عرض مشاركة واحدة
  #426  
قديم 04-02-2010, 01:37 AM
Khaled Soliman Khaled Soliman غير متواجد حالياً
معلم أول أ لغة إنجليزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 9,299
معدل تقييم المستوى: 25
Khaled Soliman has a spectacular aura about
افتراضي القرآن ليس كله محكم

الشبهه
هذه الاية تصرّح بأن القرآن ليس كله محكم


أي بعضه فقط محكم و بعضه الأخر متشابه

ال عمران (آية:7)
هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب




ولكن للأسف هذه الاية تناقض اية هود 1


هود (آية:1)
الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير





هل من الممكن ان تتوافق هذه الايات مع بعضها

الأولى تقر بأنه ليس كل القرأن محكما
بينما تؤكد الثانية على أن كل أيات القرأن محكمة

هذا تناقض من الصعب أن يقع فيه اله
لأنه تناقض واضح جدا

الرد
بسم الله الرحمن الرحيم
القراّن كله محكم باعتبار,وكله متشابه باعتبار,وبعضه محكم وبعضه متشابه باعتبار ثالث

وقد وصفه الله تعالي بكل واحدة من هذه الاوصاف الثلاث:

فوصف بانه محكم في عدة اّيات,وأنه
(كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)

ومعني ذلك أنه في غاية الاحكام وقوة الاتساق,وأنه بالغ في الحكمة أقصي غاية,فأخباره كلها حق وصدق,لا تناقض فيها ولا اختلاف,وأوامره كلها خير وهدي وبركة وصلاح,ونواهيه عن كل ما يعود علي الانسان بالشرور والضرر والاخلاق الرذيلة والاعمال السيئة. فهذا احكامه.

ووصفه بأنه متشابه في قوله من سورة الزمر
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا )

أي متشابها في الحسن والصدق والهدي والحق.
ووروده بالمعاني النافعة المزكيه للعقول,والمطهره للقلوب,والمصلحه للاحوال.
فألفاظه أحسن ألفاظ,ومعانيه أحسن المعاني,كما وصف ثمرات الزروع والفواكه التي أنعم بها علي الانسان وجعل فيها كل نافع صالح لجسمه وغذائه,فقال في سورة الانعام(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ)

ووصف طيبات الجنه وثمراتهاالدانيه بقوله في سورة البقره
(كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا )

ووصفه بأن
(مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)
فهنا وصفه بأن بعضه هكذا وبعضه هكذا,وأن الذين أرسخت قلوبهم وثبتت بالفقه والفهم عن الله,فثبتوا ثبات الجبال الراسخة,لا تزلزلهم الشبهات ولا الشهوات,لانهم يردون المتشابه منه الي المحكم,فيصير كله محكما,ويقولون (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) أي وما كان من عنده فلا تناقض فيه فما اشتبه منه في موضع فسره الموضع الاخرالمحكم,فحصل العلم وزال الاشكال ولهذا النوع أمثله ,منها علي سبيل المثال
بأنه علي كل شيء قدير,وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن,وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
فاذا اشتبهت آيات علي من ظن به خلاف الحكمة,وأن هدايته واضلاله جزافا لغير سبب,كشفت هذا الاشتباه وجلته الايات الاخر الدالة علي أن هدايته لها أسباب,يفعلها العبد,ويتصف بها مثل قوله تعالي في سورة المائده
(يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)


وأن اضلاله تعالي لعبده له أسباب في العبد,وهو توليه للشيطان قال في سورة الاعراف
(فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)

وفي سورة الصف
(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)

فمثلا

اذا اشتبهت ايات علي الجبري الذي يري أن العباد مجبورون علي أفعالهم, بينتها الايات الاخر الكثيره الداله علي أن الله لم يجبر العباد,وأن أعمالهم واقعه باختيارهم وقدرتهم,وأضافها اليهم في آيات غير منحصرة.

كما أن هذه الايات التي أضاف الله فيها الاعمال الي العباد حسنها وسيئها,اذا اشتبهت علي القدرية النفاة,فظنوا أنها منقطعه عن قضائه وقدره,وأن الله ما شاءها منهم ولا قدرها,تليت عليهم الايات الكثيره الصريحة الدالة علي تناول قدرة الله لكل شيء من الاعيان والاعمال والاوصاف.
ومن ذلك :أعمالالعباد وأن العباد ما يشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين.
وقيل للطائفتين ان الايات والنصوص كلها حق,ويجب علي كل مسلم الايمان بها وتصديقها كلها,وأنها لا تتنافي,فالطاعات والمعاصي واقعه منهم وبقدرتهم وارادتهم,والله تعالي خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم.
وما أجمل في بعض الايات فسرته آيات أخر,وما لم يتوضح في موضع توضح في موضع آخر (وهكذا).

الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
من كتابه القواعد الحسان لتفسير القران


رد مع اقتباس