عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 26-01-2010, 03:29 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,559
معدل تقييم المستوى: 21
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

*خطوات الإعداد لصد التتار :-
* الخطوة الأولى التي حرص عليها قطز هي إستقرار الوضع الداخلي في مصر ؛ والإستقرار لن يأتي إلا بقطع أطماع الحاقدين في كرسي الحكم الذي يجلس عليه .
فقام قطز بجمع الأمراء وكبار القادة وكبار العلماء وأصحاب الرأي في مصر كل هؤلاء من المحركين الفعليين لطوائف الشعب المختلفة وقال لهم في وضوح : " إني ما قصدت من ذلك إلا أن نجتمع على قتال التتر ولا يتأتى ذلك بغير ملك ؛ فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو فالأمر لكم أقيموا في السلطه من شئتم " .
فلما سمع الرجال الذين جمعهم قطز هذا الكلام هدءوا جميعا ورضوا بذلك .
وبالرغم من حلمه وتواضعه مع القاده والعلماء إلا أنه لم يتخلى عن حزمه في الإدارة فقام بعزل الوزير " ابن بنت الأعز " المعروف بولاءه الشديد لشجرة الدر وولى بدلا منه وزيرا آخر كان يدين له بالولاء وهو " زين الدين يعقوب بن عبد الرفيع " وفي ذات الوقت أقر قائد الجيش في مكانه وهو " فارس الدين أقطاي الصغير " الصالحي وهو غير فارس الدين أقطاي الذي *** سالفا أيام المعز عز الدين أيبك ؛ وهذا القائد كان من المماليك البحرية الصالحية ومع ذلك ولاه قطز وهو قائد المماليك المعزية لأن قطز وجد فيه كفائه عسكريه وقدرة قياديه وأمانه وصدق وهي مؤهلات ضروريه لأي إمارة؛ وبذلك نجد أن قطز قد حفظ الأمانه ووسد الأمر لأهله دون فقرق بين مماليك بحريه أو معزيه ؛ كما أن ذلك يعتبر ذكاءا سياسيا من قطز لأنه بتوليه هذا الرجل من المماليك البحرية الصالحيه قيادة الجيش يستميل قلوب المماليك البحرية الذين فروا في أنحاء الشام وتركيا وهذا بلا شك سيؤدي إلى إستقرار الأوضاع في مصر كما أنه سيستفيد من الخبرات العسكريه الفذه للمماليك البحريه .
وعلم قطز رحمه الله- أن الناس إن لم يشغلوا بالجهاد شغلوا بأنفسهم ولذلك فبمجرد أن إعتلى عرش مصر أمر وزيره زين الدين وكذلك قائد الجيش أن يجهزا الجيش ويعدوا العده وينظموا الصفوف فانشغل كل الناس بهذه الغايه النبيله وهي الجهاد في سبيل الله
وبذلك إستقر الوضع الداخلي في مصر وهدأت الأحوال والتف الناس حول أمر الجهاد وهذه النقطة أو الخطوة مهمة جدا ومحورية في الأعداد للمعركه .
* الخطوة الثانية لقطز في إعداده لحرب التتار وكانت خطوة في منتهى الروعه والحكمه فقد قام بإصدر قرارا بالعفو العام والحقيقي عن كل المماليك البحريه وبدعوة من فر منهم بالعودة إلى مصر وبمجرد أن أعلن قطز هذا القرار جائت المماليك البحرية من كل مكان تتوافد على مصر فجاءوا من بلاد السلاجقة ومن الكرك وجاءوا من دمشق ومن حلب ومن غيرها وهكذا صار المماليك من جديد قوة واحده واستقبلهم قطز إستقبالا لائقا وكان القائد " ركن الدين بيبرس " زعيم المماليك البحريه قد فر مع من فروا إلى الشام وذهب الى الناصر يوسف حاكم دمشق وحلب وأنكر عليه بيبرس خضوعه وذله للتتار وعندما قدم التتار إلى دمشق فقر الناصر يوسف ومن معه إلى الجنوب وأضطر بيبرس أن يهرب هو الآخر إلى الجنوب بعد أن وجد نفسه منفردا وكانت نفسه تطوق إلى ملاقاة التتار وعندما وصل جيش الناصر يوسف إلى فلسطين ترك الناصر يوسف الجيش وهرب إلى الكرك ثم إلى الصحراء ووجد بيبرس نفسه وحيدا في غزة لم يعرف ماذا يفعل وحو وحيدا شريدا فحائه خطاب قطز يعرض عليه العوده إلى مصر معززا مكرما مرفوع الرأس محفوظ المكانه مقدما على غيره وعندما عاد بيبرس بالفعل إلى مصر عظم قطز من شأنه وأنزله دار الوزاره وعرف له قدره وقيمته فعامله كوزير بل وأقطعه قليوب وما حولها من القرى وعامله كأمير من الأمراء المقدمين بل وسيجعله بعد ذلك على مقدمة الجيوش الإسلاميه في عين جالوت ؛ وبذلك وبهذا القرار إنضمت قوة المماليك البحرية وعلى رأسها ركن الدين بيبرس إلى قوة الجيش المصري ولا شك أن هذا رفع جدا من معنويات المصريين بصفة عامة .
* الخطوة الثالثة بعد الإستقرار الداخلي في مصر حرص قطز على الإستقرار الخارجي مع جيران مصر من المسلمين فالعلاقات كما قلنا كانت متوترة مع الإمارات الشاميه الأيوبيه وفكروا أكثر من مرة في غزو مصر ونقضوا الحلف الذي كان بين مصر والشام أيام نجم الدين أيوب رحمه الله – وأستقطبوا المماليك البحرية عندهم عندما فروا من مصر وهم يتربصون بمصر الدوائر بل إن الناصر يوسف الأيوبي كان قد طلب من التتار بعد سقوط بغداد أن يساعدوه في غزو مصر مع كل ذلك إلا أن قطز سعى إلى إذابة الخلافات التي بينه بين أمراء الشام فكان يسعى بصدق من أجل الوحده بين مصر والشام أو على الأقل تحييد أمراء الشام ؛ فوجد أن رأس هؤلاء الأمراء والمقدم عليهم هو الناصر يوسف الأيوبي وكان قطز يعلم تمام العلم كراهية الناصر يوسف له ويعلم أنه طلب من التتار أن يساعدوه في حرب مصر ومع كل هذا فقد أرسل له قطز رساله تفيض رقة وعزوبه وكأنه يخاطب أقرب المقربين إليه وكانت هذه الرساله قبل قدوم التتار إلى حلب ؛ وكان المظفر قطز يعلم أن أعظم أهداف الناصر يوسف أن يبقى في كرسي الحكم لذلك أرسل إليه قطز رساله عجيبه تماما فقد أرسل إليه يعرض عليه الوحده بين مصر والشام على أن يكون الناصر يوسف الأيوبي هو ملك مصر والشام وعرض عليه أن يمده بالمساعده لحرب التتار وقال له أيضا في رسالته : وإن إخترتني مساعدا لك خدمتك وإن أخترت قدمت ومن معي من العسكر نجدة لك على القادم عليك وإن كنت لا تأمن حضوري سيرت لك العساكر صحبة من تختاره .
لكن الناصر يوسف لم يستجب لهذه النداءات النبيله من قطز آثر التفرق على الوحده ؛ ومرت الأيام وسقطت حلب وهددت دمشق وفر الناصر بجيشه إلى فلسطين وعند فلسطين خرج جيش الناصر عن طوعه وفضلوا الإنضمام إلى جيش مصر بقيادة المخلص المظفر قطز رحمه الله- فوجد الناصر نفسه وحيدا فاضطر بالفرار إلى الكرك ثم إلى الصحراء ؛ وإزاد قطز قوة بإنضمام جيش الناصر الشامي إليه .
ولم يكتف قطز بهذه الجهود الدبلوماسيه مع الناصر وإنما راسل بقية أمراء الشام فاستجاب له الأمير المنصور صاحب حماه فجاء إلى مصر بفرقة من جيشه لينضم إلى جيش مصر الذي سيقاتل التتار ؛ وأرسل قطز أضا رساله إلى المغيث عمر صاحب الكرك وهو الذي فكر في غزو مصر مرتين وهزم على يد قطز ومع ذلك فإن قطز يتناسى ذلك ويحاول من جديد أن يضم قوة المغيث عمر للمسلمين ولكنه آثر أن يضل على الحياد مراقبا للأحداث لكي ينضم بعد ذلك إلى المعسكر الفائز ؛ ورفض الأشرف الأيوبي صاحب حمص الإستجابه لما دعاه إليه قطز وفضل التعاون مع التتار وكذلك فعل الملك السعيد حسن بن عبدالعزيز صاحب بنياس وأنضم أيضا إلى التتار بجيشه .
إذا فهذا كان الوضع السياسي والعسكري في مصر في أوائل سنة 658 هـ ؛ وفي ذلك الوقت سقطت حلب ودمشق وكل فلسطين حتى غزة وأصبح التتار قريبين جدا من مصر.
رد مع اقتباس