۞ أبيات من ديوان الامام الشافعى ۞
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض المقتطفات من ديوان الامام الشافعى رحمه الله تعالى
ود الناس
إني صحبت الناس ما لهـم عـدد *** وكنت أحسب إني قد ملأت يـدي
لمـا بلـوت أخلائـي وجدتـهـم *** كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
البلاء من أنفسنا
نعيب زماننا والعيـب فينـا *** وما لزماننا عيـب سوانـا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ *** ولو نطق الزمان لنا هجانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ *** ويأكل بعضنا بعضا عيانـا
ترك الهموم
سهرت أعين ، ونامـت عيـون*** في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس*** فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان*** سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون
اسس الصداقة
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً *** فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة *** وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا
فما كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه*** ولا كل من صافيته لـك قـد صفـا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة *** فلا خير فـي خـل يجـيء تكلفـا
ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه *** ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا
وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـده *** ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق *** صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا
احب الصالحين
أحب الصالحين ولست منهم*** لعلي أنـال بهـم شفاعـة
وأكره من تجارته المعاصي *** ولو كلنا سواء في البضاعة
الوحدة خير من جليس السوء
إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي *** ألذ أشهى من غوىٍ أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـاً *** أقر لعيني من جليسٍ أحاذره
خيرة الأصحاب
أحب من الأخـوان كـل مواتـى *** وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني فـي كـل أمـر أريـده *** ويحفظنـي حيـاً وبعـد مماتـي
فمن لي بهذا ؟ ليت أنـي أصبتـه *** لقاسمته ما لـي مـن الحسنـات
تصفحت إخوانـي فكـان أقلهـم *** على كثرة الإخوان أهـل ثقاتـي
وداع الدنيا والتأهب للآخره
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي *** جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـهب *** عفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل *** تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـد *** فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــه *** تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه *** على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه *** وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه *** وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره *** أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي*** كفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـي*** ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي*** ويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
تعزية
إني أعزيك لا انـي على*** طمـعٍمن الخلود ولكن سنـة الديـن
فما المعزي بباقٍ بعد صاحبـه*** ولا المعزى وإن عاشا إلى حين
سفينة المؤمن
إن لله عـبـاداً فطـنـا *** تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علمـوا *** أنها ليست لحي وطنـا
جعلوها لجـة واتخـذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا
الموت سبيل كل حي
تمنى رجالٌ أن أمـوت وإن أمـت *** فتلك سبيـل لسـت فيهـا بأوحـد
وما موت من قد مات قبلي بضائري *** ولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي
لعل الذي يرجـو فنائـي ويدعـي*** به قبل موتي أن يكون هو الـردى
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضـى*** تهيـأ لأخـرى مثلهـا فكـأن قـد
رحم الله الامام الشافعى
__________________
۞ محمد بن محمود السلفى الاثرى ۞
غفر الله له ولوالديه
آخر تعديل بواسطة ابن باز السلفى الاثرى ، 07-07-2008 الساعة 04:52 AM
|