الموضوع: "مِداد عاري "
عرض مشاركة واحدة
  #219  
قديم 28-05-2016, 07:09 AM
الصورة الرمزية إبراهيم أبو ليفة
إبراهيم أبو ليفة إبراهيم أبو ليفة غير متواجد حالياً
مشرف قسم ابداعات و نقاشات هادفة ( كاتب واعد )
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 741
معدل تقييم المستوى: 15
إبراهيم أبو ليفة is on a distinguished road
Neww1qw1 آكلة لحوم البشر

"اكلة لحوم البشر "
منتقداً ذاتي ابدأ و قبل توجيه اللوم لغيري ،لأني امارس تلك الفعلة في اليوم والليلة المرة تلو الاخري ،واعرض مشكلتي هذه بين ايديكم لعلّنا نجد حلاً لي ولكم، فقد نشأنا مدّثرين بحياكتها واحترافها فيما بعد وابتدعنا لها من الاساليب ما يجعلها في مصاف العادة والنظرية والفن إن تجاوزنا ،بل قل إنها اصبحت ادباً يُدرّس في الجامعات ، السُبة الشنيعة والخطيئة المشينة والتي ينجو في الغالب مرتكبيها من العقاب المجتمعي والقانوني والأدبي تحت سمع وبصر الجميع وفي وضح النهار هي ؛ ..أري انه قد نفذ صبرك وأراك قد ولّيت وجهك محجماً عن إكمال القراءة لإسترسالي وتشّدقي مع عدم ذكر ما اصف بعد أكثر من ستة أسطر ولكن اليك الداء وعليك أن تصف الدواء وتشاركني في مصيبتي :
حرب الالسنة هي تلك ما أود ان أتناول .. سّمها ما تريد "قتال الكلمات" ، "أصوات سامه" ، "حروف من نار" ولكن أوقعها قولاً هي لفظة الحبيب "حصائد الألسنة ".
كم مرة شاركت في حفلة علي صديق سخريةً وتقريعاً لوماً او شماتة اتهاماً او غُبناً ؟
كم مرة القيت حوارا في وجه بريء او حتي عدو ف***ته وأسهرت ليله ؟
كم مرة كان لسانك سبباً في تذكير أحدهم بمأساة عاشها او موقف عاقره ؟
كم مرة نغّصت علي امرؤ لا حول له ولا قوة فقط لأنه لا يلّد علي عظمتكم ؟
يا لحظه العاثر الذي رماه تحت مقصلة زعاف سمومك ...!!!!
اصبحنا في معارك يومية ومبارازات دورية ،والسعيد من تربّي بين الأفاعي واكتوي بنار الحروف والعبارات .
دعنا من الاسرة والعائلة والشارع و وسيله المواصلات ومكان العمل ،فالأمر أعّم وأشمل فقد تجد صحيفة كاملة تسّخر صفحاتها لسب افراداً او انظمة او حتي دول ولكن بطريقة منظمة منمّقة وبإسلوب لا يحاسب عليه القانون .
يحضرني تلاسن شاعرين كبيرين مستخدمين أبياتهما في أحط صورة .
اليوم أصبح الإنترنت والفيسبوك ناصية الحارة التي تجلس فيها سيدة النواصي وملسنة أقرانها لتتغذّي علي أجساد غريماتها .
زد علي ذلك عناوين ادبية كما يحلو لي أن أفعل او أفيش فيلم او صور ذات معان ودلالات كل هذه أدوات جعلت جريمة الكلمة واللسان مركبة عنقودية تخترق الحجب وتصيب القلوب والعقول أجناد مُسّخرة لبث الإحباط والكأبة في النفوس بل والشعوب .
حتي مقالي هذا لم يسلم من إشاره هنا او هناك او حمل رسالة لهذا او لذاك عاده مكتسبة من التعاطي اليومي مع ممارسات الالسنة وأمراض المجتمعات والتي لا تجد متنفساً لمكنوناتها ودواخلها غير تلكما الطريقة
أعاذنا الله وإياكم من التنابز بالألقاب والغمز واللمز والقيل والقال والحروب النفسية لأعداء البشرية

آخر تعديل بواسطة إبراهيم أبو ليفة ، 04-04-2018 الساعة 09:11 AM
رد مع اقتباس