عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-07-2009, 06:30 PM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,299
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي

إن زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم- تعبن معه طويلاً في خدمة المجتمع وتعليم الناس ومعاونة الضعفاء واستقبال الوفود.
وكان مألوفًا أن يصحو النبي للصلاة، ويصلي بالناس في المسجد ثم يعود إلى بيته ليسأل عن شيء يفطر به فلا يجده فينوي الصيام.. وربما وجد بعض الخل فلا يضجر ولا يشقى بل يقبل عليه راضيًا قائلاً: نعم الأدم الخل..!! هذا هو نهج الحياة التي يزعم الأوربيون أنها كانت تلذذًا بالنساء واستمتاعًا بالدنيا بين أحضانهن.. أين هذه الدنيا الناعمة؟؟
وقد ذكر كتاب السيرة جميعًا كيف ضاقت الزوجات بهذا الشظف، وكيف اجتمعن على المطالبة بتغييره، وكيف تطلعن إلى حياة أهدأ وأهنأ.. فلما بوغتن بالرد الصارم: هذا أو الفراق! ثابت إلى نفوسهن مشاعر الإيمان وآثرن انتظار الآخرة، والعيش في ظل النبوة المكافحة على استعجال الطيبات في هذه الدنيا..
كان مفروضًا على بيت الوحي أن يعيش كأضعف بيت في الدنيا، وأن يتحمل المقيمات به كل ما يتحمله المهاجرون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، وعاشوا من بعد على ما تيسر..
وكافأهن الله سبحانه على هذا البذل، بأن صرن أمهات للمؤمنين، وهو لقب –كما رأيت- فيه من التكليف مثل ما فيه من التشريف..
أكانت هناك ديانة أرضية أو سماوية تنهي عن تعدد الزوجات؟ أو ترى فيه أدنى شائبة؟ لا، بل إن أنبياء العهد القديم ألفوا التعدد دون حدود! والمذكور عن سليمان وحده أنه تزوج بثلاثمائة امرأة.
وليس في النصرانية نهى عن التعدد، وقد حكى "ويل ديورانت" في قصة الحضارة عن آثام الأحبار والرهبان ما يثير الاشمئزاز! فلنترك الدين إلى الفلسفة! ولننظر إلى فلاسفة الإغريق لنرى كيف يعيش قادة الفكر القديم..!
وقد كنت راغبًا عن ذكر هذه الدنايا، ولكني رأيت الطاعنين في محمد صلى الله عليه وسلم يجمعون بين قلة الحياء وكثرة الافتراء فقلت: ما بد من حمل العصا..
كتب ماجد نصر الدين في صحيفة اللواء الأردنية مقالاً عنوانه "لماذا ينهل المثقفون من تراث موبوء بالشذوذ؟" نقتطف منه هذه الجملة "إن الفلاسفة الذين يعتبرهم البعض مثله الأعلى هم لواطيون، شاذون جنسيًا، يفخرون بشذوذهم، ويتباهون بمضاجعة الغلمان!! وقد كرهت امرأة سقراط رجلها وعافت عشرته لتعلقه بأحد تلاميذه، وقس على ذلك أفلاطون الذي تعرف على سقراط وهو صغير، وسقراط مشهور بهذا الداء ومتهم بإفساد الشباب..
ويزعم أرسطو أن نسبة الشواذ في عصره تعادل نسبة الطبيعيين وقد جرت على لسانه عبارات لا نجرؤ على نقلها هنا. وتقول مؤلفة "الجنس في التاريخ: إن معظم المجتمعات حرمت اللواط، أو تجاهلته إلا اليونان، فإن البغاء المذكر كان شائعًا، ويمكن استئجار الغلمان!".
والحضارة الغربية الحديثة ورثت عن اليونان والرومان مباذل وضيعة مخزية، ومع ذلك فهي تتغافل بخبث عن عللها، وتتناسى الدنس الذي تصبح فيه وتمسى، وتبسط لسانها بالأذى في سيرة أمير الأنبياء، ومعلم الأمم الطهر والعفاف!!
ربما قال قائل: آمنا بأن تعدد الزوجات كان مألوفًا في الديانات الأرضية والسماوية حتى جاء الإسلام فوضع عليه القيود، فلماذا لم يلتزم نبي الإسلام بالعدد الذي وقف المسلمين عنده؟ ألم يجيء في الأحاديث الصحاح أنه أمر رجلاً لديه عشر زوجات أن يمسك أربعًا ويسرح الباقيات؟
قلت: سؤال صحيح! فلنتدبر الإجابة عليه! إن النسوة الست التي طلقهن صاحب العشرة سيتركن بيته ويجدن بيوتًا أخرى، فلهن حق الزواج ممن أحببن، ولا حرج على أحد في التزوج منهن!.
لكن ماذا عسى يفعل زوجات الرسول إذا كان الوحي قد نزل من قبل يقول للمسلمين: " .. وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً".
لقد صرن أمهات للمؤمنين وفق النص القائل: "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهن وأزواجه أمهاتهم.." وما كان لمؤمن أن يتزوج أمه! فهل يسوغ بعد هذا تسريحهن ليعشن في وحدة وإياس؟
ولنفرض زورًا أن تسريحهن مطلوب فهل هذا هو الجزاء الإلهي لنسوة تحملن مع صاحب الرسالة شظف العيش ومشقات الحصار المضروب على أمته؟
لقد اخترن البقاء معه عندما خيرهن، وأبين العودة إلى أهلهن في بيوت أملأ بالسمت والعسل، وحملهن الإيمان على البقاء في جو التهجد والصيام والكفاح مع النبي الذي انتصب لمقاومة الضلال في العالمين، فهل يكون الجزاء بعد هذا الوفاء الخلاص منهن؟
إن الله أذن ببقائهن، والاقتصار عليهن، وصدر لهن تشريع خاص "لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً".
وإني أسأل الهاجمين على محمد صلى الله عليه وسلم من خلال هذه الثغرة المزعومة في حياته: أهي محاكمة خاصة لهذا الإنسان الشريف؟ ومحاولة متعمدة للنيل منه وحده؟ أعرف أن مساءات كثيرة وجهت لأنبياء من قبله، وتعرض الرجال الصالحون لأقبح التهم!
ألم يتهم النبي الطاهر لوط بأنه زنى بابنتيه كلتيهما بعد ما أفقدته الخمر وعيه وأنجب منهما؟ ألم يتهم النبي يعوقب بأنه سرق منصب النبوة من أخيه الأكبر عيصو بعد عملية احتيال ماكرة على أبيه الذي كف بصره؟ أم يتهم سليمان بأنه انطلق في شوارع القدس يبحث عن الحبيب المجهول ليأخذه إلى فراشه، مع أن عنده ألف امرأة؟ إن هذا البحث الماجن استغرق عدة صفحات مليئة بجمل طائشة تحت عنوان نشيد الإنشاد الذي لسليمان! من شاء قرأه في العهد القديم.
ومع جنون الاتهام الذي سيطر على كاتبي هذه الصحف، فإن المتهمين بقوا أنبياء مكرمين! أما سليمان فقد جعله اليهود ملكًا، ولكن أي ملك؟ إنه باني الهيكل الذي يجب أن يعاد بناؤه ليكون مسكنًا للرب يتجلى فيه بهاؤه ويحكم العالم كله من سدته بوساطة شعبه المختار من بني إسرائيل!
أما محمد صلى الله عليه وسلم الصوام القوام لله طوال حياته، والذي جمع آخر عمره بضع نسوة من الأرامل والمصابات عشن معه على مستويات الضرورة، وتمحضن لله والدار الآخرة فهو وحده الذي يستباح وتتوارث الضغائن عليه، ويتجمع حلف الأطلسي لحماية شاتميه!!
ومن أولئك الشاتمون الغاضبون؟ أهم رهبان وقذتهم العبادة وكبتوا حب النساء في دمائهم فهم يشتهون ويميتون شهواتهم ابتغاء رضوان الله كما يزعمون؟ كلا، إنهم أفراد وشعوب شربوا كؤوس الشهوات حتى الثمالة، ولم يتركوا بابًا للذة إلا افتتحوه دون تهيب أو حياء.
وحضارة أوروبا تميزت بأنها يسرت للدهماء من المتع ما كان حكرًا على الملوك والرؤساء فأضحى الصعلوك قادرًا على الاتصال بسبعين امرأة كلما ذاق جديدًا طلب مزيدًا ما تحجزه عن دناياه تقاليد ولا قوانين، وفي هذا الوسط من الدنس يذمون محمدًا وينالون منه! أي منطق هذا المنطق الجائر الظلوم؟
إن الإسلام عندما يأمر بتعدد الزوجات، فإن الزواج ليس نشدانًا للذة فقط وإنما هو قدرة على التربية ورعاية الأسرة، فمن عجز عن ذلك كلفه الإسلام بالصوم، ونحن نوجه للأوروبيين سؤالاً لا مهرب منه: هل التعدد الذي أذن الإسلام به أفضل أم الزنى.
إنني أسائل كل منصف صادق: هل المجتمعات الأوروبية تكتفي بالواحدة أم أن التعدد قانون غير مكتوب يخضع له الكثيرون؟ وثم سؤال آخر: هل الضرورات هي التي تدفع إلى التعدد الحرام أم إن الإثارات المتعمدة في الاختلاط المطلق وفي تقاليد الرقص التي لا آخر لها من وراء هذا الفيضان من العلاقات الآثمة؟؟
وأختم هذا القول بسؤال حاسم: هل وعي التاريخ الجاد سيرة رجل أعف خلقًا وأشرف ثوبًا وأغير على الحرمات وأبعد عن الشبهات من محمد؟ ..؟.
هل حكى عن أحفال في بيته رصت فيها الموائد وعليها زجاجات الخمور، وأطايب الأطعمة، وأنواع المشهيات والهواضيم؟
لقد كانت عيدان الحصير تنطبع على جلده وهو نائم، أو جالس، فإذا ظفر مع أصحابه بالخبز واللحم عد ذلك من النعيم الذي يسأل الناس عنه يوم القيامة!!
فهل هذا النبي الفارس المخشوشن الجلد يوصف بأنه من أصحاب الشهوات ومن الذي يصفه؟ الذين ابتلاهم الله "بالإيدز" بعد ما ابتلاهم بالزهري وغيره من أمراض الإسفاف والإسراف والسقوط!!
رد مع اقتباس