عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 04-05-2016, 01:51 PM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي


(27) بيبي الثاني

تولّى العرش وهو في السادسة من عمره! وكانت والدته أشبه بوصية على العرش في أثناء السنوات الأولى من حكمه، ومن المرجح أن قوة الأمير جعو "خال الملك" وعِظَم مركزه هما السبب في رعاية مصالحه كملك طفل ومصالح أمه الملكة الوالدة، وقد عاش هذا (بيبي الثاني) إلى أن بلغ من العمر أرذله، فيكاد يجمع المؤرخون على أنه ظل يحكم نحو أربعة وتسعين عامًا!

وأهم ما حدث في عهده: توالي الرحلات التي كان يقوم بها أُمراء الإقليم الجنوبي إلى النوبة ووصلوا فيها إلى مناطق لم يسبق للمصريين أن وصلوها من قبل، ورغم النجاح الباهر الذي صادفوه في أول الأمر؛ فإن بعض الرّحالة قد لقوا حتفهم في تلك البلاد فيما بعد؛ مما يدل على أن هيبة مصر في أواخر عهد هذا الملك تعرّضت إلى الاستهانة بها؛ لأن ما أصاب البلاد من ضعف كان النوبيون يشعرون به دون شكّ؛ فبعض النصوص المتأخرة من عهده تشير إلى ذلك؛ إذْ يُفهم منها أن النوبيين بدئوا يظهرون روح العداء نحو مصر، ولذا أخذ قواد القوافل يستميلونهم بالهدايا.

وربما كان وصول (
بيبي الثاني) إلى سن الشيخوخة واستمراره مدة طويلة كحاكم ضعيف واهن؛ مما أدى إلى ضعف سلطان الملك وانهيار الإدارة المركزية، ولم يقدر لمصر أن يجلس على عرشها ملك قوي إلا بعد نحو مائتي عام حينما تأسست الدولة الوسطى؛ إذْ لم يتبع هذا الملك في الحكم من ملوك الأسرة السادسة إلا (مري-إن-رعالثاني) الذي لم يحكم إلا سنة واحدة ثم تبعته على العرش (نيت-إقرت) التي ذكرها مانيثون باسم "نيتوكريس" ولم تبقَ هي الأخرى إلا نحو عامين ثم اندلعت نيران الثورة في البلاد، وانتهت بذلك الدولة القديمة.

ولم يكن النوبيون وحدهم هم الذين يشعرون بما ينتاب مصر من ضعف؛ بل إن بعض العناصر الآسيوية المجاورة كانت هي الأخرى تشعر بالحالة الداخلية في مصر، ومن المرجّح أنها كانت ترقبها دائمًا وتتحين الفرص للإغارة على الدلتا أو على الأقل تحاول الهبوط إلى أراضي الوادي الغنية للاستقرار فيها.

__________________
رد مع اقتباس