عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 23-07-2010, 03:44 PM
الصورة الرمزية عبد الله الرفاعي
عبد الله الرفاعي عبد الله الرفاعي غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية وعضو مميز2013
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 3,430
معدل تقييم المستوى: 18
عبد الله الرفاعي is on a distinguished road
Icon3 الطريق الى ايلات



وسنبدأ الأن

بالتعرف على

ضابط بحري|عمرو البتانوني



"البتانوني إلى جوار الأوسمة التي حصل عليها"







الاسم: عمرو إبراهيم البتانوني

تاريخ الميلاد: 25 فبراير 1943

الحالة الاجتماعية: متزوج ولي من الأبناء ولد وبنت
العمل الحالي: صاحب ومدير مزارع البتانوني بالنوبارية وشركة ستاليون للتجارة، ونائب رئيس نادي سبورتنج بالأسكندرية

العمل السابق: ضابط بحري بلواء الوحدات الخاصة للقوات البحرية (الضفادع البشرية)





ويروي لنا بعض ملامح حياته



ولدت بالقاهرة وعشت بها لمدة عامين قبل أن انتقل مع عائلتي إلى الاسكندرية، كنت مهتما بالرياضة منذ صغري ومارستها أثناء الدراسة، بداية من كرة السلة حيث قمت بتمثيل نادي سبورتنج حتى دوري الدرجة الأولى ثم انتقلت إلى كرة اليد ومثلت النادي أيضا، ثم منتخب الاسكندرية.



التحقت بكلية سان مارك وتخرجت فيها عام 1962 ثم التحقت بالكلية البحرية وتخرجت فيها عام 1966، ومثلت القوات البحرية في كرة اليد حتى نكسة 1967.



بعد تخرجي في الكلية البحرية بدأنا جولات بحرية على السفن تدور حول العالم إلى أن تعرضت مصر للنكسة عام 1967 التي كانت صدمة قوية جدا وغير متوقعة للمصريين عامة وللقوات المسلحة بشكل خاص.







كيف التحقت بلواء العمليات الخاصة؟

بعد النكسة شعر الناس بأن مصر تعرضت لمحنة كبيرة وان احدا لن يتمكن من اخراج البلد مما هي فيه غير أبنائها.. فتم الإعلان عن فتح باب التطوع للقوات الخاصة التي كانت ستبدأ المشوار بعمليات خلف خطوط العدو,



في القوات البحرية كان هناك لواء للقوات الخاصة فاشتركت به وحصلت على فرق صاعقة ومظلات وضفادع بشرية وكان التدريب شاق وفي ظروف مرهقة إلى أقصى الحدود، فعمل القوات الخاصة أصلا صعب ويحتاج للصبر وقوة التحمل لتدريب المقاتل على القيام بعمليات شديدة الصعوبة.



طبعا لم يتم قبول كل من تقدموا للإلتحاق بالقوات الخاصة لأن فرد القوات الخاصة يجب ان يتميز بعدة صفات منها الشجاعة والرغبة في تقديم شئ للوطن فضلا عن قوة الأعصاب وهو شئ في خلق الإنسان ولا يمكن اكتسابه.






والأن مع قصة العملية...





كيف ولدت الرغبة في مهاجمة ميناء إيلات وغيره من الأهداف في عمق العدو الإسرائيلي؟

في أعقاب النكسة بدأت القوات المسلحة كلها في إعادة بناء نفسها بالإعداد والتدريب والتسليح والتنظيم .. الخ، وكل هذا كان ممكنا لكن الشئ الأصعب كان هو إعادة الروح المفقودة لفرد القوات المسلحة بعد النكسة وما كسرته في داخل صفوف المقاتلين.. لكن على أي حال فقد بدأ الفريق محمد فوزي بعدما تولى المسئولية في دعم كل هذا عدا الروح المعنوية التي كان رفعها صعبا للغاية لأنها شئ نفسي لن يعود بالتدريب .. من هنا كان اللجوء للقوات الخاصة لتنفيذ عمليات ناجحة خلف خطوط العدو تعيد الروح المعنوية ليس للقوات المسلحة فقط ولكن للمصريين جميعا.



وعلى نطاق القوات البحرية فقد كان لواء الوحدات الخاصة هو الذراع الطويلة للقوات المصرية فنفذنا هجمات ناجحة عدة، كان وقتها قائد القوات البحرية هو اللواء محمود فهمي عبد الرحمن رحمه الله وكان مقاتل بطل مصمم على النصر أو الشهادة وكان هو أول من اقتنع بضرورة تحريك لواء القوات الخاصة وب***.









لماذا إيلات؟




"ايلات"




"ايلات"





كل هدف كان له سبب فحينما قررنا دخول ميناء إيلات كان لأن الولايات المتحدة الأمريكية أمدت اسرائيل بناء على طلبها في أوائل عام 68 بناقلتين بحريتين إحداهما تحمل 7 مدرعات برمائية واسمها "بيت شيفع" وأخرى ناقلة جنود واسمها "بات يم" ، واستغلت إسرائيل تفوقها الجوي الكاسح وشنت نحو 3 أو 4 عمليات قوية بواسطة الناقلتين على السواحل الشرقية لمصر منها ضرب منطقة الزعفرانة حيث ظل جنود الكوماندوز الإسرائيليين في المنطقة 15 ساعة كاملة، فكان الغطاء الجوي الإسرائيلي يوفر للناقلتين حرية الحركة فتقوم البرمائيات بالنزول على الشواطئ المصرية ويقوم الكوماندوز بالدخول لأي منطقة عسكرية وأسر رهائن ونهب المعدات.
















فقررتم القضاء على الناقلتين..

نعم .. فقد قررت القيادة العامة للقوات المسلحة القيام بعملية بهدف التخلص من الناقلتين بأي وسيلة، واستقر الأمر على القوات الجوية والقوات البحرية لكن عند دراسة قيام القوات الجوية بشن هجوم على الناقلتين في العمق الإسرائيلي كانت احتمالات الخسائر كبيرة جدا، لذا وافق الرئيس عبدالناصر على اقتراح قائد القوات البحرية بتنفيذ أول عملية للضفادع البشرية المصرية في العمق الإسرائيلي.




وكيف بدأ الاستعداد ؟
عن طريق الاستطلاع تم التحقق من أن الناقلتين تخرجان دائما من ميناء إيلات إلى شرم الشيخ فخليج نعمة ومنه إلى السواحل الشرقية المصرية فتم تشكيل ثلاث مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من فردين (ضابط وصف ضابط) وسافروا إلى ميناء العقبة الأردني القريب من إيلات كما تم تحضير مجموعتين -كنت أحد أفرادها- في الغردقة، وكانت الخطة الأولى تقضي بأن تهاجم مجموعتا الغردقة الناقلتين إذا غادرتا مبكرا وقامتا بالمبيت في خليج نعمة عن طريق الخروج بلنش طوربيد ثم بعوامة ونقترب من الناقلتين ونقوم بتفجيرهما، أما الخطة الثانية فكانت ستنفذ إذا قامتا بالمبيت في إيلات فيكون التنفيذ من جانب المجموعات الثلاث الموجودة في العقبة .. ما حدث أنهما قامتا بالمبيت في إيلات فعلا فألغيت مهمة الغردقة وقامت مجموعات العقبة في 16 نوفمبر عام 1969 بالخروج بعوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء لكنهم لم يتمكنوا من دخول الميناء الحربي فقاموا بتلغيم سفينتين إسرائيليتين هما (هيدروما ودهاليا) وكانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي في ميناء إيلات التجاري، وهذه هي العملية التي استشهد فيها الرقيب فوزي البرقوقي وقام زميل مجموعته بسحب جثمانه حتى الشاطئ حتى لا تستغل إسرائيل الموضوع إعلاميا.



كيف كان وقع العملية برغم انها لم تحقق أهدافها المرجوة؟
كانت العملية جيدة جدا وأدت لضجة كبيرة داخل وخارج إسرائيل ورفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة وفي الوقت ذاته أدركت إسرائيل أننا تمكنا من الوصول إلى إيلات وأننا نريد "بيت شيفع" و"بات يم" فأصدروا تعليمات للناقلتين بعدم المبيت في ميناء إيلات بحيث تقوم بالتجول في البحر بداية من آخر ضوء وحتى أول ضوء لأن قوات الضفادع البشرية لا يمكنها العمل نهارا.


وهل توقفت الناقلتين عن مهاجمة السواحل المصرية؟
لا.. على العكس، فقد قامتا تحت الغطاء الجوي بالهجوم على جزيرة شدوان وهي جزيرة صخرية مصرية تقع في البحر الأحمر وأسروا عددا من الرهائن واستولوا على كميات كبيرة من الذخائر، ونقلوها بواسطة "بيت شيفع" واثناء تفريغ الذخيرة انفجر بعضها مما أدى لم*** نحو 60 اسرائيليا وتعطل باب الناقلة الذي كان يعمل بطريقة هايدروليكية..




وكيف استغلت مصر هذا الحادث؟

تم نقل هذة المعلومات للقيادة المصرية عن طريق نقطة المراقبة الموجودة في العقبة وقدرت إسرائيل أننا سنستغل فترة وجود الناقلتين بالهجوم عليهما فقاموا بعمل تجهيزات كثيرة جدا لإعائقة أي هجوم محتمل فتم إغلاق الميناء بالشباك وتم تحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية وخرجت طائرات الهليكوبتر لإطلاق قنابل مضيئة للرؤية وتم وضع كشافات قوية جدا حول الناقلتين بحيث يتم اكتشاف اي حركة تحت العمق وعلى مسافة 100 متر فضلا عن زيادة الحراسة على الناقلتين.
















لكنكم صممتم على تنفيذ العملية واستغلال الفرصة..

نعم.. تمت دراسة كل هذه التغيرات وحصلت القوات البحرية على الضوء الأخضر للقيام بعملية قبل إصلاح العطب في الناقلة، وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقيادتي وكنت برتبة ملازم أول ومعي الرقيب علي أبو ريشة والثانية بقيادة الملازم أول رامي عبد العزيز ومعه الرقيب محمد فتحي وتحركنا من الإسكندرية بمعداتنا الى العراق حيث هبطنا في مطار H3 واستقبلنا أعضاء من منظمة فتح الفلسطينية ومنها سافرنا برا إلى عمان في الأردن حيث قمنا بالمبيت لليلة واحدة قمنا خلالها بتجهيز الألغام (لغم مع كل فرد) والمعدات وانتقلنا إلى ميناء العقبة حيث استقبلنا ضابط أردني برتبة رائد تطوع للعمل معنا بغير علم سلطات بلاده لأن المنطقة كلها هناك كانت مغلقة عسكريا فكان من الضروري ان نحصل على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية.




إذن فلا أحد كان يعلم بالعملية؟

بالضبط.. ففي العراق كانوا على علم بأننا نجلب معدات إليكترونية لمنظمة فتح الفلسطينية وكان هذا ممكنا ومتاحا لأن العراق كان يساعد الحركة.








"خطة العملية"




وماذا حدث بعد ذلك؟


دخلنا المنطقة العسكرية الأردنية وقمنا بالتجهيز النهائي ونزلنا الماء بالفعل في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة واعتمدنا على السباحة والغطس.. وفي منتصف المسافة اكتشف الرقيب محمد فتحي أن خزان الأكسجين الخاص به أوشك على النفاذ (بفعل النقل في وسط الجبال) فتم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة وأكملنا المهمة بدونه إلى أن وصلنا في منتصف الليل تماما إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري..




"الضفادع البشرية"




وفي الساعة 12.20 مررنا من تحت الشباك، وهجم الملازم أول رامي عبد العزيز بمفرده على "بات يم" بينما هجمت انا والرقيب علي أبو ريشة على الناقلة "بيت شيفع" وقمنا بتلغيمهما وضبطنا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلا من أربع ساعات كما كانت الأوامر تنص، ففرد القوات الخاصة له أن يقوم بالتعديل في الخطة الموضوعة حسب مقتضيات الظروف..



"المدمرة الأسرائيلية ايلات"



وفي الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير بدأت الانفجارات تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم لكن ارادة الله فوق كل شئ وكما يقول تعالى ("فأغشيناهم فهم لا يبصرون") فقد وصلنا بنجاح إلى الشاطئ الأردني..





"البتانوني بملابس الضفادع البشرية"



وماذا حدث بعدما عدتم لنقطة الإنزال؟


في ميناء العقبة قبضت علينا المخابرات الأردنية فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها، وكانت القصة التي ينبغي أن نذكرها في هذه الحالة هي اننا ضفادع بشرية مصرية ألقتنا هليكوبتر قرب إيلات وكان من المفترض أن تعود لالتقاطنا لكنها لم تفعل وأن لدينا توصية بتسليم انفسنا لأشقائنا في الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها، لكن المخابرات الأردنية لم تستسغ هذه القصة فقاموا باقتيادنا نحن الأربعة بجفاء إلى أحد مقراتهم في عمان ويدعى (القلعة).



"ملازم أول رامي عبد العزيز"



"رقيب علي أبو ريشة"






"ملازم أول عمرو البتانوني"






وكيف كان وقع ذلك عليكم؟

لم نكن نصدق فالأردن دولة عربية أولا وثانيا فقد تعرضت هي أيضا للنكسة وتم احتلال جزء من أرضها فكيف يعاملوننا بهذا الشكل.




وماذا عن القاهرة؟




"الصحافة المصرية"



وصلت هذه التطورات للسفارة المصرية في عمان عبر الضابط الأردني الذي تعاون معنا فقام اللواء إبراهيم الدخاخني وكان من المخابرات المصرية بمخاطبة المخابرات الأردنية للإفراج عنا لكنهم أجابوا بأنهم لا يملكون أي معلومات عنا وأننا لسنا محتجزين لديهم!


كانت هذه معلومات في غاية القلق للسفارة المصرية التي شعرت بأن ثمة مخطط للتخلص منا، وقتها كان يعقد في القاهرة مؤتمر الملوك والرؤساء العرب فقام الفريق محمد فوزي بإبلاغ الرئيس عبدالناصر باحتجازنا في الأردن فقام الرئيس عبدالناصر بوقف المؤتمر للراحة واصطحب الملك حسين ملك الأردن في غرفة جانبية وأبلغه أن المخابرات الأردنية تحتجز رجال الضفادع البشرية المصرية الذين نفذوا العملية في إيلات وأنه – أي الملك حسين – سيظل ضيفا على مصر إلى أن يتم الإفراج عنا ونعود إلى مصر.



وعلى الفور أصدر الملك حسين تعليماته فشعرنا نحن بتغير المعاملة ففتحت لنا الأبواب وحصلنا على الطعام والملابس بعد أن قضينا 12 ساعة بملابس الضفادع البشرية وبملح البحر في قلعة المخابرات الأردنية وهي شاهقة الارتفاع حتى إن الثلج كان يغطي أجزاء منها وكل ذلك في برد فبراير القارص.



وتم الإفراج عنا بالفعل حيث سُلمنا لقائد العملية اللواء مصطفى طاهر رحمه الله ونُقلنا من عمان إلى لبنان ومنها إلى القاهرة.



وحصلنا بعد عودتنا على وسام النجمة العسكرية وكان وقتها أعلى وسام عسكري يُمنح للأحياء.



وفي سجلات التاريخ العالمي صُنفت هذه العملية كواحدة من أنجح عمليات الضفادع البشرية في ميناء معادي من حيث النتائج ومن حيث عودة الأفراد سالمين.




بعض الصور الخاصة بالعملية و ابطالها










الملازم أول عمرو البتانوني

















الرقيب علي ابو ريشه

















الملازم أول رامي عبد العزيز













رائد فؤاد رمزي










































































































أسحاق رابين فى ضمن جولة تفقدية مفاجئة على متن السفينة بيت شيفع بمنطقة مرحبا بشرم الشيخ
































سفينة الامداد بيت شيفع (بئر السبع) فى أثناء الاحتلال الاسرائيلى لمدينة شرم الشيخ ولمن يعرف بمدينة شرم الشيخ فالمنطقة هية حاليا ما يطلق عليها شاطىء مرحبا ويشير السهم الى منطقة الهضبة الشهيرة بشرم الشيخ








سفينة الامداد بيت شيفع (بئر السبع) فى شرم الشيخ






__________________
معلم اللغة العربية بمدارس المنصورة كولدج الدولية