#1
|
|||
|
|||
يهدي إلى أقربهم بابا
يهدي إلى أقربهم بابا الحمد لله 0000 اما بعد روى بإسناده الصحيح عن عائشة قالت: (قلت يا رسول الله إنَّ لي جارين فإلى أيهما أهدى؟، قال: إلى أقربِهما منك بابا) هذا طبعا السؤال هنا: (فإلى أيهما أهدى؟) فيما إذا كانت الهدية محصورة، محدودة، فهو لا يستطيع مثلا أن يهدي إلى جارين، جار على اليمين وجار على اليسار، فجاء هذا السؤال: (فإلى أيهما أهدى؟) قال: (إلى أقربهما مِنكَ بابا) فهو أحق بهذه الهدية التي لا تستطيع أن تُعددها وتُكررها، مادام أنه أقرب بابه إلى بابك من باب الجار الآخر، فهذا من جملة التفصيل في مبدأ إكرام الجار والوصية بالجار. الأدنى فالأدنى من الجيران الآن يبين الجار الذي وصَّى به الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه وصايا عديدة، يا ترى يشمل الجهات الأربعة والا من؟، فهو يقول الآن بيانا لهذا السؤال. ساق بإسناده الحسن عن الحسن -الحسن هنا هو البصري التابعي، وليس الحسن بن علي بن أبي طالب- عن الحسن أنه ُسئل عن الجار فقال: (أربعين دارا أمامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره) هؤلاء هم الجيران ... فإذا واحد بدُّه يعمل خير، هدية، توزيعة بمناسبة ما، عنده استعداد إنه يوصِّل أربعين باب من يمينه، وأربعين من يساره، وأربعين أمامه وخلفه، وهكذا. لا يشبع دون جاره روى بإسناده الصحيح عن عبد الله بن المساور قال سمعت بن عباس يُخبر بن الزبير يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس المؤمن الذي يشبعُ وجارهُ جائع) هذا أيضا من حق الجار لأخيه إذا كان لك جارٌ فقير، تعرفه أنه من فقره يباتُ جائعا وأنت تستطيع أن تُطعمه بحيث يبات وينام شبعان ريَّان، فلم تفعل فلست مؤمنا، وقد يُشكل على بعض الناس مثل هذا الحديث بعد أن عرفنا أن الحديث فيه حضّ على الاعتناء بالجيران لاسيما إذا كانوا فقراء ومساكين، فقد يشكل الحديث من جهة أنه ينفي الإيمان عن هذا المُسلم الذي بات وجاره إلى جنبه جائع، فكيف يكون ليس بالمؤمن؟ فهل معنى هذا الحديث إنه يُصبح بسبب هذه المعصية كافرا؟ هذا الحديث له أمثلة كثيرة جدا في السُّنّة، فيجب أن نفهم هذا الحديث وأمثاله حتى ما يُصيبنا شيء من الاختلاط في العقيدة، فنسمع ونقرأ في كتب الفرق الضالَّة أن من هذه الفرق فرقة الخوارج، وفرقة أخرى أشهر منها وهي المعتزلة، هؤلاء يقولون بأن الذي يرتكب كبيرة من الكبائر ليس مسلمًا، الخوارج يُخرجونه من دائرة الإسلام ويدخلونه في الكفر، أما المعتزلة فيجعلونه في منزلةٍ بين منزلتين، يقولون أنه ليس بمسلم وليس بكافر. هذا من الضلال الذي جاءهم بسبب سوء فهم مثل هذا الحديث. (ليس المؤمن) إذن هل هو كافر؟؟؟ الجواب: لا، وإنما يعني ليس بالمؤمن الكامل الإيمان الذي يبات وجاره جائع بجانبه، وليس المقصود به أنه كافر لأن الإيمان في أصح قولي العلماء يقبل التجزؤ، كما يقول علماء السلف: يزيد وينقص، فزيادته ليس لها حدود مُطلقا وزيادة الإيمان طريق القرآن الكريم كما قال: {ليزداد الذين آمنوا إيمانا} ومثل هذا النص في القرآن نصوص كثيرة جدا، ولذلك حينما يأتي مثل هذا الحديث: (ليس بالمؤمن)، (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، (ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن) ليس المعنى من هذا الحديث وذاك وأمثالهما إخراج هذا العاصي بارتكاب هذا الذنب من دائرة الإسلام مطلقا، ومن دائرة الإيمان من أصله، وإنما المقصود إخراجه من دائرة الإيمان الكامل. فقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ليس المؤمن): المقصود بها هنا المؤمن الكامل الإيمان أي إن الذي يبات وجاره إلى جنبه جائع فهو ناقص الإيمان، فعليه أن يتدارك هذا النقص بأن يلتفت إلى جيرانه ويعتني بهم فيما إذا كانوا فُقراء ويبات أحدهم من فقره جائعا، فعليه أن يطعمه بقدر ما يستطيع ويقدر عليه، ولا يُكلِّف الله نفسا إلا وسعها. والحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|