|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
الكنيسة صارت مؤسسة سياسية
يجرى الترويج أن الكنيسة لا تمارس السياسة ولا تتدخل فيها انطلاقًا من مبدأ دينى "اعطِ ما لقيصر لقيصر، وما لله لله".
لكن الثابت أن الكنيسة فى مصر غارقة بالكامل فى ممارسة السياسة، بل هى قائد سياسى وكلمتها فى هذا المجال مُطاعة من رعاياها. الكنيسة صارت مؤسسة سياسية بل دولة مصغرة داخل دولة أكبر اسمها مصر. فى انتخابات البرلمان كان التصويت القبطى موجهًا لصالح حزب بعينه "الكتلة المصرية بقيادة حزب المصريين الأحرار لمؤسسه وراعيه رجل الأعمال القبطى نجيب ساويرس" ولصالح مرشحين فرديين عن الكتلة. وكانت المرة الأولى التى يخرج فيها الأقباط بشكل كبير ومنظم للتصويت بتعليمات كنسية صريحة ومباشرة. وجاءت الانتخابات الرئاسية ليخطو الأقباط فيها خُطوة أخرى للأمام فى التصويت الكثيف المنظم لأحمد شفيق مرشح نظام مبارك. لنعترف إذن أن التصويت فى الانتخابات لم يكن كله وطنيًا إنما دينى طائفى أيديولوجى وهذا أمر خطير لكنه طبيعى فى بيئة سياسية واجتماعية تشهد استقطابات حادة وانقسامات واضحة ويغيب عنها مفهوم المواطنة الحقيقى ويسود مُناخ من التخويف والتشكيك والتخوين من كل الأطراف الفاعلة. متى يأتى اليوم الذى يصوت فيه المصرى أيًا كان دينه للمرشح الذى يراه محققًا لمصالحه وأيًا كانت ملته أيضًا؟. أعتقد أنه مازال أمامنا شوط، لا أعرف هل يطول أم يقصر لتحقيق ذلك؟، لكن هذا الأمر مرهون بتجربة الإسلام السياسى فى الحكم وإثبات جدارته فيه وتقديم ممارسات عملية للطرف القبطى تطمئنه باعتباره كامل المواطنة، هذا إذا تم تمكين الإسلاميين من الحكم، وهو مرهون أيضًا بأن ينفتح الطرف القبطى على الإسلام السياسى وأن يتوقف عن استعذاب الشعور بالاضطهاد أو صنع الفزاعات من الإسلاميين والمتاجرة بها أو التشكك الدائم فيهم أو تغليب المواقف المسبقة المطلقة غير القابلة للمراجعة تجاههم. إذا كانت هناك أخطاء فى بعض التصريحات والفتاوى من جانب إسلاميين فإن الطرف القبطى يحفل بمن هو صاحب مواقف حادة ومستفزة. لتمارس الكنيسة دورًا سياسيًا لكن دون الخروج عن اللياقة وأدب النقاش السياسى، ولتدعُ رعاياها لانتخاب رجال النظام القديم فهى مستعدة لدعوتهم لانتخاب مبارك نفسه لو ترشح وليس أحمد شفيق وهذا طبيعى فالأقباط كانوا بعيدين عن الثورة التزامًا بتعليمات البابا شنودة، الذى ظل داعمًا قويًا لمبارك حتى بعد سقوطه إلا بعض شباب الأقباط ومن ينتمون للمعارضة منهم الذين نزلوا التحرير على مسؤوليتهم. للأسف هناك خطابات سياسية دينية تخرج من الكنيسة هذه الأيام تمزق كل تقارب وطنى وتهدد المجتمع وتثير وتهين التيارات الإسلامية دون اعتبار للسلام الاجتماعى وفكرة المواطنة التى يجب بناؤها. هناك رجل دين له فيديو شاهدته على بوابة الوفد وعلى الفيس بوك يتضمن خطابًا لا يجب أن يصدر لا من رجل دين ولا من سياسى ولا من أى ناشط فى العمل العام لأنه يدعو إلى مزيد من التعصب وربما ما هو أكثر، ذلك أنه يدعو فى هذا الفيديو صراحة لانتخاب شفيق ولا مانع فى ذلك طالما أنه يريد وضع رعاياه فى خانة الفلول وعودة النظام القديم الذين كانوا يشتكون منه مر الشكوى، لكن نقطة الاعتراض هنا هى فى الإهانات التى وجهها رجل الدين إلى جماعة الإخوان وتيار الإسلام السياسى وهى مستفزة وخارجة عن اللياقة وأدب الحديث عن تيار سياسى عريض له جمهوره ووزنه ووجوده فى السلطة. ولو حصل العكس مثلاً وقال أحد من الإسلاميين واحدًا على عشرة مما قاله هذا الكاهن فماذا كان يمكن أن يحدث؟، بالطبع كانت ستشتعل حروب ضد الإسلاميين الظلاميين القادمين من كهوف أفغانستان وباكستان للعصف بالأقباط، لكن بالطبع لا أحد تحدث عن هذا الفيديو اللغم وغيره من فيديوهات وتصريحات. ليس من حق هذا الكاهن أن يهين الآخرين أيًا كان رأيه فيهم، عليه أن يحتفظ برأيه لنفسه فلا يحق له أن يستخدم منبر الكنيسة لتشويه الخصم والحط من أفكاره وتوجهاته مثلما نرفض استخدام منبر المسجد فى أى سلوك مماثل، كما لا يحق لنائب قبطى أن يهين الخلافة الإسلامية عندما يقول إن الإخوان يريدون عودة الخلافة وكأن الخلافة تهمة أو شيء ضار إذا عادت - مع إيماننا بصعوبة عودة الخلافة بالشكل القديم - لكن تبقى الخلافة تاريخًا وتجربة وتراثًا ونظام حكم عمره أكثر من 1300 عام وإهانتها هى إهانة من نائب جاهل لقيمة إسلامية. متى يتحدث هؤلاء من رجال دين وسياسيين بأريحية عن الإسلاميين أو عن قيم ورموز وتجارب المسلمين، وألا يتجاوزون عندما يستخدمون الكنيسة منبرًا سياسيًا تحريضيًا لكراهية شركاء الوطن الذى يعانى من التطرف والانقسام والاحتقان والاستقطاب؟. http://www.almesryoon.com/permalink/12509.html
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|