة ولا أحتفظ بالزميلات من هذا النوع إلا بما يستوجبه الدين من السؤال عن الأحوال وإبداء الاهتمام حتى تبقى روابط الحب والعلاقات دائمة.

كل تفكيري متجه إلى الدعوة إلى الله فأنا حريصة على تثقيف نفسي بطرق الدعوة المختلفة بالإضافة لإجتهادي بالدعوة في بعض المنتديات المسيحية وأواجه الكثير من حقارتهم و***هم في قبول الحق ولكنني أصبر ولا أهتم ..

ببساطه أغلب يومي مكرس في سبيل الدعوة ومع ذلك فأنا مبتلاة بهذا الداء العظيم وهو عدم المحافظة على الصلاة.

أنا أعرف أن الله يؤتي الإسلام لمن يحب ولكن ألا أستحق شرف المحافظة على الصلاة مع كل ما أفعل ومع اجتهادي بالدعاء لنفسي وللمسلمين ... أرجوكم لقد تعبت كثيرا ، حتى هذه الرساله أكتبها ودموعي منهمرة ..





الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة المباركة/ Silver حفظها الله ورعاها.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جلَّ جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يأخذ بيدك لما يرضيه سبحانه، وأن يحبب إليك الصلاة، وأن يعينك عليها، وأن يجعلها قُرة عينٍ لك، وأن يغفر لك ويتوب عليك، وأن يتقبل منك جهدك وجهادك في الدعوة إليه سبحانه وتعالى، إنه جوادٌ كريم.

إن من أغرب الغرائب وأعجب العجائب أن تسمعي عن شخص يعطي غيره ثيابه ويظل عرياناً مكشوف الصورة والبدن كله!

هل سمعتِ عن شخص فعل هذا في حياتك كلها؟ بالطبع ستقولين لا، إلا أن يكون غير طبيعي، هذا هو مثلك .

ابنتي العزيز الغالية: لقد آلمتني جدّاً رسالتك وأحزنتني حرصاً عليك ورحمةً بك؛ لأن ما تقومين به من الدعوة إلى الله ومنازلة النصارى والصبر عليهم لأمر يستحق الإعجاب فعلاً، شابة صغيرة في مثل سنك تقوم بأعمال كبار الدعاة، وسخرت كل طاقتها وإمكاناتها لخدمة الإسلام ودعوة الناس إليه، ورد الباطل عنه، رغم أن بمقدورها أن تكون غير ذلك، إنه لأمرٌ عظيمٌ حقًّا، وأعظم منه وفي نفس الوقت أن تكون قد ضيعت نفسها وحكمت على هذه الجهود كلها بالإحباط وعدم القبول، وذلك لقول النبي صَلى الله عليه وسلم: (أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة: الصلاة، فإن كانت كاملة كمل سائر عمله، وإن كانت ناقصة نقص سائر عمله) فما رأيك بنيتي الفاضلة؟ أليس هذا الأمر يدعو إلى العجب والشفقة على صاحبة تلك العقلية الناضجة والجهود الجبارة؟ ثم هل يعقل أن تدعي صديقة لك محبتك وأنها تموت فيك ثم تخالف أوامرك وطلباتك؟ هل ستصدقينها في دعواها؟

أنت يا عزيزتي تحبين النبي صَلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك لا تصلين كما أمرك، فهل هذا معقول؟
أمَا سمعتِ قول الشاعر:
لو كان حبك صادقاً لأطعته.. ... ..إن المحبَّ لمن يُحبُّ مطيع

بعد هذا كله أقول لك بنيتي الكريمة:

إن الذي تعانين منه وسبب هذه المشكلة هو عدم قدرتك على ترتيب الأولويات، وأخشى أن يكون هذا طبعك دائماً في الأمور كلها -أو أغلبها- فالعقل والمنطق يقتضي منا أن نرتب الأمور الدينية والدنيوية حسب الأهمية، وبلا شك أن الصلاة أهم عمل يقوم به الإنسان في حياته، والأدلة على ذلك لا تخفى عليك، وافرضي أن واحدة سألتك عن أهم الأعمال، أو أنها معقدة من الصلاة، فيا ترى ماذا ستقولين لها؟! الأمر فعلاً في غاية الإحراج والعجب.

لذا لا بد لك من الأمور الآتية:

1- إعادة ترتيب أولوياتك كلها من جديد، ووضع الأهم قبل المهم في كل شيء، وأن تتأكدي من ذلك بقوة؛ حتى لا تضيع عليك فرص كثيرة في حياتك.

2- اجعلي للأهم الوقت الأكبر، ولا تقدمي غيره عليه مطلقاً.

3- اعلمي -بنيتي- أن هذا ليس بالصعب أو المستحيل، وإنما ستستفيدين منه في حياتك كلها، وسيكون أداءك أحسن في جميع الميادين، وهذا متوقف على عزيمتك وإرادتك، فإذا كنت جادة وصادقة مع نفسك، فلا تقدمي المهم على الأهم، وعوِّدي نفسك أن تقولي لغيرك: لا إذا كنت غير مقتنعة، أو ستضحين بوقتك أو مالك لمن لا يستحق، ولا تستحي من أحدٍ مهما كان.

4- أنا على يقين من قدرتك على ذلك، فلا يزين لك الشيطان الباطل، ويوهمك بأنك ضعيفة، أو أن الدعوة والأعمال الصالحة الأخرى ستشفع لك، هذا من كيد الشيطان وتلبيسه، واعلمي أن من لم يعمل بعمله فهو كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه، فهل ترضين أن تكوني كذلك؟

5- قاومي هذا الفهم وذلك التراخي والتكاسل، وقدمي مصلحتك الشخصية على مصلحة غيرك كائناً من كان.

6- إذا كنت تحبين نفسك وأنها عزيزة عليك فعلاً، فلماذا لا تنقذينها من النار وعذاب الجبار؟ ابدئي وسيعينك الله جلَّ جلاله.

7- عليك بالدعاء والإلحاح على الله، ولا تنظري لأعمالك الدعوية على أنها تكفيك عن الصلاة، فهذا خطأ فادح وتصرف غير معقول ولا متصور.

8- اقرئي واطلعي على بعض الكتب أو المراجع حتى ولو كتيبات أو مطويات تساعدك في إقناع عقلك ونفسك بأهمية الصلاة، وتحرك لديك الداعي للاهتمام بها والمحافظة عليها.

9- أَمَا سمعتِ عن أقوال بعض أهل العلم -خاصة عندكم بالمملكة- بأن تارك الصلاة كافر -والعياذ بالله-، وأن الله لن يقبل منه صرفاً ولا عدلاً، وأنه إذا مات لا يُغسل، ولا يُكفن، ولا يُصلَّى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يُورّث؟!

أَما سمعتِ هذا أو قرأتيه في كتب الفقه وغيرها؟ هل ترضين أن تكوني كذلك، مع أنك الداعية المجاهدة الكبيرة؟

أتمنى أن تعيدي رسم خريطة حياتك من جديد، وأن ترتبي أولوياتك، وأن تحبي نفسك وتحبين لها الخير، وتجتهدي في نجاتها من عذاب الله، وأنا هنا بالموقع أتوجه بالدعاء إلى العلي الأعلى أن يشرح صدرك للصلاة، وأن يحببها إلى نفسك، وأن يجعلها قرة عين لك، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق.
__________________
  #5  
قديم 13-07-2013, 11:00 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجوكم ساعدوني، فأنا فتاة قطعت صلاتي من حوالي 3 سنين، كنت في السابق ملتزمة أصلي صلاتي في وقتها وأصلي النوافل، أختم القرآن، وكنت في رمضان أختمه 5 مرات، أجاهد نفسي على الذنوب والمعاصي، ثم بدأ إيماني يضعف، وأصبحت أقصر في صلاتي، وكل فترة أجد نفسي تخليت عن عبادة حتى أضحى بي الحال منذ 3 سنوات بدون صلاة، ومن غير عبادة أقوم بها!

أجاهد نفسي أحياناً، وأصلي لمدة يوم أو يومين وأترك، وأقصى فترة صليتها هي في رمضان الفائت، تم تركتها من جديد.

والله إن قلبي يتقطع وخائفة جداً من ملاقات ربي، وأنا على هذا الحال المزري، أحاول كثيراً لكن لا أستطيع، أحس أن شيئاً ما يمنعني، والله من كثرة ما أنا أرغب في العودة للصلاة.

كما أعلم أن دعاء المرأة عند الولادة مجاب، لم أدع ربي في تلك اللحظات إلا بأن يهديني، ويرجعني لسابق عهدي، وها قد مضى سنة و 8 أشهر على إنجاب طفلي، وما زلت على حالي، كرهت نفسي وما زاد من مشكلتي أني مغتربة، ليس لدي علاقات كثيرة عندما كنت في بلادي، كانت لي صديقة وبنات قريبات، كنا نتعاون على عباداتنا، ونتسابق فيها، ولكن الآن لم تعد الاتصالات بيننا كثيرة، فكل واحدة تزوجت وانشغلت .

بالله عليكم ساعدوني، أحس أنه لا فائدة مني، وأحس أني لا أستحق زوجي، فهو إنسان خلوق ومواظب على صلاته في المسجد، حاول معي مراراً وتكراراً حتى استسلم أخيراً ولم يعد يفتح معي الموضوع.

اكتب رسالتي ودموعي على خدي، لم يعد هناك شيء يؤثر في، كل الأحاديث عن تارك الصلاة قرأتها، وكل دروس المشايخ سمعتها، قرأت معظم الاستشارات، أحس أن قلبي عليه غشاوة، لم يعد يخشع، ولا يخاف ولا يتأثر بشيء!

علماً فأنا أخاف ربي كثيراً، وفي كل شيء أجاهد نفسي على البعد عن المعاصي، وأحس أن الله يحبني، فرغم كل تقصيري أحس أن ربي أعطاني ويعطيني كثيراً من الأشياء التي أحس أني لا أستحقها. أريد منكم طريقة تساعدوني على صلاتي.

أرجوكم! وكيف أرقي نفسي؟




الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sharifa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك سواء السبيل ويردنا إليه مردًا جميلاً.

الصلاة أيتها الكريمة شأنها عظيم، ومنزلتها عند الله تعالى كبيرة، ولذلك جعلها عمود هذا الدين، فعموده الصلاة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – في الحديث، ويكفيك من شرفها أنها أول الفرائض العملية التي فرضها الله تعالى على عباده، وهي آخر وصية وصّى بها النبي - صلى الله عليه وسلم – قبل مماته، فقال قبل أن يفارق الدنيا: (الصلاة، الصلاة) أي الزموا الصلاة.

وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، كما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – إذ قال: (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر)، وهي أول الأوصاف التي وصف الله عز وجل بها المؤمنين المفلحين، فقال في أول سورة المؤمنون: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون} وختم أوصافهم أيضًا بالصلاة فقال: {والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.

الحديث عن منزلة الصلاة يطول أيتها الكريمة، ولا شك أن الشيطان يحاول جاهدًا أن يظفر من الإنسان بهذا المطلوب العظيم، وهو تضييعه للصلاة، فإن كثيرًا من العلماء قد ذهبوا إلى أن من ترك فريضة واحدة حتى يخرج وقتها من غير عذر فإنه كافر بالله تعالى، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن ترك الصلاة عمدًا حتى يخرج وقتها أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، فهو أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر.

كما أن المسلمين اتفقوا على أن فاعل هذا الذنب العظيم يستحق أن يُ***، ولكن اختلفوا كيف يُ***.

هذا كله أيتها الكريمة يبيّن لك فظاعة هذا الذنب الذي أنت مقيمة عليه، وأنه لا يبرر لك أبدًا ما يحاول الشيطان أن يزينه لك من قسوة في قلبك، أو إصابتك بشيء من السحر، أو العين أو غير ذلك مما قد يحاول أن يهيئه لك.

من ثم فأنت مطالبة بأن تجاهدي نفسك، وتستعيني بالله تعالى للقيام بفرضه، ونحن على ثقة تامة بأنك إذا استعنت بالله ولجأت إليه فإنه سبحانه وتعالى سيتولى عونك.

ثم ما هي هذه الصلاة التي تحتاج منك كل هذا العناء وكل تلك المجاهدة؟ ما هي إلا أن تغسلي أعضاء الوضوء ثم تصلي لله تعالى ركعتين وقت الصبح، وأربع ركعات وقت الظهر، ومثلها في وقت العصر، وثلاث ركعات في المغرب، وأربع في العشاء، فأي جهد وأي عناء يصرفك عن القيام بهذا العمل، ليس إلا الغفلة والغِشاوة التي تكون على القلب بسبب الذنوب والمعاصي.


أنت بحاجة أيتها الكريمة أن تستمعي إلى المواعظ التي تذكرك بالنار، وما فيها من أهوال وشدائد، وما فيها من غصص أعدها الله سبحانه وتعالى للعاصين، كما أنك بحاجة إلى أن تستمعي أيضًا إلى المواعظ التي تذكرك بالقبر وأهواله وشدائده، ومنزلة الصلاة في الذب والدفاع عن الإنسان حين يُوضع في قبره، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (إذا وُضع العبد في قبره كانت الصلاة عند رأسه، فهي تدفع العذاب إذا جاءه من قبل رأسه، وتقول: ما قِبلي مَدخل).

اتق الله تعالى في نفسك أيتها الكريمة، ودعي عنك هذا الكسل، واستعيذي بالله تعالى من الشيطان وشره، وانتبهي لنفسك قبل أن تندمي حين لا ينفع الندم، فإنك ستتمنين الرجوع لأداء هذه الصلاة لكنك لن تستطيعي، قال تعالى: {يوم يُكشف عن ساقٍ ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون}، وقال تعالى: {ولو ترى إذ وُقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآياتنا ربنا ونكون من المؤمنين}.

لا بأس أيتها الكريمة من أن تكثري من رقية نفسك، بأن تقرئي على نفسك الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، وتنفثي في يديك وتمسحي بها جسدك، فإن هذا نافع بإذن الله تعالى مما نزل من البلاء، ومما لم ينزل، لكن احذري أن يجعل الشيطان ذلك مسوغًا لك ومبررًا لتفريطك في هذه العبادة العظيمة، واحذري التسويف والتأجيل فإنك لا تدرين هل تعيشين إلى المساء، وإذا أمسيت هل تعيشين إلى الصباح؟!

إن التسويف من أعظم جنود إبليس التي يتسلط بها على الإنسان المؤمن، فخذي نفسك بالعزم والجد، واعرفي قدر هذه العبادة التي كُلفتِ بها، واعرفي قدر الجناية عند التفريط فيها والتضييع لها، ونحن على ثقة أيتها الكريمة بأنك إذا لجأت إلى الله تعالى وسألتهِ أن يعينك على طاعته فإنه لن يخذلك، ومما يعينك على أداء هذه العبادة أن تحاولي دائمًا مجالسة الذكر والذاكرين، فاستمعي كثيرًا إلى ذكر الله تعالى، وابحثي عن الرُّفقة الصالحة بقدر استطاعتك.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى أن يهيء لك من أمرك رشدًا، وأن يعيننا وإياك على طاعته.

والله الموفق.
__________________
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:27 PM.