عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 06-10-2013, 05:11 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

عودة الى الجامع العمري وتشييده على أنقاض معبد روماني قديم؟


ان الحفريات المستمرة التي تجري في بيروت القديمة بين الحين والآخر ما تزال تتكشف في أكثر من مكان عن بقايا الأعمدة الضخمة التي تخلفت في باطن الأرض من الحمامات والمسارح والقصور التي بنيت في هذه المدينة عندما كانت تحت حكم الرومان والبيزنطيين وغيرهم.

على إننا، لسنا الآن بصدد الإفاضة بالحديث عن الآثار التي تركتها الأمم الغابرة في ثرى بيروت، ذلك ان الذي يعنينا من هذه الآثار، هو الجانب المتصل منها بالمكان الذي يقوم عليه الجامع العمري الكبير نفسه، لان غرضنا الأساسي هو معرفة الأصول التاريخية للبناء الذي يرتفع عليه هذا الجامع وتحديد هوية هذا البناء والزمن الذي أنشئ فيه لأول مرة.


لذلك نبادر إلى القول، أو بالأصح إلى الترجيح، بان أصول هذا البناء تبدو لنا غير بعيدة عن ملامح العمائر الرومانية التي بنيت في بيروت يوم كانت هذه المدينة تشكل إحدى المقاطعات الساحلية بولاية سوريا التي كانت معقودة اللواء لنواب الأباطرة الرومانيين، وعلى وجه التحديد في أيام شقيق الامبراطور فيليب الحوراني (العربي) الذي كان له الصولجان والسيادة على سائر الممالك الرومانية في العقد الخامس من القرن الثالث الميلادي (244 ـ 249).


وان ما يحملنا على الظن من ان الجامع الحالي يقوم على أصول رومانية هو ما جاء في كتاب (تسريح الإبصار فيما يحتوي لبنان من الآثار) للأب لامنس الذي يقول: (ومما ازدانت به المدينة من البنايات على شبه رومية ساحة كبرى يجتمع فيها الجمهور وملعب للملاهي العمومية ولعلها أيضا خصّت بهيكل كهيكل المشتري في رومية والمشتري هو نفس جوبيتر الذي كان الرومان يعتبرونه الههم الاكبر).

وان هذا الظن يكاد يرقى في ذهننا إلى درجة اليقين عندما نطالع في المراجع التي لدينا من كتب التاريخ ما يشير إلى أن الجامع العمري الكبير في بيروت يقوم على أنقاض هيكل ديني روماني قبل أن يمر بالمراحل المختلفة التي انتهت به إلى الوضع الراهن.

إننا حين نحاول إرجاع الإطلال التي تحت الجامع العمري الكبير في بيروت الى ايام الرومان، والى عهد الإمبراطور فيليب الحوراني (العربي) بالذات، فإننا نفعل ذلك على سبيل ترجيح وليس على سبيل الجزم والتأكيد.

ذلك أن هذه الإطلال، في حالتها الراهنة، لا تحمل في الواقع اي اثر يدل بصورة واضحة على انتمائها إلى الإمبراطوري المذكر، بالإضافة إلى أن الأعمدة والأنقاض الحجرية التي تتألف منها هذه الإطلال واستعملت في بناء الكنيسة الصليبية ليس فيها اي نص كتابي يشير الى هويتها وزمن بنائها، وإنما نحن اعتمدنا على ملامحها المعمارية وهي ملامح تبدو في شكلها وطراز زخارفها الباقية رومانية او بيزنطية.
__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس