#1
|
|||
|
|||
![]()
رمضان والرحيل المر
جئت على قدر، ومضيت - يا حبيبي - على قدر.. ألِفناك ولا سبيل إلى بقائك، وأحببناك ولم نرتوِ من هنائك.. أواهُ يا حبيبي ما أقرب اللقيا وأسرع الرحيل! لقد كنت ضمأً يروي القلوب، وريحاً تطيب النفوس، وسكوناً يحيي الخمول من العدم! لقد كنت - يا حبيبي - قصة حبٍّ عميق تجدده الأيام والليالي، أو طموحٍ تحققه ليلة هي خير من ألف شهر، أو عملٍ صالح يستمد عطاءه منك، لم تكن شهراً من ثلاثين يوماً، بل عمراً من أعوامٍ كثيرة! واحَتُك الغناء كانت إيماناً، وأنهارك العذبة كانت قرآناً، وأفياؤك العامرة كانت حمداً وثناءً، على جنباتك يتكئ العصاة المذنبون، وفي غدواتك يدلف المستغفرون، وعند الغروب أمل في دعوة صائم لا ترد.. فما أحلاك يا رمضان! ذ**** يا حبيبي عالقة في مخيلتي، أنت تسبيح وتحميدٌ وتكبير وتهليل، أنت قرآنٌ وتحديث وتعليم، أنت صلاة وصيام وزكاة وصدقة وعمرةٌ وتيسير، أنت رحمة وإحسان وتطهير، أنت كلِّية الخير، وجامعة الصلاح، وملاذ ووجاء! هل ترانا سنلتقي أم أنها.. لقيا على وجه السراب؟ هل سنعانقك بعد عامنا هذا كما نشتاق إليك الآن؟ هل ستأتي إلينا في العام المقبل ونكون في كنف أمةٍ تستقبلك؟ واهاً علي إذ فرطت فيك الآن! واهاً علي إذ لم أكن صادق العهد بك، لازماً لخيراتك، مترقباً لنفحاتك! يا رمضان.. نستودعك آمالاً حفت بك، وأمنياتٍ انطلقت منك، وأهدافاً تحققت فيك! يا رمضان.. أنت عيدنا من قبل أن يأتي العيد، فأي عيد يفرح به عبد عصى اللهَ فيك، وأي سعادة ينشدها عبد لم يتعرف على الله فيك؟.. الفرح لمعتوقٍ مقبول، لا لشقيٍّ محروم. رغمت أنوفٌ أدركت رمضان فلم يُغفر لها، وسعدت نفوسٌ أدركت رمضان فأعتقت من النيران. وداعاً رمضان.. وفي القلب لوعة مفارق مشتاق. وداعاً رمضان.. وفي العين دمعة مذنبٍ منكسر. وداعاً رمضان.. وفي الحياة أمل اللقاء. وداعاً رمضان.. وفي العمل صفحةٌ منك لا تطوى برحيلك!
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|