عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 16-02-2015, 09:36 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

قصة "كعب بن مالك"



و
"كعب بن مالك" أحد الصحابة الذين شهدوا مع النبي كل الغزوات، وسنة 9 من الهجرة
خرج النبي في غزوة "تبوك" وهي على مسافة ألف كيلو من المدينة
والمسلمون 30 ألفا والرومان 400 ألف،
يقول "كعب بن مالك": كان عندي جملان، و لم أجمع يوما راحلتين إلا في هذا الوقت
وكانت أمواله كثيرة ولكن كان هذا وقت الحصاد، فكلما أعد الجيش نفسه للخروج ذهبتُ أنا للبستان لأرى هل نضج الثمر أم لا.
بدأ الجيش يتحرك إلى أن تيقنت أني لن ألحق بهم، فحزنت،
ولما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم عائد في الطريق حضرني حزني، ,وقلت كيف أخرج من سخطه؛
وأخذت أتذكر الكذب.
فلما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المدينة انزاح عني الباطل وعلمت أنه لن ينجيني إلا الصدق. وكان هناك بضع وثمانون منافق في المدينة دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم أمام "كعب بن مالك" وكل منهم يعتذر ويتحجج بالظروف
فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم تبسَّم إليّ تبسُّم المغضَب وقال: "تعال اجلس"؛ فجلست.
قال: "ما خلَّفك؟"
قلتُ: يا رسول الله لو كنت عند غيرك من أهل الدنيا لخرجت من سخطه بعذر.
لقد أوتيتُ جدلاً ولكني لو حدثتك بحديث كذب تُرَدُّ به عني يوشك الله أن يُسخِطك عليّ،
ولو حدثتك بحديث صدق تجد عليّ فيه –أي تلومني عليه- إني لأرجو فيه عقبى الله..
والله يا رسول الله ما كان لي عذر وما جمعت بين راحلتين إلا في هذا الوقت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمّا هذا فقد صدق، قم حتى يقضي الله فيك".
أربعون يوما والصحابة لا يكلمون سيدنا "كعب بن مالك"،
وكان يسير بالشارع يُسلِّم على الصحابة ولا أحد يرد عليه السلام،
فدخل المسجد وسلَّم ولم يرد عليه أحد امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول سيدنا "كعب": حتى تنكرت لي الأرض وتنكرت لي نفسي
فلما ضاقت عليّ كما قال الله: {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ}..
ذهبت إلى حائط "أبي قتادة" وهو ابن عمي وأحب الناس إليّ،
فتلسقت فوق هذا الحائط فوجدته يزرع
فقلت: يا أبا قتادة، فلم يرد عليّ،
وكررت النداء فلم يرد عليّ
وكررتها ثلاث مرات،
قلت: يا أبا قتادة ناشدتك الله أما تعلم أني أحب الله ورسوله؟
فسكتَ، وفي الثالثة أجابني أبو قتادة بقوله: الله ورسوله أعلم!
قال"كعب": ففاضت عيناي..
وبينما يمشي "كعب بن مالك" إذ بفلاح يأتيه برسالة من ملك الروم يقول فيها:
"نعلم أن صاحبك قد جافاك ولم يجعلك الله في هذه المدينة بدار هوان فالحق بنا نوافِك" أي تعال إلينا نُكرمك.
قال "كعب بن مالك": أما هذا فإنه لمن تمام البلاء، وحرق الرسالة
ومرت 10 أيام أخرى؛ ليكتمل خمسون يوما من هذا الحزن والجفاء والحسرة.
يقول "كعب": وبينما أنا كذلك وأنا أقف على سقف بيتي أصلي سمعت أحدهم
يقول: أبشر يا كعب..
فخررت ساجداً حيث نزل القرآن بقوله تعالى: {ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا}..
وأخذ الصحابة يتنافسون سعيا لحمل البشرى لسيدنا "كعب".
يقول: فذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمسين يوما من خصام الرسول والصحابة،
فتبسم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تبسَّم استنار وجهه كأنه القمر.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أقبل يا كعب بخير يومٍ طلع عليك منذ ولدتك أمك؛ فقد تاب الله عليك."
فقال كعب: يا رسول الله وإن من توبتي لله ألاّ أحدِّث بعد الآن إلا صدقاً.
وعلّق كعب على هذه القصة بقوله: وما أعلم أحدا من الناس ابتلاه الله في الصدق مثلما ابتلاني
وإن من توبتي لله ألاّ أحدِّث أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صدقاً، وأسأل الله أن يثبتني حتى ألقاه.
كانت هذه قصة صدق نتعرف من خلالها حقيقة قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"..
سبحانه وتعالى معهم وإن أخطأوا، وإن أذنبوا، وإن فعلوا ما لا يرضيه في لحظة فإنه تعالى ينجيهم بصدقهم


رد مع اقتباس