اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2015, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 61
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 15
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي استحضار حكمة الصيام

استحضار حكمة الصيام
ناصر بن سليمان العمر


قرر أهل العلم أن من حكم الصوم تذكر البطون الجائعة، والأجواف الخالية والعطف على الفقير، والحنو على المسكين، والإحسان إلى المعدمين، فمن لم تكن هذه حاله في رمضان فإنه لم يحقق كثيراً من مقصود الصيام.
وقد فرض النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر هذا الشهر صدقة الفطر لما لها من أثر في ترابط المسلمين وتوحدهم وتماسك مجتمعهم، ولما تشعر به المسلم من معاناة أخيه المسلم الذي لا يجد ما يغنيه ويسد حاجته.
إن أمة لا يعطف غنيها على فقيرها، وقويها على ضعيفها أمة مهزوزة من داخلها، ضعيفة في بنيانها، ولن يقوم لها صرح مجد ولا بناء عزة، ولن يكون لها في الريادة نصيب.
وفي رمضان كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفيض جوداً وسخاء كالريح المرسلة، فعن بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة"(1).
فما أجدر المسلم أن يتحلى في هذا الشهر الكريم بأخلاق النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم -، فهو مأمور بالائتساء به مطلقاً، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يخص هذا الشهر دون غيره بمزيد بذل وعطاء حتى كأنه الريح التي تهب على الجميع وتعم الأرجاء، قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى -: "وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان الإكثار من العبادات، فكان جبريل - عليه الصلاة والسلام - يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناًً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة"(2).
وقد تعلم الصحابة الكرام من النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الهدي، فكان لهم في هذا الشهر الكريم مزيد بذل وجود وسخاء، لا يأكل بعضهم بهناء إلا إذا رأى على مائدته الفقراء والمساكين والمعدمين، كانوا يبحثون عن الفقراء أكثر مما يبحث الفقراء عنهم، وكأنهم هم أصحاب الحاجة، وقد أورد محمد بن حسين البرجلاني في كتاب الكرم والجود والسخاء طائفة من أخبار السلف الصالح - رضي الله عنهم - في إطعام الطعام:
فساق بسنده عن أبي السوار العدوي أنه قال: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
وروى عن الحسن: أن ابن عمر كان لا يأكل طعاماً إلا ويقيم معه على مائدته يتيم.
وكان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر رمضان مئة إنسان، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً وأعطاهم مائة مئة.
فهذه بعض أخلاق السلف - رحمهم الله - تعالى -من الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان، وإن كان من خاتمة لهذا الموضوع فحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام"(3)، والحمد لله أولاً وآخراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(1) رواه البخاري، 1/117، (3048)، ومسلم، 4/1803، رقم 23088.
(2) راد المعاد، 2/30.
(3) رواه الترمذي، 4/652، (2485)، وصححه

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:08 AM.