عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24-04-2014, 02:00 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(3) عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ».

أولاً: تخريج الحديث: رَوَاهُ البخاري (4/ 3435) ومسلم (1/ 28) والنسائي في "الكُبرى" (9/ 10903) وأحمد (37/ 22675) وابن حِبَّان "1/ 207" والبَزَّار في "المُسند" (7/ 2682) وأبو سعيد الشَّاشِي في "المُسند" (3/ 1218) والطبراني في "مُسند الشاميين" (1/ 555) وابن مَنده في "الإيمان" (1/ 44) والبَيْهَقي في "الدعوات الكبير" (1/ 153) وأبو بكر بن المُقرئ في "المُعجم" (1/ 764).

ثانياً: رَاوي الحَدِيث، هُـــوَ: عُبَادَةُ بنُ الصَّامِتِ بنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ ابْنِ قَيْسِ بنِ أَصْرَمَ بنِ فِهْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ غَنْمِ بنِ عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفِ بنِ الخَزْرَجِ. الإِمَامُ، القُدْوَةُ، أَبُو الوَلِيْدِ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ الأُولَى والثَّانِيَة، وَمِنْ أَعْيَانِ البَدْرِيِّيْنَ، شَهِدَ المَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسَوَلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وشَهِدَ فَتْح مِصر، وهُو أَوَّل مَنْ وَلِيَ القَضَاء بِفَلَسْطِين، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ الْقُرْآنَ والأَحكَام، فَسَكَنَها إِلَى أَنْ تُوفِيّ بِبَيْتَ المَقْدِسِ بِفَلَسْطِين سَنَة خَمس وأَربَعين (45 هـ) وَلَهُ اِثنَتَان وسَبْعون سَنَة، رضي الله عنه.


ثالثاً: شرح الحديث:

- (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ): حَـالٌ، أَيْ يَنْفَرِدُ مُنْفَرِدًا.
- (لَا شَرِيكَ لَهُ): تَأْكِيدٌ بَعْدَ تَأْكِيدٍ.
- (وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ): الْأَجَـلُّ.
- (وَرَسُولُهُ): الْأَكْمَـلُ.
- (وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ): لَمْ يُضْمِرْ، لِيَكُونَ أَصْرَحَ فِي الْمَقْصُودِ، وَهُوَ تَعْرِيضٌ بِالنَّصَارَى وَتَقْرِيرٌ لِعَبْدِيَّتِهِ وَإِشْعَارٌ إِلَى إِبْطَالِ مَا يَقُولُونَ بِهِ مِنِ اتِّخَاذِهِ وَلَداً ومِن اتِّخَاذِ أُمِّهِ (عليها السلام) صَاحِبَةً.
- (وَرَسُولُهُ): تَعْرِيضٌ بِالْيَهُودِ.
- (وَابْنُ أَمَتِهِ): الْإِضَافَةُ فِي أَمَتِهِ لِلتَّشْرِيفِ، رَدًّا عَلَى الْيَهُودِ فِي الْقَذْفِ.
- (وَكَلِمَتُهُ): سُمِّيَ عِيسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم، بِالْكَلِمَةِ لِأَنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، أَبْدَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍّ، وَأَنْطَقَهُ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ، فَالْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيف.
- (أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ): اِسْتِئْنَافُ بَيَان، أَيْ أَوْصَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا، وَحَصَّلَهَا فِيهَا.
- (وَرُوحٌ مِنْهُ): أَيْ مُبْتَدَأٌ مِنْ مَحْضِ إِرَادَتِهِ.
- وَوَصَفَهُ بِقَوْلِهِ: (مِنْهُ): إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ مُقَرَّبُهُ وَحَبِيبُهُ، تَعْرِيضًا بِالْيَهُودِ.
- (وَالْجَنَّة وَالنَّار حَقٌّ): أَيْ وَشَهِدَ أَنَّهُمَا (حَق) أَيْ ثَابِتَان مَوْجُودَان، وَأَفَرَد الخَبَر مَعَ تَثنِية المُخْبَر عَنه لأَنَّه مَصدَر.
- (أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ): ابْتِدَاءً وَانْتِهَاءً، وَالْجُمْلَةُ جَوَابُ الشَّرْطِ أَوْ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ.
- (عَلَى مَا كَانَ): حَالٌ مِنْ ضَمِيرِ الْمَفْعُولِ مِنْ قَوْلِهِ: أَدْخَلَهُ اللَّهُ، أَيْ كَائِنًا عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مَوْصُوفًا بِهِ، أَيْ يَكُون دُخُوله الجَنَّة عَلَى حَسَب مَا قَدَّم مِن أَعمَال فِي الدُّنيا، فَإِنْ لَم تَكن لَهُ ذُنُوب يُعَاقَب عَلَيها بِالنَّار، كَانَ مِن السَّابِقين، وإِنْ كَانَت لَهُ ذُنُوب فَأَمْرُه إِلَى الله تَعَالَى، إِنْ شَاء عَفَا عَنْه وإِنْ شَاء عَاقَبه، ثُمَّ كَانَت نِهَايْتُه إَلَى الجَنَّة بِفَضلِ الله عَزّ وجَلّ.
- (مِنَ الْعَمَلِ): حَسَنًا أَوْ شَيْئًا قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا، صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا.

- فَائِدَة: سِرّ الجَمع بين (محمد وعيسى) عليهما الصلاة والسلام ووصفهما بكونهما عَبْدَي الله ورَسُولَيْه بَيَان أَنّ عَقيدة الإسلام في حق عيسى صلى الله عليه وسلم أنه (عبد الله ورسوله) فَلاَ يُغْلَى فِيه مِن جَانب، ولا يُقَصر فِي حَقّه مِن جَانِب آخَر، وبَيَان أَنَّ الوَاجِب فِي حَقّ محمد صلى الله عليه وسلم وَصفه بِأَنَّهُ (عبد الله) عَدَم الإِفرَاط والتَّفرِيط، وَوَصْفه بِأَنه (رَسُول الله) يَقتضِي تَصدِيقه فِي جَميع مَا يُخبر بِه مِن أَخبار فِي المَاضي وفي المُستقبل وفِي مَا هُو مَوجود غَير مُشاهَد لَنَا، ويَقتضِي طَاعته بِامْتِثَال أَمره واِجتناب نَهيه، وتَقديم مَحَبّته صلى الله عليه وسلم على النفس والوالد والولد والناس أجمعين، وأَنْ لاَ يُعبَد الله عَزّ وجَلَّ إِلاَّ عَلَى وَفْق مَا جَاء عَنه صَلَوات الله وسَلاَمه عَليه، هَذِهِ هِي عَقيدة المسلمين في (محمد وعيسى) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وسَلَّم، وَسَط بين طَرَفي الإِفرَاط والتَّفريط.
__________________
رد مع اقتباس