عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 20-09-2008, 10:25 PM
الصورة الرمزية Lost Dreamer
Lost Dreamer Lost Dreamer غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 2,221
معدل تقييم المستوى: 19
Lost Dreamer is on a distinguished road
افتراضي



حياة الإمام مالك



هو مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحى ، و كنيته أبو عبد الله و قد لقب بإمام دار الهجرة ، ولد بالمدينة سنة 93 هـ و

كان مالك طويلا عظيم الهامة اشقر ، أزرق العينين ، عظيم اللحية و كان متصف بحسن الخلق و الرزانة و سرعة الحفظ و

الفهم منذ صباه و هو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة .

و قد عاش مالك حياته كلها بالمدينة المنورة مهبط الوحى و مقر التشريع و موطن جمهرة الصحابة و محط رجال العلماء و

الفقهاء و لم يرحل من المدينة إلا إلى مكة حاجا ، و قد تلقى مالك علومه على يد علماء المدينة و ظل يأخذ و ينهل من العلم

حتى سن السابعة عشرة و قام بالتدريس بعد أن شهد له شيوخه بالحديث و الفقه و قد قال مالك: ما جلست للفتوى حتى شهد

لى سبعون شيخا أنى أهل لذلك . و يعتبر الإمام إمام أهل الحجاز فى عصره و إليه ينتهى فقه المدينة و قد أجمع العلماء على

أمانته و دينه و ورعه ، قال الشافعى: مالك حجة الله على خلقه ، و قال عبد الرحمن بن مهدى: ما رأيت أحدا أتم عقلا أو

أشد تقوى من مالك ، و قد شهد له جميع الأئمة بالفضل حتى قالوا: لا يفتى و مالك فى المدينة.

و قد قصده العلماء و طلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه ، لذا إنتشر مذهبه فى كثير من الأقطار على أيدى تلاميذه ، الذين

أخذوا عنه ، و للإمام مالك كتاب (الموطأ) و قد ظل يحرره لمدة أربعين عاما جمع فيه عشرة آلاف حديث و يعد كتاب

(الموطأ) من أكبر آثار الإمام مالك التى نقلت عنه ، و قد طبع بروايتين أحدهما رواية (محمد بن الحسن الشيبانى) و هو من

أصحاب أبى حنيفة و الثانية رواية (يحيى بن يحيى الليثى الأندلسى).

و بجانب (الموطأ) فللإمام مالك كتاب (المدونة) و قد إحتوى على جميع آراء الإمام مالك المخرجة على أصوله و هو من

أهم الكتب التى حفظت مذهبه.

و عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال: يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا

يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة و قد روى عن ابن عيينه أنه سئل من عالم المدينة؟ فقال: انه مالك بن أنس (رواه الإمام

الترمذى فى سننه).

و كان هارون الرشيد قد بعث للإمام مالك ليأتيه فيحدثه بعلمه فقال الإمام (العلم يؤتى) فقصد هارون الرشيد منزله و إستند إلى

الجدار فقال مالك يا أمير المؤمنين من إجلال رسول الله إجلال العلم فجلس بين يديه فحدثه. و قد تعرض الإمام مالك لبعض

المحن نتيجة بعض الفتاوى التى تغضب الحكام حيث أفتى بعدم لزوم طلاق المكره ، و كانوا يكرهون الناس على الحلف

بالطلاق عند البيعة فرأى الخليفة و الحكام أن الفتوى تنقض البيعة التى يبايعها من حلف بالطلاق ، و بسبب ذلك ضرب

بالسياط و إنفكت ذراعه بسبب الضرب الذى أوقعه عليه (جعفر بن سليمان) والى المدينة و قد بنى مالك مذهبه على أصول

هى كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و الإجماع و القياس و قول الصحابة و المصلحة المرسلة و العرف و

سد الذرائع و الإستحسان و الإستصحاب.

__________________

26/6

رد مع اقتباس