لقد قال أبوبكر أنه لا يطمئن إلى أنه صار إلى الجنة حتى و لو دخلت إحدى رجليه الجنة، مادامت الرجل الثانية لم تدخل بعد.. و ذلك خوفاً من مكر الله..
خوفاً من أن يكشف الله في اللحظة الأخيرة شراً مكتوماً في نفسه يدخله به النار الأبدية.. شراً كان يكتمه أبوبكر في نفسه دون أن يدري به أو يدري عنه.
و تلك هي ذروة التقوى ..
خوف الله ..
و التواضع و عدم الإطمئنان إلى براءة النفس و نقائها، و خلوها من الشوائب..
و عدم الغرور بصالح الأعمال..
و خوف المكتوم الذي يمكن أن يفتضح فجأة بالامتحان..
لم يكن أبوبكر من أهل الدعاوى..
لم يكن يدعي لنفسه منزلة أو صلاحاً..
و إنما كان من أهل الحقائق..
و أهل الحقائق في خوف دائماً من أن تظهر فيهم حقيقة مكتومة لا يعلمون عنها شيئاً تؤدي بهم إلى المهالك، فهم أمام نفوسهم في رجفة..
و أمام الله في رجفة..
و ذلك هو العلم الحق بالنفس و بالله..
من كتاب / القرآن كائن حي .
__________________
لا تيأس إذا رجعت خطوة للوراء
فلا تنس أن السهم يحتاج ان ترجعه للوراء
حتي ينطلق بقوة إلي الامام