اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2012, 05:35 PM
أ/محمد ابراهيم أ/محمد ابراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 10,050
معدل تقييم المستوى: 28
أ/محمد ابراهيم is just really nice
افتراضي عندما تأفف البوب !!!!!!!

عندما جاءت الحملة الفرنسية إلي مصر، قام واحد من “ النخبة “ المصرية المثقفة، بقيادة المقاومة الشعبية ضد الفرنسيين في الإسكندرية، فاستطاع أن يجمع “ الصيادين والعمال “ فوق الحصون ويحاول أن يصد هجوم الفرنسيين، ثم اعتقل، ولما خرج من المعتقل لجأ إلى “ الصحراء “ لإعداد المجاهدين وإرسالهم إلى صفوف المقاومة، ثم اعتقل من جديد وأُعدم.
هذا المصري الذي كان يُصنف من النخبة كان هو “ محمد كريم “ محافظ الإسكندرية عام ١٧٩٨
أما عُمر مكرم، فقد كان من النخبة المثقفة كذلك إذ كان رئيس نقابة الأشراف عام ١٧٩٣، وكان له دور بارز في ثورة المصريين عام ١٨٠٥ على الوالي خورشيد باشا، وساهم في تولي محمد علي شئون البلاد
كان عمر مكرم من “النخبة” القادرة على تحريك الشعب بكلمة واحدة، وكان سر تأثيره أنه يدرك بالفعل ما الذي يحتاجه المصريين، يعرف حالهم، فإن تحدث تحدث بلسانهم، وإن غضب كان لغضبهم.

أما محمد علي باشا فقد أدرك خطوره وجود نخبة ملتصقة بالشعب كما كان عمر مكرم ومن قبله محمد كريم وغيرهم. أدرك أنه إن ظلم، فإنهم سيقفون له بالمرصاد، وإن وقفوا له فإن الشعب كله سيقف ضده. وهذا فيه خطر على ملكه. فبدأ محمد على بأخطر خطوة اجتماعية مازلنا نعاني منها حتى الآن: وهي استبدال النخبة المثقفة الملتصقة بالشعب بنخبة مثقفة لكنها لا تعرف شيئاً عن الشعب.
هكذا، تم نفي عُمر مكرم، وتم إرسال بعثات تعليمية إلى الخارج، فيسافر الطلاب لينبهروا ثم يعودوا إلى البلد ويحاولون استنساخ التجربة كاملة حتى وإن كانت لا تناسب الشعب المصري، ولا يحاول تطويعها أو تعديلها، ولا يحاول أن يأخذ منها ما يفيد ويترك منها ما لا يفيد. وتطرف بعضهم فلم يأخذ من الغرب إلا الشكل فقط، وهكذا صارت الأزياء دليل علي التقدم والأكل بالشوكة والسكين دليل على التحضر، بينما أي شيء غير هذا هو دليل على التخلف والرجعية.
هكذا، تم استبدال النخبة المصرية، من نخبة تعرف بحق ما يحتاجه الشعب، إلى نخبة أكثر علماً ودراية بالغرب، ويتم تكريمها في كل مكان تذهب إليه، لكن عندما تأتي لتفيد بلدها فإنها لا تستطيع ... لا هي تفهم الشعب ولا الشعب يفهمها ... فلا يكون من سبيل أمام هذه النخبة إلا الرحيل أو تسفيه الشعب.

لماذا كل هذا الكلام؟!

لموقف مازال يعلق في ذهني ... موقف انسحاب البرادعي من الانتخابات الرئاسية لأن الأجواء ليست مناسبة ... لأن هناك ألاعيب تلوح في الأفق ... وبالتالي هذه معركة لا ينبغي لي أن أشارك فيها ... هذه معركة قذرة وأنا لا أشارك في القذارة ...
هكذا تأفف البرادعي من الوضع المصري وانسحب ...
يمكنني أن أتخيل محمد كريم عندما رأى الفرنسيين يأتون بالمدافع بينما المصريين يقاتلون بالسيوف ... يمكنني أن أتخيله وهو يقف متأففاً ويقول: هذه ليس حرب متكافئة ونحن شعب لم يتعلم الحرب بعد ولهذا سأنسحب ...
لكن محمد كريم قاتل المدافع بالسيف حتى خرجت فرنسا من مصر بعد ثلاث سنوات فقط ... وبعد أن اشتعلت في مصر ثورتين ...
ويمكنني أن أتخيل عمر مكرم وهو يسخر من المصريين الذين يقاتلون الإنجليز في حملة فريزر بالمياة الساخنة ... ويقول إنني من النخبة ولا ينبغي أن أدخل في هذه المهاترات
للبرادعي مواقف مهمة كالحراك السياسي في مصر قبل الثورة، وكنزوله في جمعة الغضب ... لكن يبقى موقفه من البلد في مرحلتها الإنتقالية موقف المتأفف الذي لا يريد أن يفتح الخراج بحجة أن به صديد

قبل الجولة الأولى من الانتخابات سألت أحد الشخصيات التي لا أشك في وطنيتها: من ستنتخب؟! ... قال: عمرو موسى ... لما سألته عن السبب قال: لأني أرى أن مصر في هذه الفترة يجب أن تكون ليبرالية ولا يجب أبدا أن تكون إسلامية! ... قلت له: ولكنها بهذا ستكون فلول؟! ...فلماذا لا تنتخب حمدين مثلاً؟!!
كان بحكم منصبه يعرف مواقف حمدين جيدا ولهذا رفض بشدة ... ثم قال: والبرادعي اختار الانسحاب وهو من وضعنا في هذا الموقف!!!

صورت قبل الانتخابات فيلماً تسجيليلاً قصيرا عن جرافيتي الثورة ... كل الشباب الذي يرسم على الجدران كان مقاطعاً للانتخابات ... والقليل منهم اختار حمدين لأنه لا بديل غيره ... لو كان البرادعي موجوداً لكسب أصواتهم
انسحاب البرادعي هو ما مهد الساحة لبروز شخصيات كحمدين صباحي لا تستحق آن تنال ما نالته، ولكنها وجدت نفسها فجأة يتم اختيارها لأنه لا بديل غيرها ... إن كانت الحرب مستعرة بين الإخوان والفلول فمن أختار أنا؟! ...
لكن البرادعي رفض أن يشارك في المعركة لأنه ليست معركة شريفة ! وهل كنت تتوقع أن تخوض معركة شريفة في هذا التوقيت من تاريخ مصر ... عندما يكون هناك نظام فاسد يدافع عن نفسه قبل الانهيار ... هل تتوقع أن يخوض المعركة بشرف الرجال ... أم إنه يستخدم أقذر الأساليب باستخدام العسكر ليطيح بكل من يريد أن يصلح الأمر ... فكيف يا مولانا تريد أن تصلح الأمر دون أن تزيل بيديك العفن
ما كان لنبي أن يعتزل قومه لأنهم ملوثون بالمعاصي ... وما كان لمصلح أن يُصلح إلا لو كان هناك أصلاً فساد!
ما أراه، أن البرادعي في المرحلة الانتقالية هو استمرار للنخبة التي زرع بذورها محمد علي، نخبة عبقرية وفذة ولكنها لا يمكن أن تركب على الواقع المصري ... نخبة تُكرم من العالم المتحضر كله، ويستقبلها الملوك والرؤساء، وتقبلها أنجلينا جولي، ولكنه إن جاء لقومه لم يعرفهم ولم يعرف ما يريدون، وانعزل عنهم إلا من تويتر، وقال كلاماً لا يفهمونه أبداً
أمامي نموذجان، الأول للإخوان الذين خاضوا المعركة لآخرها، قاتلوا خصوماً غير شرفاء في معركة غير متحضرة، وقيل عنهم ما قيل واتُهموا بكل الاتهامات، صادقة كانت أم كاذبة، لكنهم في النهاية انتصروا وكادوا يسقطون حكم العسكر وبدأوا في تطبيق مشروعهم، مشروع النهضة
وأمامي نموذج البرادعي، الذي تأفف عن المشاركة في المعركة غير المتحضرة، فلم يصل إلى شيء، ولم تنتصر أفكاره، ولم يُعرف مشروعه، ولم ينل الناس منه حظاً إلا تغريدات لا نفهمها أحياناً
وما كان منه الآن إلا أن يشارك في معركة وهو على كرسي الاحتياط، وما كان من بعض أنصاره إلا أن يقولوا للمجتمع: إنتم اللي خسرتوا البوب

بقلم / عماد الدين السيد

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:07 PM.