عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25-07-2015, 11:06 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي الذين فوَّضوا يتحدثون

الذين فوَّضوا يتحدثون










تفويض السيسي




​«نحن الآن فى مفترق طرق، وأدعو المصريين إلى النزول يوم الجمعة القادم لإعطائى تفويضا وأمرا أن أواجه ال*** والإرهاب المحتمل»، ما زال رنين هذه الكلمات لم يفقد قوته فى أذن عماد حمدى، فقد كانت المرة الأولى التى يظهر فيها الفريق السيسى بعد خطاب 3 يوليو، وهو يرتدى البدلة العسكرية بلونها الكاكى المميز، الكاب أعلى الرأس، النظارة السوداء تغطى العينين، وصوت يحمل نبرات تتقاطع بين اللين والشدة، تفاصيل صغيرة ما زالت تسكن عقل عماد، يتذكر معها ردة فعله الأولى عندما سأله أخوه «هتنزل تفوض؟»، فلم يتردد فى الإجابة «طبعا».



عامان مرا على التاريخ الذى شهد مشاركة عماد فى مليونية التفويض، 26 يوليو 2013، تاريخ لا ينسى بسهولة، فقد كانت آخر مرة يسمع فيها عماد عن «الإرهاب المحتمل»، فبعدها صار كل الإرهاب «واقعا» لا يتزحزح وأخباره فى النشرات اليومية لا تنقطع، «أنا برضه مش ندمان على التفويض، بالعكس اللى حصل أثبت أن السيسى كانت رؤيته صحيحة لحد كبير، وإن كل اللى كان خايف منه حصل»، اعتاد عماد مؤخرا أن يستمع إلى توبة أصدقائه من جمعة التفويض، لكنه كان دوما يهاجمهم، مؤكدا أن التفويض لم يهدر دماء الأبرياء كما يتصور البعض، «لولا اليوم ده كان زمان مصر تحولت إلى مستنقع داعشى زى سوريا وليبيا».



لم يتخل الشاب الثلاثينى عن قناعاته، رغم مرور عامين حملا كثيرا من الظروف والمتغيرات التى استجدت على الساحة السياسية، دفعت البعض إلى اعتناق فكر جديد، مختلفا عما اعتنقوه وقتها، ودفعت آخرين إلى إعلان تبرئتهم مما حدث فى أعقاب جمعة التفويض.



بينما كان للسيدة منال، قصة أخرى «أنا ندمت إنى ما نزلتش فوضت يومها، ولو الزمن رجع بيا هنزل 100 مرة»، قبل عامين خافت منال على أصدقاء لها كانوا وقتها بين المعتصمين فى «رابعة»، كانت حينها تعتقد أن خطاب السيسى أمام طلبة الكلية الحربية كان مقصده هو فض الاعتصام بالقوة، «ماكنتش متخيلة إن الأمر أكبر بكتير من الاعتصام، وإن الإرهاب مش بس جوه رابعة العدوية، لكن كمان ممتد لحد ولادنا فى سينا وفى كل مكان».



وعلى النقيض تماما وقف أحمد العشماوى فى خانة مختلفة، فهو الشاب الذى استقر فى وعيه منذ عامين على أن كل ما يقوله الفريق السيسى يقصد به مصلحة الوطن، وأن الجيش هو خط الدفاع الأول عن أم الدنيا، وأن المعركة التى خاضتها مصر فى الثلاثين من يونيو ثم الثالث من يوليو لم تنته بعد «كنت معترض على اعتصام الإخوان فى رابعة، وكنت شايفه إن دى محاولة لخلق دولة موازية، ومارفضتش الفض، لكن بعد ما تم اتفاجئت بالنتيجة ومن ساعتها وانا باراجع أفكارى»، كما تغيرت قناعات عماد ومنال تبدلت كذلك أفكار العشماوى «ندمت إنى فوضت علشان السيسى يحارب الإرهاب المحتمل، لأنه من وقتها بقينا بنشوف الإرهاب كل يوم».


يتبع
رد مع اقتباس