عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-07-2008, 08:49 PM
الصورة الرمزية الدرة المكنونة
الدرة المكنونة الدرة المكنونة غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 113
معدل تقييم المستوى: 16
الدرة المكنونة is on a distinguished road
افتراضي

توبـــــــــة كـــــــاذبـــــــــــــه

:

قال منصور بن عمار : كان لي صديق مسرف ع نفسه ثم تاب ...

وكنت أراه كثير العبادة و التهجد , ففقدته أياما , فقيل لي : هو مريض .. فأتيت إلى داره فخرجت ..

إليً ابنته , فقالت : من تريد ؟ قلت : فلان , فاستأذنت لي ثم دخلت فوجدته في وسط الدار وهو مضطجع على فراشة وقد اسود وجهه , واذرفت عيناه , و غلظلت شفتاه فقلت له وانا خائف منه : يا أخي أكثر من قول (( لا اله إلا الله )) , ففتح عينيه فنظر إلي شزرا و غشي عليه فقلت له ثانيا : يا أخي أكثر من قول(( لا إله إلا الله )) , ثم ثالثا , ففتح عينيه وقال يا أخي منصور هذه الكلمة قد حيل بيني و بينها . فقلت : لا حول و لا قوه إلا بالله العلي العظيم .

ثم قلت له : يا أخي , أين تلك الصلاة و الصيام و التهجد و القيام ؟ .

فقال : كانت لغير الله, وكانت توبتي كاذبة , إنما كنت افعل ذلك ليقال عني وأذكر به , وكنت أفعل ذلك رياء للناس ...

فإذا خلوت إلى نفسي وأغلقت الباب وأرخيت الستور وشريت الخمور وبارزت ربي بالمعاصي ودمت على ذلك مده فأصابني المرض و أشرفت ع الهلاك .

فقلت لأبنتي هذه : ناوليني المصحف , وقلت : اللهم بحق كلامك هذا القران العظيم إلا ما شفيتني وانأ لا أعود إلى ذنب أبدا ففرج الله عني , ولما شفيت عدت إلى ما كنت عليه من اللهو و اللذات و أنساني الشيطان العهد الذي بيني وبين ربي فبقيت على ذلك مده من الزمان ,فمرضت مرضا أشرفت فيه على الموت فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار على عادتي ثم دعوت بالمصحف فقرأت فيه ثم رفعته وقلت : اللهم بحرمه ما في هذا المصحف الكريم كم كلامك إلا ما فرجت عني فاستجاب الله مني وفرج عني ثم عدت إلى ما كنت عليه من اللهو , فوقعت في هذا المرض فأمرت أهلي فأخرجوني إلى وسط الدار كما تراني ثم دعوت بالمصحف لأقرأ فيه فلم يتبين لي حرف واحد فعلمت إن الله سبحانه قد غضب علي فرفعت رأسي إلى السماء وقلت اللهم أفرج عني يا جبار الأرض و السماء فسمعت كأن هاتفا يقووول :

تتوب عن الذنب إذا مرضتا ... وترجع للذنوب إذا برئت
فكم من كربة نجاك منها ... وكم كشف البلاء إذا بليت
أما تخشى بأن تأتي المنايا ... و أنت على الخطايا قد دهيت

:

قال منصور بن عمار : فو الله ما خرجت من عنده إلا وعيني تكسب العبرات فما وصلت الباب إلا وقيل لي : انه قد مات

:

نسأل الله حسن الختاام
__________________
رد مع اقتباس