الموضوع: نهاية المادية
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 05-07-2009, 08:29 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي توشك أن تداعى عليكم الأمم ...

يناقش العقاد فكرة من كتاب ( داخل أفريقيا ) من تأليف جون جنتر ، يقول الكاتب أن أفريقيا الإستوائية التابعة لفرنسا لا تطالب شعوبها بالإنفصال عن فرنسا خلافاً لشعوب شمال أفريقيا التي رفضت تماماً الإندماج في المجتمع الفرنسي و الذوبان فيه .
ما الفارق بين الشعوب الإستوائية و الشعوب الأفريقية على شواطىء البحر الأبيض المتوسط ؟ الفارق هو الحضارة الإسلامية العريقة التي منحت تلك الشعوب بعض الحصانة أمام السيطرة الأجنبية بأنواعها السياسية و الفكرية .
كل أمة تحضرت بالإسلام احتفظت بكيان قوي لا يسهل هضمه و إدماجه في كيان آخر أجنبي عنه . قوة حفظت الشعوب أثناء الإستعمار و مقاومة قوية يسميها المستعمر جموداً من المسلمين و لكنها محافظة على الكيان القومي أن يقع فريسة و ضحية للإستعمار يتغذى على خيراته و يترك شعوبه محرومة منها .
لكن الإستعمار الذي يصيب عقيدة الأمة و أخلاقها و عاداتها أكثر خطراً من الإستعمار السياسي لأن الأول يصيبها في الصميم و لا يبقي لها بعد ذلك شخصية تذود بها خطراً من الأخطار يهددها في حاضرها أو مستقبلها .
و الأمم الإسلامية أشد تعرضاً لهذا النوع من الإستعمار لأن الدين الإسلامي نظام اجتماعي و آداب معيشة و له مبادىء فكرية تقوم عليها العلاقات بين الأفراد و له وجهة نظر في أصول الحياة .
لهذا كره الإستعمار الأمم الإسلامية كرهاً مضاعفاً لأنه وجد فيها عقبات أمام السيادة الأجنبية و عقبات في وجه العقائد و الآداب التي يفرضها عليها مخالفة للدين ، و حاول أن يلغي مبادئها الفكرية و الخلقية بمبادىء أخرى تناقضها و لا تبقي فيها بقية صالحة لمقاومة أو متشبثة بكيان .
ما أشبه اليوم بالبارحة !




رد مع اقتباس