عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 26-01-2010, 03:29 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

* كيف كانت حالة الشعب المصري في ذلك الوقت :-
الشعب المصري في تلك الآونه كان يعاني من أزمه إقتصادية طاحنه ؛ فالفتن التي مرت بها مصر في الفترة الأخيرة جعلت الحكام لا يلتفتون إلى شعوبهم كان همهم فقط تثبيت دعائم الملك لذلك فإن الشعب في ذلك الوقت لم يكن بالشعب الأمثل الذي يشتاق إلى مثل ذلك اليوم الذي يقابل فيه التتار بل على العكس كان الشعب كغيره من شعوب المسلمين يخاف من التتار ويصيبه الذعر الشديد عن سماع أخبار جيوش التتار وكلما إقترب التتار بصورة أكبر من مصر إضطربت الأفئده وتدافعت النفوس ؛ لذلك كانت مهمة رفع الهمه لذلك الشعب ورفع روحه المعنويه وتحميسه على المقاومه من أصعب المهام التي واجهت قطز وإن كانت هذه المهمه شاقه فقد حفظ الله سبحانه وتعالى – لشعب مصر قيمتين عظيمتين سهلتا نسبيا من مهمة قطز وهما :
1- قيمة العلوم الشرعيه وعلماء الدين ؛ فطوال أيام الأيوبيين في مصر وترسيخ صلاح الدين الأيوبي المذهب السني في مصر بعد القضاء على الدولة الفاطمية الخبيثه أصبحت قيمة العلماء مرتفعه جدا في عيون الناس والحكام على السواء ؛ ثم كان من نتيجة أسلوب الأيوبيين في تربية المماليك على حب الدين وعلى الفروسيه والقتال أن إحتاج الحكام إلى العلماء باستمرار ؛ كما أثرت هذه التربيه في المماليك أنفسهم فأصبحوا يعظمون العلم والعلماء ؛ ولهذه القيمة العالية للعلماء في مصر كانت مصر ملاذاء للعلماء الذين لا يجدون في بلادهم فرصه لتعليم الناس ؛ ولذلك فبلإضافه إلى علماء مصر وعلماء الأزهر الشريف جاء علماء أفاضل من بلاد إسلاميه أخرى ولا شك أن هؤلاء العلماء أضافوا أضافة كبيرة للعلم في مصر ومن أشهر هؤلاء العلماء الذين جاءوا إلى مصر في ذلك الوقت الإمام " العز بن عبد السلام " وهو الملقب بسلطان العلماء فهذا العالم الجليل كان يعيش في دمشق وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكن يحكم دمشق في فترة الملك الصالح نجم الدين أيوب أخوه الملك الصالح إسماعيل لكن كان على خلاف كبير مع الملك الصالح وكان على غير شاكلته تماما فكان يتعاون مع الصليبيين وكثيرا ما أنكر عليه العز بن عبد السلام ذلك وكان الصالح إٍسماعيل ينكر على العز دعوته للناس إلى الجهاد ومحاربة الصليبيين والتتتار فقام بسجنه ثم نفاه إلى القدس فاستقدمه الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى مصر وعاش في مصر من سنة 643 هـ إلى هذه الأحداث .
2- قيمة الجهاد في سبيل الله ؛ فالمسلمون في مصر في تلك الآونه كانوا يؤمنون إيمانا عميقا بحتمية الجهاد في سبيل الله وما سقطت قيمة الجهاد أبدا لديهم حتى في أوقات الضعف أو في أو قات الصراع على السلطة أو في أوقات الأزمات الإقتصادية ؛ كانت الحملات الصليبية المتتاليه على مصر والشام سببا في بقاء هذا الشعور عند المسلمين في مصر ؛ فالمسلمون في مصر في ذلك الوقت كانوا يعظمون جدا كلمة الجهاد في سبيل الله فبسبب أن الجيوش الصليبيه كانت دائما أكثر عددا من الجيوش المسلمه كانت الجيوش المسلمه شديدة الإرتباط بربها عند المعارك ؛ ولذلك ماسقطت أبدا قيمة الجهاد في سبيل الله وما وجد من يسفه أمر الجهاد أو يتهم من أراد الجهاد بأنه إرهابي أو متطرف ؛ لذلك الجيش المصري كان مستعدا دائما كان حريصا دائما على إستكمال كل عناصر القوة والإستعداد .
وبينما قطز في مرحلة الإعداد والإستعداد لقتال التتار إذ جاءته رسل هولاكو تخبره بأن اللقاء قد أصبح قريبا وسيكون أسرع مما يتخيل ويخبرونه أن الحرب على وشك الحدوث بينما قطز كان في حاجه إلى بضعة شهور فقط للإعداد إذا بلأيام تتسرب من بين يديه إذا بالحرب مفروضه عليه ما بين عشية وضحاها ستهجم الجحافل التتريه الهمجيه على مصر.
رد مع اقتباس