عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 03-09-2016, 12:05 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(15) مــرحـــبـــــاً بـــذِي الــحـــجـــــة!

إذا كان اللهُ عزَّ وجلَّ قد فضَّل بعض أنبيائه ورُسله على البعض الآخر حيث يقول: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}. (سورة البقرة، الآية: 253)، وكما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ}. (سورة الإسراء، الآية: 55)، فإنه سبحانه قد فضَّل بعض الأماكن على بعضها الآخر، حيث فُضِّلت مَكَّة المعظَّمة على سائر البِقاع الأخرى، وفضَّل بعض الليالي كليلة القَدر على البعض الآخر، وكذلك فضَّل بعض الأيام على غيرها.

ومن هذه الأيام التي فضَّلها اللهُ سبحانه: الأيام العشر الأولى من ذي الحِجَّة، فقد ورد فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهُ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟!، فَقَالَ: «وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».

ففي هذه الأيام يلتقي المسلمون من شتَّى بقاع الأرض عند بيت الله الحرام وفي مِنَى وعلى عَرَفات، يجتمعون في صَعيد واحد، ممتثلين أمر الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}. (سورة آل عمران، الآية: 97)، يهتفون من أعماق قلوبهم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

فهذا الاجتماع الكبير في مكان واحد وفي وقت واحد، من بعض أهدافه أن تظهر قوة المسلمين أمام غيرهم، فإذا ما ظهر المسلمون أمام العالم اليوم بضعفهم وتخاذلهم فليس العيب في دينهم ولا فيما شُرع لهم، وإنما العيب من عندهم وفي أنفسهم.

فماذا لو انتهز المسلمون فرصة اجتماعهم في هذا المؤتمر الكبير فــتـــذكَّــــروا واعــتـــبـــــروا:

- تذكَّروا كفاح أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وامتثاله أمر ربه في ترك ولده إسماعيل وأمه هاجر في تلك المنطقة النائية التي لا زرع فيها ولا ماء.

- تذكَّروا تلك الاختبارات التي ابتُلِي بها إبراهيم عليه السلام فنجح فيها جميعاً، ومنها اختباره بذبـح ولده إسماعيل عليه السلام، وكيف قدَّم إسماعيل حياته راضياً، امتثالاً لأمر الله وطاعةً له.

- تذكَّروا -مِن إيحاء هذه الأماكن- جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الدَّعوة، وما لاقاه من شِقَاق، وما وُضِع أمامه من عَقَبات، تخطَّاها بفضل الله تعالى في سبيل هذه الغاية لتكون كلمة الله هي العُليَا وكلمة الذين كفروا السُّفلَى.

- تذكَّروا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في خطبة الوداع التي قرَّر فيها حقوق الإنسان، وبين حُرمة الدِّماء والأموال والأعراض.

فليتهم تذكروا هذا في مؤتمرهم الكبير.

وليتهم يعتبرون عندما ينظرون إلى واقعهم المُرّ الأليم، وما هم فيه من ضَعف وفُرقة، مكَّنت منهم أعداءهم.

لو أنهم اعتبروا .. لوجدوا أنهم لم يصلوا إلى ما هم فيه الآن إلا بسبب اختلافهم حول المفاهيم الصحيحة لهذا الدِّين العظيم، فتفرَّقوا شِيَعاً وأحزاباً.

لو أنهم اعتبروا بما أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة في حجة الوداع من قول الله تبارك وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}. (سورة المائدة، الآية: 3)، وعلموا أن الدِّين قد اكتمل قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير، فكل ما أُزيد عليه بعد ذلك فليس بدين.

لو اعتبروا بذلك لالتفوا حول الكِتَاب والسُّنة، وتمسَّكوا بهما، وعضُّوا عليهما بالنواجذ، ونبذوا كل فِكر دَخيل.

فهل مِن مُعتبِر؟!

*********

__________________
رد مع اقتباس