عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 26-01-2010, 03:30 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

* إعداد الخطة ووضع تحركات الجيش :-
إجتمع قطز مع مجلسه العسكري لبحث أفضل طريقه لحرب التتار وقام قطز بإلقاء البيان الأول الذي يوضح فيه الخطه العسكريه التي يراها ؛ وبمجرد أن ألقى برأيه قام المجلس ولم يقعد فقد أحدث رأي قطز دويا هائلا في المجلس العسكري ؛ فقد كانت خطته أن يخرج بجيشه لمقابلة جيش التتار في فلسطين فاعترض أغلب الأمراء لآنهم أرادوا أن يبقى الجيش في مصر ليدافع عنها ؛ فبدأ قطز يناقش الأمراء ويشرح لهم مزايا خطته فاقتنع الحضور بخطته وبدأوا في تجهيز الجيش وإعداده لعبور سيناء وللقاء التتار في فلسطين ؛ وتبدأ حمله إعلاميه تربويه في غاية الأهميه فلابد أن يجهز الشعب لهذا اللقاء الهام ولا بد أن يعيش الشعب حياة الجد والكفاح ويترك حياة اللهو واللعب ولابد أن يقوم بالحمله الإعلاميه رجال مخلصون ؛ فانطلق الشيخ العز بن عبد السلام ومن معه من العلماء يصعدون منابر المساجد ويلهبون مشاعر الناس بأحاديث الجهاد فاشتعل الحماس في قلوب الشعب ؛ وأصبح شعب مصر مؤهلا تماما ليوم اللقاء ؛ وأستمر الإعداد والتجهيز وجمع المتطوعين وتدريب المجاهدين لمدة خمسة شهور من شهر ربيع الأول سنة 658هـ عندما حاءت الرسالة من هولاكو إلى نهاية شهر رجب من نفس السنة ؛ وفي هذه الثناء في فترة الإعداد ظهرت أيضا مشكلة أخرى أمام قطز وهى أن هناك أجزاء ليست بالقليلة من فلسطين ولبنان وسوريا محتلة من قبل الإمارات الصليبية فكانت هناك إمارات صليبية في عكا وحيفا وصيدا وصور وبيروت والأزقية وأنطاكيا ..... وغيرها وكانت أقوى هذه الإمارات مطلقا إمارة عكا في فلسطين وهذه الإمارة تقع في طريق قطز إذا أراد أن يحارب التتار في فلسطين .
* فماذا يفعل قطز مع الصليبيين في عكا ؟
فقطز رحمه الله يعلم بعدة أمور عن الصليبيين يجب ذكرها وهي :
أولا : فالصلبيين أعداء الأمه كما أن التتار أعداء الأمه بل إن الصليبيين أشد خطرا من التتار لأن حروب التتار حروب همجيه ليست لها جذور أو أهداف أما حروب الصليبيين فهي حروب عقائديه والكراهيه الشديدة في قلوبهم للمسلمين ؛ فقطز يعلم أن الصليبيين أعدائه كما أن التتار أعدائه ولا بد أن يوضع هذا في الحسبان .
ثانيا : تاريخ التعاون الصليبي التتري قديم فالتتار رغبوا في بلاد المسلمين عن طريق الصليبيين وهم الذين ساعدوا خولاكو في إسقاط بغداد وفي إحتلال مدن الشام وما تحالف التتار مع الأرمن والكرج ببعيد ؛ فمن الوارد أن يصل التتار إلى تحالف إستراتيجي خطير مع الإمارات الصليبية في الشام وفلسطين .
ثالثا : مع كون هذا التحالف الصليبي التتري أمر وارد إلا أنه كان يعلم أن الصليبيين في عكا يكرهون التتار تماما كما يكرهون المسلمين بل يخافون منهم لأن التتار وكما هو معروف لا عهد لهم ؛ وهذا بلإضافه إلى الحقد الصليبيي الرهيب على هولاكو لأنه فرض بطريركا أرذو***يا يونانيا على كنائس أنطاكيا الكاثوليكيه الإيطاليه وهذا في سابقه لم تحدث قبل ذلك أبدا ؛ ونصارى عكا كانوا من الكاثوليك المتعصبين .
فكل هذه الخلفيات تجعل الصليبيين في عكا يتوجسون خيفة من التتار ويعاملونهم بحذر شديد .
رابعا : أن الصليبيين في ذلك الوقت في سنة 658 هـ يعانون من ضعف شديد منذ هزيمة المنصورة سنة 648 هـ ومنذ رحيل لويس التاسع ملك فرنسا إلى بلده و*** عدد كبير جدا من الجنود الصليبيين في هذه المعركه وأسر كل الجيش الباقي منذ هذه الأحداث والصليبيون في تدهور مستمر .
خامسا : إمارة عكا إمارة شديدة الحصانه بل هي أحصن مدينه على الإطلاق في كل الشام وفلسطين ؛ إستولى النصارى على عكا في سنة 492 هـ إي منذ 166 سنة ومنذ ذلك التاريخ والقواد المسلمون بما فيهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله – يفشلون دائما في فتحها ؛ ولا شك أن قطز يعلم أن فتح المدينة في ذلك الوقت صعب جدا حتى وإن كانت عكا في أشد حالات ضعفها .
في ضوء هذه المعطيات وجد قطز أن قتال الصليبيين في عكا سيؤثر سلبا على جيشه وفي نفس الوقت فإنه لا يستطيع محاربة التتار في فلسطين دون الإنتهاء من مشكلة الصليبيين في عكا فلو حدث تحالف صليبي تتري فإن هذا سوف يضع الجيش المصري بين فكي كماشه بين الصليبيين من جه والتتار من جهة أخرى ومن ثم وجد قطز أن أفضل الحلول هو الإسراع بعقد معاهدة مع الصليبيين في عكا قبل أن يتحالف معهم التتار ؛ وبالفعل أرسل قطز سفارة سريعه إلى عكا للتباحث في إمكانية إقامة هدنة سلام مؤقته بين المسلمين والصليبيين وجلس الوفد المصري مع الصليبيين يتباحثون في في أمر هذه الهدنه فقبل اصليبيوا عكا هذه الهدنه بل إن بعضهم عرض فكرة التحالف العسكري لقتال التتار لكن هذه الفكرة لم تجد موافقه عند قطز رحمه الله – فقد خاف من خيانة الصليبيين أثناء القتال وبالأخص أن جيش التتار متعاون مع بعض ملوك النصارى وقائد التتار في هذه المنطقة وهو كتبغا نصراني لذلك لم يأمن قطز في عقد تحالف عسكري معهم ولكن فقط هدنه مؤقته ؛ فعاهد قطز الصليبيين على عدم القتال وعلى الهدنه المؤقته لمدة معلومه وعلى أن يمدوا الجيش المسلم بالمؤن والطعام أثناء تواجد الجيش المسلم في أرض فلسطين ووافق الصليبيين على ذلك ؛ وأصبح بذلك الطريق إلى لقاء التتار آمنا وبدأ قطز في وضع اللمسات الأخيرة في جيشه إستعدادا للمعركة ؛ ومع كل هذا الإعداد الهائل الذي قام به قطز من وحدة للصف الداخلى والخارجي وحل للأزمة الإقتصادية وإعداد الجيش إلا أنه كان يوجد هناك بعض المتشككين في أمر قتال التتار وكانوا لا يعتقدون أن قطز سيواجه التتار حقا وكانوا يقولون أن ذلك ما هو إلا فعلا لتهدئة الأمر الداخلى في البلاد وعندما علموا أن الأمر حقا وأن الجيش سوف يتحرك لملاقاة التتار فعلا بدأوا في النكوص على عقبهم وبدأوا في الهروب من الجيش بل ومن مصر كلها فهرب بعضهم إلى الحجاز وبعضهم وصل في عروبه إلى بلاد المغرب ؛ وكان ذلك مكسبا كبيرا للجيش المصر ي إذ أنه قبل خروجه لملاقاة التتار طهر من هؤلاء الخونه والمنافقين وأصبح كل الذين خرجوا مع الجيش يعلمون أنهم سيلاقون التتار أعتى قوة على وجه الأرض في ذلك الزمان ؛ وبدأ تجمع الجيش المري في معسكر الإنطلاق في منطقة الصالحيه بمحافظة الشرقية فتجمعت الفرق المصرية من معسكرات التدريب في القاهرة والمدن الكبرى ثم أعطى قطز الجيش إشارة البدأ بلإتجاه إلى فلسطين .
رد مع اقتباس