عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27-12-2010, 02:37 PM
الصورة الرمزية menna55555
menna55555 menna55555 غير متواجد حالياً
عضو مبتدئ
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 77
معدل تقييم المستوى: 16
menna55555 is on a distinguished road
افتراضي فن المسرحية نشأته وألوانه ومراحل تطوره

بسم الله الرحمن الرحيم

فن المسرحية
نشأته وألوانه ومراحل تطوره

التعريف بفن المسرحية:

فن المسرحية هو أحد الفنون الأدبية التي أبدعها الإنسان.وتشترك المسرحية مع القصة في اشتمالها علي الحادثة,والشخصية,والفكرة,والتعبير.ولكنها تتميز عنها تميزا واضحا في استخدام أسلوب الحوار بصفة أساسية. فالقصة قد تستخدم هذا الأسلوب أحيانا بجانب استخدامها الأسلوب السردي والأسلوب التصويري في حين ان المسرحية لا تستخدم سوي ذلك الأسلوب, فالحوار فيها هو أداة التصوير والتحريك الأحداث,وما يتبع ذلك من العواطف والأفكار.
واذا كان الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية, فإن مظهرها المعنوي يتمثل في الصراع أو الدراما التي تعني الصراع الداخلي. وهو لا يقل في أهميته بالنسبه لفن المسرحية عن الحوار .
وتتمثل الصورة العامة للصراع فيما يدور في الحياة البشرية من صراع بين الخير والشر فلا تكاد تفرغ الحياة كل يوم من صورة هذا الصراع في أشكاله المختلفة؛من صراع بين أشخاص وآخرين حول المبادئ والقيم والتقاليد المختلفة؛من صراع بين الشخص ونفسه حول فكرة أو نزعة .وهذا ما يجعل المسرحية تتصل اتصالا مباشرا بمشكلات الحياة التي تقع بين الناس,وترتبط بها ارتباطا وثيقا.
وهذان العنصران من الحوار والصراع ,اللذان يميزان فن المسرحية.لابد من ارتباطهما في العمل المسرحي ,فلا يكتفي ان يأخذ الحوار صورتة سؤال وجواب بين شخص وأخر,وإنما يجب أن ينقلنا الحوار إلى الحياة,وما يدور فيها من صراع .بحيث يجعلنا نتمثل أشخاصا في أزماتهم وصراعهم,كما نتمثل الأفكار التي تحتويها مشكلات هذا الصراع وقضاياه ولا يكفي في المسرحية أن يوجد أشخاص يحدث بعضهم إلي بعض ,فهذا وحده يدعو الي الملل,فلابد إذن من الحركة التي يمثلها هؤلاء الأشخاص علي خشبة المسرح, وما يصحب ذلك من عاطفة توجههم,فتحكم حركتهم, كما تتمثل في أحاديثهم. وهذا يعني أن المسرحية لا يكتمل وضعها الفني الحقيقي إلا بتمثيلها علي المسرح,ومشاهدة المتفرج لها.مع أن هذا هو الغالب المفهوم,إلا أن هناك نوعان من المسرحية ينزع فلسفية تاملية,تجعل من الصعب فهم المسرحية ممثلة, ويكون من الأفضل قراءتها دون مشاهدتها علي المسرح.
نشأته:

ظهر هذا الفن عند اليونان القدماء في كنف الدين الوثني القديم,من خلال الأساطير التي حاكوها حول الألهة ,والأحتفالات والأعياد التي كانوا يقيمونها,بالغناء والإنشاد والرقص. وتطور ذلك إلي ظهور المسرحية الشعرية,واتسعت أفاقها لتجسيد الأساطير وما يجري بين الألهة من صراع ,او ما يجري بينهم وبين البشر وقد أبتت الأبحاث والدراسات أن المسرح قد نشأ عند المصريين القدماء قبل نشأته عند اليونان في كنف الدين أيضا. ولكنه نشأ عنداليونان في الهواء الطلق ويشاهده الجميع من أبناء الشعب, ولهذا لم يستطيع المسرح المصري أن يتحرر من الدين, وان يتطور نحو الحياة ليصبح فنا دنيويا كما حدث عند اليونان.ومات فن المسرح عندنا في مصر بانقراض الديانة الفرعونية,ولم يعد إلينا إلا بعد أن أخذناه من اوربا.
وكان بدء اتصال العالم العربي بهذا الفن بفضل التاجر اللبناني(مارون النقاش) سنة 1748. بعد مشاهدته في أيطاليا, فلف بالعربية ثلاث مسرحيات شعرية. ثم انتشر هذا الفن من لبنان الي سورية, ثم انتقل الي مصر حيث كان(يعقوب صنوع) قد عرفها به سنة 1870. وظلت هذه الفرق المسرحية الشامية تقدم عروضها المسرحية إلي أن تكون أول فرقة مسرحية مصرية سنة1905 علي يد الشيخ سلامة حجازي ,واستمرت الحركة المسرحية في نمو مطرد بجهود مجموعة من رواد المسرح مثل: عبد الله عكاشه، جورج أبيض ,وعزيز عيد ,وزكي طليمات,يوسف وهبي وقد ساعد علي نمو الحركة المسرحية ,وازدهار الفن المسرحي, النعثات التي أرسلت إلي أوربا,لتلقي أصول هذا الفن , واكتساب المهاراة في الأداء والإخراج , وغير ذلك من مقومات العمل المسرحي. كذلك ترجمات أجنبية كثيرة من الإنجليزية والفرنسية إلي العربية,وقدمت عروضها علي المسرح المصري,إلي جانب ما لف بالعربية:فكان ذلك كله مؤديا الي ازدهار الفن المسرحي في مصر
ألوانه ومراحل تطوره:

عرف الأدب المسرحي منذ ظهوره عند اليونان القدماء نوعين مختلفين من المسرحية هما: التراجيديا اي المأساة ,والكومديا اي الملهاة
وكانت المأساة(التراجيديا) تقوم عندهم علي تناول الشخصيات العظيمة,التي بدأت بالألهة, ثم بأطال البشر. وفي عصر النهضة في أوربا صار الإنسان هو البطل ,ولكنه الإنسان المميز كشخصيات الملوك والأمراء. ثم تطورت فكرة البطولة , فصارت مرتكزة علي الشخصيات الرئيسية في المسرحية, وتتناول الموضوعات ذات الأهمية البالغة في الحياة الاجتماعية, كما تميزت نهاياتها عادة بالمأساوية,متمثل في هزيمة البطل أو موته.
وتتحقق المأساة بمعناها الصحيح عند قدماء اليونان , وفي العصر الكلاسيكي بأوربا الذي انتهي بانتهاء القرن السابع عشر الميلادي
وبعد هذا العصر انتهي المأساة بمضمون وصورته الفنية المحددة. وبعض الانقاد يؤكد ان هذا النوع لم يعد وجوده ممكنا في العصر الحديث,لانه يتطلب ايمانا بالإنسان وبالقيم والمبادئ والمثل,التي هدم اكثرها مع تطور وجوه الحياة في العصر الحديث.
ومع الاتجاه الواقعي الذي ساد في الأدب الحديث,حاول كتاب المسرح ملء الفراغ الذي تركه اختفاء المأساة (الترجيديا) بابتكار نوع مشابه لها يسمي بالدراما الحديثة ,التي تقوم علي الموضوعات الجادة والخطيرة,وتستمدها كما تستمد شخصيتها مع حياة المجتمع ,ومن حياة الطبقات العادية,لا من حياه الألهة والملوك والأبطال والنبلاء,كما كانت فعل التراجيديا.
اما الملهاة(الكوميديا)فقد تميزت منذ بدايتها الأولي بتناول شخصيات غير المهمة,بشئون الحياة العامة .وقد ظلت حية مستمرة كفن مسرحي كبير,ان تطور مضمونها وصورتها الفنية عبر العصور.ولذلك انقسمت الي عدة أنواع:منها ما يسمي بالفارس وهي كلمة فرنسية معناها ( حوش الخطر),ويقصد بهذا النوع المسرحية الهزلية التي تستهدف الضحك دون ان يكون لها هدف اجتماعي او اخلاقي, ولذلك تعتمد علي الحركة البهلوانية والنكتة اللفظية الصاخبة. وقد انتشر هذا النوع في مسارحنا في بعض الفترات وخاصة في الفترة الأخيرة.وهناك نوع أخر يسمي بالفودفيل ,وهو المسرحية الفكاهيه الخفيفة السطحية الهدف, وقد انتشر هذا النوع في فترة معينة في مسارحنا عند الريحاني والكسار.
اما فن الملهاة (الكوميديا)ذو الهدف النقدي الإجتماعي أ الاخلاقي او السياسي, فقد بقي مزدهرا علي مر العصور بفضل الكتاب المسرحيين بالعظام وتتركز اهميته في انقاد العادات والاتجاهات السلوكية المعينة في المجتمع أو في نظم الحكم ,ومحاولة تقويمها بالضحك الذي يعتبر جزاء اجتماعيا صارما يخشاه البشر وقد وجد هذا النوع في بعض المسرحيات الحديثة عندنا.
وقد نشأ نوع جديد يعتبر مزيجا من المأساة والملهاة ,يسمي الملهاة الباكية,وهو نوع يتضمن عناصر موضوعية جادة, تتخللها عناصر كوميدية تتعارض مع النغمة الحزينة للمأساة, للتخفيف من وقعها حتي لا تضجر المتفرج .وينتهي عاده بنهاية سعيدة. ويوجدهذا النوع أيضا في مسرحنا الحديث,وإن كان قليلا.
هذه هي الأنواع لفن المسرحية ,الذي أصبح يشكل نوعا أدبيا متميزا في أدبنا العربي الحديث.
وجدير بالذكر إن فن المسرحية قد بدأ فنا شعريا عند اليونان القدماء ,وذلك لأنهم كانوا يجدون في الشعر الذي يصاغ فيه الحوار متعة جمالية وغنائية,لا تقل أهميتها عن متعة انفعالية بأحداث المسرحية وتطورها.ولعل هذا هو ما جعل المسرحيات الأوربية بلغة الشعر في حوارها. ثم بدأ الأدباء يتحولون إلي كتابة المسرحيات نثرا ,وأتخذت المسرحيات الشعرية تختفي تدريجيا ليصبح النثر هو الغالب في فن المسرحية.
وقد ظهرت عندنا المسرحيات الشعرية التي تصور مأساة تاريخية كمسرحيات شوقي وعزيز أباظه وغيرها,كما كتبت مسرحيات كثيرة نثرا. ويعد توفيق الحكيم رأس كتاب المسرح النثري في ادبنا العربي,وان ظهر الي جانبه كتاب الكثيرون اثرو بكتاباتهم مجالات الفن المسرحي المختلفة.

تدريبات

س1:ما العناصر التي تشترك فيها المسرحية مع القصة؟وبم تتميز المسرحية عنها؟

س2:اذا كان الحوار هو المظهر الحسي للمسرحية ففي اي جانب يتمثل المظهر المعنوي لها؟وضح ذلك

س3:عرض لمؤلف عدة عناصر بارزة وضرورية للمسرحية:حلل هذه العناصر من حيث الحوار, والحياة,والحركة, والعاطفة, بين اثر هذه العناصر متكاملة مع بعضها في اثناء المسرحية في شكلها المناسب.
س4:يري البعض ان فن المسرحية نشأ عند اليونان القدماء,ويري البعض الاخر ,ان هذا الفن نشا عند القدماء المصريين قبل اليونان... حلل هذين الرأيين مبينا أدلة كل رأي وإلي أي رأيين تميل وترجع صحته . ولماذا ؟

س5:متي نشأ فن المسرحية في العالم العربي؟تتبع هذا التطورالتاريخي,مبينا أهم الأشخاص الذين برزوا في هذا المجال,وكان لهم دور في النهضة والتقدم.

س6:ما أنواع الأدب المسرحي التي ظهرت عند اليونان ؟اشرح هذه الأنواع.

س7:اختفت المأساة(التراجيديا)...ما الاتجاه الذي ساد بعدها؟اشرح هذا التعبير في ضوء ما درسته.

س8:التراجيديا_الدراما الحديثة_الكوميديا_الفارس_الفودفيل اشرح كل لون من الألوان السابقة

س9:اكتب ما تعرفه عن الملهاة الباكية.

س10:أيهما اسبق فن المسرحية الشعرية ام فن المسرحية النثرية؟

س11:اكتب مسرحية تعالج مشكلة اجتماعية من مشكلات العصر,شعرا أو نثرا مستعينا في ذلك بالمكتبة المدرسية,وبعلم مدرس اللغة العربية. أو:انقد مسرحية قرأتها.

عمل فصل 2/4
بمدرسة الثانوية الميكانيكية بدمنهور
تحت إشراف الأستاذ راجي عفو الرحمن
خالد الأبيض
مدير المدرسة أ / قطب
رد مع اقتباس