عرض مشاركة واحدة
  #137  
قديم 14-10-2013, 04:02 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً

رئيس مجلس الادارة ( سابقا )

 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 8,414
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي

مذكرات "مشير النصر" تلقيت صباح الخميس 4 أكتوبر، اتصالاً هاتفياً من الرئيس السادات، أخبرنى فيه باجتماعه مع السفير السوفيتى لدينا، فى منزله بالجيزة، وأن السفير نقل له طلب الكرملين السماح بهبوط أربع طائرات نقل سوفيتية فى مطار القاهرة صباح الجمعة 5 أكتوبر لنقل الخبراء والمدنيين السوفيت من العاملين فى المصانع والقطاع المدنى، والعودة بهم لبلادهم، وقال لى الرئيس إنه وافق على ذلك، وعلم من السفير أن سبب تلك الخطوة المفاجئة خشية موسكو من اندلاع حرب باتت وشيكة، وخشيت أن يثير سفر تلك الأعداد ريبة المترددين على المطار، وأن يثير الشكوك حول أسباب سفرهم، فاقترحت على الرئيس هبوط الطائرات فى أحد المطارات العسكرية، فوافقنى الرأى.
رجال الجهاز السيادى «تكفلوا» بخطة تدمير محطة المحولات الكهربية بوادى العريش لتعطيل ثلاجات حفظ أطعمة العدو وتكييف غرفة عملياته.. صباح 4 أكتوبر
كان الإعداد للمعركة ولساعة الحسم يجرى على قدم وساق.
وانتقل الرئيس السادات يومها إلى قصر الطاهرة، حيث كان قد تم إعداده من قبل القوات المسلحة بكافة تقنيات الاتصال، ليتمكن الرئيس من متابعة الموقف أثناء الحرب فى حال تعرض شبكة الاتصالات لأية مشكلة قد تنجم عن الأعمال العسكرية.

فى ذات الوقت، الذى كنت أحمل هم رحيل أكثر من ثمانمائة سوفيتى، خوفاً من أن يلفت هذا نظر قادة إسرائيل ويدفعهم للبحث وراء أسبابه؛ ولذا قلت للسفير السوفيتى حينما جاء للاتفاق على إجراءات رحيل مواطنيه؛ إن من حقه أن يفعل ما يشاء، ولكننى أرى الوقت غير مناسب للقيام بتلك الخطوة، فلم يجب سوى بالقول إن تلك إرادة القيادة فى موسكو، وكان له ما أراد يوم الجمعة الخامس من أكتوبر.
كانت الأوامر قد صدرت بتدمير محطة المحولات الكهربائية الإسرائيلية الواقعة خلف جسر وادى العريش، وذلك لمنع إمداد معسكرات العدو فى سيناء وثلاجات حفظ طعامه الضخمة وأجهزة التكييف فى غرفة العمليات، بالطاقة الكهربائية إلى جانب تدمير مركز التنصت الذى أقامته إسرائيل فى تلك المنطقة.. وكان السؤال المُلح كيف نفعل هذا؟ ولكن رجال المخابرات المصرية كانوا قد حددوا الوسيلة، وموعد التنفيذ الذى بدأ صباح الخميس 4 أكتوبر، ولذلك قصة لا بد من روايتها، حيث تعبر عن معدن المصرى الأصيل واستعداده لبذل الغالى والرخيص من أجل وطنه.
رد مع اقتباس