ردود الشبهات المثارة حول التشريع الإسلامي

[مديح أبوزيد زيدان]

بإذن الله - عزوجل وتوفيقه سنحاول الرد على الشبهات المثارة حول التشريع الإسلامي ، وليس أبلغ من الرد بنفس الطريقة والمنهج الذي كان يرد به القرآن على المشككين .. فنحن نجد القرآن الكريم يرد بالحجج العقلية وكذلك كان سيدنا محمد – صلى اللهُ عليه وسلم –
من هذا المنطلق أسأل الله أن يوفقني ويعينني على الرد على تلك الشبهات التي تُثارُ حول تطبيق الشريعة الإسلامية .. كما أنني اطلب من إخواني التعليق والإرشاد والنصح راجيا من الله – تعالى التوفيق والإخلاص والقبول في القول والعمل ..
وقد سلكت في هذه الردود مسلكا أحدده منذ البداية ألا وهو رد الفكر بالفكر من خلال الأدلة العقلية مستدلا على ما أقول بما ذكره العلماءُ من أدلة شرعية لتدعم وتقوي الأدلة العقلية ..
أولا : يقولُ بعضُ الناس : كيف نُطبقُ الشريعة الإسلامية التي نزلت منذ زمن بعيد ما يزيد على اربعة عشر قرنا في زماننا هذا الذي يمتلئ بالتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل ؟؟
وربما تناقله بعضهم بطريقة أخرى وهى : كيف يمكن أن نرتد إلى الخلف ؟؟ أو هذه رجعية فكرية وتاخر عصري ؟؟ أوما إلى ذلك ...........!!
وللجواب عن هذه الشبهة بعون الله – تعالى – وحده نقول لهم : تعالوا لى العقل الذين يدعي كل منكم انه يريد أن يكون لهُ شأنٌ في الحياة وأجيبونا عن هذه الأسئلة نُجْبكم عما طرحتموه عبر هذا الرفض العنيد لذلك التشريع الذي تعدونه قديما .. أجيبونا :
هل تفهمون من التشريع الإسلامي أننا سنعودُ إلى ركوب الخيل والبغال والحمير وأن نسكن الخيام ونترك السيارات والطائرات والبيوت والقصور ؟!
إن كان هذا ما تفهمونه من التشريع الإسلامي فبئس ما تفهمون !!
أم أن التشريع الإسلامي قوانين جامدة لا نستطيع أن نستخدمها في هذا الزمان لما استجد من متغيرات ؟؟
هكذا تقولون بدون تفصيل أو توضيح أو تأصيل عقلي .. مجرد أحكام عامة ..
تعالوا بنا إلى العقل والعقل وحده :
هل نختلف على أن الزنا ينكره العقل ويسبب ما يسبب من المخاطر والامراض ؟
وهل نختلف على أن السرقة والفساد في الأرض يحتاجان إلى عقوبات رادعة ؟؟
نعم نعم أعلم أنكم لا تختلفون معي ..
إن الشريعة الإسلامية تواجه الجريمة والانحلال الأخلاقي المترتب عن هذه المفاسد .. فهل تختلف هذه الأخلاق من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان ؟؟
بالطبع لا تختلف هذه الأخلاق .. وإن تنوعت الجرائم ولكنها تدور حول محاور محددة : تكمن في الغش والفاحشة والسرقة والإفساد .
فإذا كانت الجرائم لم تختلف محاورها والاخلاق لم يختلف على أهميتها الناس والمعاملات وإن تنوعت إلا أنها لا تخالف ما سبق .. فما المانع أن نُنزل أحكام الشريعة على هذه الأحوال ؟!
ولكنكم تقولون : ما المانع أن نضع نحن قوانين تناسب العصر الذي نعيشه لتقف حائل عثرةٍ أمام تلك الجرائم ؟
ألستم تقولون ذلك ؟ بلى .
ولكن أي دولة من دول الغرب التي تتيهون وتفخرون بها يمكن ان نستورد قوانينها ؟ أم انكم تريدون ان نضعوا أنتم بعقولكم قوانين تصلح لذلك ؟ وعلى أي أساس تضعونها ؟
أيها العقلاء الكرام :
إن مقاصد الشريعة الإسلامية تحفظ للمجتمع أخلاقه وكرامته وأمنه وأمانه ووحدته وهى تصون الدين والعرض والنسل والنفس ؛ فإذا كان الله تعالى قد وضع لنا حدودا لتزجرنا وتمنعنا وتحفظ على الأمة أعراض أبناءها وأنفسهم ونسلهم وعقيدتهم ؛ فها أنتم هؤلاء تنادوننا بأن نستعين ونستفيد بما جربه غيرنا من الغربيين الذين سرت فيهم الفاحشة وعم بينهم الفساد وصدروا إلينا الوان الشهوات التي تفسد شباب الأمة وتفقدهم هويتهم .. فأي الفريقين أحق بالاتباع إن كنتم تعلمون ؟!!
قد يقول بعضكم لنا عقول نفكر بها ونضع بها قوانين !!
وماذا بعد أن تضعوا القوانين ؟؟ لابد انكم تطالبون الامة بالانتظار حتى تجدوا ثمرة ما أنتجته عقولكم فإن لم تنفع ولم تُجد في مكافحة الفساد والجريمة جربتم غيرها ..
قد يعلم الجميع أن الدستور يعالج القضايا الداخلية والخارجية ، وأن مقاومة الانحراف لا يُنافي التقدم التنولوجي والعلمي في أي عصر .
ثم أجيبوني إذا سمحت عقولكم :
ماذا سنفعل مع من يعتدي على مقدساتنا وبأي منهج سوف نواجههم وبأي قانون ألم يضع الإسلام قواعد المعاهدات وأهمية الالتزام بها ؟
وماذا سنفعلُ إذا دهم الأمة خطرٌ من الأخطار أو أحدق بها أمر من الأمور ؟
أخبرونا ما هى القواعد التشريعية الإسلامية التي تتنافى مع جميل الأخلاق وحُسن السلوك ..
وإليكم الحل لما أنتم فيه غارقون من التشتت والخلاف :
اعمدوا إلى علماء الاقتصاد والصناعة والزراعةوالخارجية وغيرها .. واعمدوا إلى علماء الازهر وسلوهم أن يجعلوا قواعد الإسلام وتوجيهاته وأوامره في المعاملات والبيع والشراء والمعاملات الخارجية والداخلية وردع الجرائم ومواجهة الفساد .. ثم اليضع العلماء المتخصصون القواعد والقوانين التي تناسب ما استجد من متغيرات العصر والزمان ، ثم اعرضوها على عقول الأمة كافة وحينئذٍ أخبرونا إن كنتم تعقلون : هل يصلح الإسلام ام لا ؟
أم أن كل ما يعنيكم هو استيراد الأفكار والقوانين والتشريعات الغربية والعقلية ؟؟!!
إن قضايا الجريمة والفساد والفواحش أيها الكرام لا تتغير بتغير الزمان والمكان فالجريمة هى هى .. والنفس البشرية لا يمكن أن يعلم مكنونها أحد أكثر من ربها الذي خلقها .. أليس كذلك ؟؟

[Mr.Salama]

اللهم ولي من يصلح و ردنا الي دينك ردا جميلا
اللهم اذن لشرعك ان يسود

[مديح أبوزيد زيدان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mr.salama

اللهم ولي من يصلح و ردنا الي دينك ردا جميلا
اللهم اذن لشرعك ان يسود

شكرا لمرورك . وبارك الله فيك

[الأستاذ أحمد راشد]

تسلم ايدك على الموضوع ربنا يستر فعلا على مصر

[مديح أبوزيد زيدان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالله 2011

تسلم ايدك على الموضوع ربنا يستر فعلا على مصر

جزاك الله خيرا .. سعدت بمرورك وتعليقك