عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-02-2016, 02:29 PM
ابراهيم زعبلاوي ابراهيم زعبلاوي غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 15
ابراهيم زعبلاوي is on a distinguished road
افتراضي التحزير من سرقة الجهود العلمية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
قال النووي رحمه الله تعالى : (( ..ومن النصيحةِ أن تضافَ الفائدةُ التي تُستغربُ
إلى قائلها , فمن فعل ذلك بُورك في علمه وحاله ومن أَوهمَ فيما يأخذه من كلام غيرِهِ أنه له فهو جديرٌ أن لا ينتفِع بعلمه ولا يبارك له في حالٍ )) من بستان العارفين
وقالالإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى ـ كما في : "مواهب الجليل" (1/4) للحطاب ـ : "إن نسبة الفائدة إلى مفيدها من الصدق في العلم وشكره، وإن السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره" أ.هـ
قلت: وشرٌ من ذلك سرقة كتابٍ بأكمله وهو أيضاً داء قديم ومستفحل
حُكي عن المرزباني (ت384هـ) أنه أتهم المؤرخ محمد بن حبيب (ت245هـ) بقوله: كان «يغير على كتب الناس، فيدعيها ويسقط أسمائهم» (معجم الأدباء) على أننا لانسلم بكل ما يقال حتى نقف على أمرٍ ظاهر
وقد وجدت من هذا النوع كمّاً يدعو لوضع اليد على الراس تهوّلاً
فهذا الفيروز آبادي صاحب القاموس المحيط يسرق كلام ابن القيم رحمة الله عليه من زاد المعاد ويضعه في كتابٍ كامل ينيف على الثمانين صفحة وينسبه إلى نفسه ، ويسميه ((سفر السعادة)) وهو مختصر من الزاد ليس إلا !!
وكذلك وجدت كاتبين قد سرقا (( السراج الوهاج في الإسراء والمعراج)) وهو لمؤلف قديم مع أن في الكتاب ما يفضحهما وينادي عليهما بالعار!!
ولعل الجميع يشاركونني في فضح السُرَّاق تحت هذا المتصفح
وماذ كر من سرقة الكتب هو الدافع الأكبر الذي حدى بأبي الحسن المسعودي إلى أن يعلن في كتابه مروج الذهب بالحرب على هولاء المتشبعين بما لم يعطوا
فقد أضطر إلى استهلال وختم كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، بالتحذير الآتي: «من حرف شيئاً من معناه، أو أزال ركناً من مبناه، أو طمس واضحةً من معالمهِ، أو لّبس شاهدةً من تراجمه، أو غيّره أو بدله، أو أنتخبه أو أختصره، أو نسبه إلى غيرنا، أو أضافه إلى سوانا، فوافاه من غضب الله، وسرعة نقمته وفوادح بلاياه، ما يعجز عن صبره، ويحار له فكره، وجعله مثلةً للعالمين، وعبرة للمعتبرين، وآية للمتوسّمين، وسلبه الله ما أعطاه، وحال بينه وبين ما أنعم به عليه من قوّة ونعمة مبدع السموات والأرض، من أي الملل كان والآراء، إنه على كل شيء قدير، وقد جعلت هذا التخويف في أول كتابي هذا وآخره» (مروج الذهب: 1ص19-و5ص301)
منقول
__________________