عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 01-09-2016, 03:52 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(13) 13!

وعن الرقم (13) فقد جاءت فكرته عنده الغرب، من جمع أرقام الآحاد والعشرات والمئات والألوف إن كان في الرقم ألوف، من كل سنة ميلادية، حصل فيها انهزام للصليبيين في حروبهم أمام جيوش المسلمين ليصبح الرقم (13) هو حاصل الجمع، وهذا فيه مدخل من مداخل التنجيم والتشاؤم من مطالع النجوم، الذي ينهى عنه الإسلام.

ولكي يُدرك المسلم هذا السرّ الذي رسَّخه مؤرخوهم القدامى، وبثُّوا أثره في قلوب قادتهم لتخويفهم من هذا الرقم، وما يحمل من نذائر شُؤم، فقد أيَّده المُنجِّمون عندهم، وأن عليهم ألا يقدموا على أي معركة مع المسلمين، يبرز في مجموع سنواتها الرقم (13)، ويشتد الأمر إذا اقترن هذا الرقم مع يوم الجمعة، لما في ذلك من نذارة الهزيمة، إذْ لذلك نماذج في حياتهم من حيث التشاؤم بالطَّالع والزَّاجر، كما كانت تعتقد العرب في جاهليتها، حيث مَقَت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وحذَّرت منه تعاليم شريعة الإسلام إبعادًا وتشديدًا.

وسأورد هنا على سبيل المثال لا الحصر النماذج التالية التي توثِّق عقيدتهم في التشاؤم بهذا الرقم:

1. في عام 524هــ ذكر ابن الأثير في (تاريخه): أن عِمَاد الدِّين زَنْكِي، أمر عسكره أن يتجهزوا للغزو، وقصد حَلَب فقوي عزمه على قصد حصن الآثارب، ومحاصرته لشدة ضرره على المسلمين، وكان مَن به من الفِرنج يقاسمون حلب على جميع أعمالها، ويُضيِّقون عليهم معيشتهم فأظفره اللهُ بمَن فيه، وتسلَّم الحِصن عَنْوَة، وضَعُفت قوة الصليبين بعد ذلك، حيث انهزموا في كثير من ديار المسلمين بالشام ذلك العام. (الكامل في التاريخ: ج140/ ص662).

- وهذا التاريخ يوافق بالإفرنجي -وهو تاريخهم الميلادي- عام 1129م، ولو جمعنا أرقام هذا العام لخرجت 13 هكذا (9 + 2 + 1 + 1 = 13).

2. ذكر الدكتور سالم الرشيدي في كتابه "محمد الفاتح":

أ. أنَّ العثمانيين حاصروا أمير جزيرة لسبوس الجنوبي عام 867هــ، وكان فيها المؤرخ جان دوكاس، الذي ينتمي لإحدى الأُسَر البيزنطية العريقة في السيادة الإمبراطورية فدكُّوا أسوارها بالمدافع، وسقطت في أيديهم، وانهزموا، وقد رُوي أن المذكور قد كتب تاريخه في ذلك العام، فنفث فيه سموم ضد المسلمين، وظهرت منه عداوته الحقيقية. (ص 12 من هذا الكتاب)

- وهذه السنة تعتبر في نظر ذلك الكاتب، نهاية الدولة البيزنطية على أيدي المسلمين عام 1462م، الذي هو عام 867هــ، وبجمع أرقام ذلك التاريخ الميلادي، يخرج الناتج (13) ثلاثة عشر، هكذا (2 + 6 + 4 + 1 = 13).

ب. أنَّ السُّلطان/ محمد الفاتح، قد استولى على القُسْطَنْطِيْنِيَّة عاصمة الرُّومان قرونًا متطاولة، حيث سقطت أمام جيوشه عام 857هــ، بعد حصار طويل وقوي، تهاوت معه قِلاَع الصليبيين وقوتهم، واحدًا بعد الآخر، وكان فتحًا مبينًا للمسلمين.

- وهذه السنة توافق بالميلادي عام 1453م، وبجمع هذه الأرقام، يخرج الناتج ثلاثة عشر (3 + 5 + 4 + 1 = 13).

3. أمَّا الرجل الثاني في توطيد أركان دولة الإسلام في الأندلس، القائد المُظَفَّر، الذي لم تنهزم له راية أمام الإفرنج، حتى أنه ألجأهم إلى جبل البرانس في الشمال، القريبة من فرنسا، وحقد عليه مؤرخوهم، كما ذكر ذلك المؤرخ/ محمد عبد لله عنان في كتابه "دولة الإسلام في الأندلس"، فهو عبد الرحمن الناصر ابن الحاكم الأموي، وقد استهل حروبه معهم عام 300هــ، وهذا التاريخ يوافق بتاريخ الإفرنج عام 913م، وبجمع أرقامه يصبح الناتج ثلاثة عشر، هكذا: (3 + 1 + 9 = 13).

مع أن رقمي الآحاد والعشرات أيضًا هو رقم 13!


وهكذا لو سِرنا مع وقائع التاريخ، والحروب الصليبية، فإننا سنجد ارتباطًا وثيقًا بين الحوادث التي اهتم بها مُؤرِّخوهم، وأحدثت نكسة عليهم، وبين هذا الرقم، الذي اعتبروه شؤمًا عليهم؛ لأن كل راية لهم ترفع أمام راية الإسلام تسقط بتوفيق الله عزَّ وجلّ، ودولتهم أمام زحف الإسلام تتزحزح، وعزهم أمام مكانة الإسلام وعزته ينخذل، فهم يريدون أن يُوهموا السُّذج بأن سرّ هذا ليس قوة الإسلام، وإنما هو الرقم (13)، والمتخذ تشاؤمه من طالع النجوم كضرب من ضروب السحر، واتباع الشياطين، لكنهم يعزون السِّر للرقم (13) دون تعليل!

وإذا أردنا أن نأخذ أمثلة أخرى، ففي عام 13هــ، حيث فُتِحت مدن الشام، دمشق، بيسان، طبرية، وغيرها حيث تحوَّلت لمُدن إسلامية، حسبما ثبت تاريخيًا، بعد أن طرد المسلمون الرُّومَ من الشام إلى الأبد، وأُخِذت الجزية ممَن أراد البقاء في تلك الدِّيار، وعندما قال أحد قوادهم: "سلام عليك يا سوريا، سلامًا لا رجعة بعده أبدًا"، فإنها توافق بتاريخهم الميلادي 634م، وبجمع أرقام هذا التاريخ تظهر النتيجة هكذا (4 + 3 + 6 = 13)، مع أن هذا التاريخ صادف (13) في التاريخ الهجري الإسلامي، ولكن يعنينا ما ثبت في تاريخهم الميلادي الرُّوماني الذي تنبعث منه عقيدتهم. (راجع حوادث عام 13 عند الطبري وابن كثير وابن الأثير)

وحوادث عام 579هــ، حيث غَزَا صلاح الدين الأيوبي بلاد الكَرَك، وطَرد الصليبيين منها، وفيها أيضًا تم حصار قلعة إِلبِيْرَة الهامة في الشام، واستسلام صاحبها وهي من معاقل الصلبيين الهامَّة، لقربها من القدس.

- فإن تلك السنة توافق في تاريخ الإفرنج عام 1183م، وبجمع أرقام هذا التاريخ تظهر النتيجة (13) هكذا (3 + 8 + 1 + 1 = 13)، وهَلُّم جرًّا ... وقد يكون هذا الرقم أيضًا له جذور ومعتقدات في وقائعهم قبل الإسلام مع الأمم الأخرى، أو أنه ربط بوقائعهم مع الإسلام لربط بني جلدتهم بما يُنفِّرهم من الإسلام، والدخول فيه تصديقًا لقول الله سبحانه: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}. (سورة البقرة، الآية رقم: 120)

ومع ذلك فمَن يتتبع أهم الوقائع بيننا وبينهم، منذ فجر الإسلام فإنه سيرى أنه من رحمة الله بعباده المسلمين أن تتم غلبتهم عليهم في سنوات يأتي مجموع أرقامها (13) مما يجسمه مؤرخوهم، فيجعلونه يومًا أسودًا في حياتهم، يرتبط بدلالة هذا الرقم (13)، الذي يتوارثونه جيلاً بعد جيل، على أنه مصدر شؤم لهم، يتناذرون عنه، وترسخ نتائجه في أذهانهم، منذ الصغر جيلاً بعد جيل.

أمَّا نحن معاشر المسلمين، فيجب أن نخالفهم، كما هي سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمر بمخالفتهم حيث نبتهج بتلك السنوات التي تمثل هذا الرقم، ونحمد الله أن خصَّنا اللهُ بيوم الجمعة، الذي هو عيد الأسبوع عندنا؛ لأن ذلك مما يبعث النشوة عند المسلمين بصدورهم في ذلك، عن أوامر شرعية في مصدري الإسلام: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولما تحقق فيها من مواقف مشرفة، حيث نصر اللهُ فيها دينه، وخذل أعداءه، فارتفعت راية الإسلام، وعلا صوت الحق الذي جاء من عند الله، وصار الأذان يعلو مناديًا، بإقامة الصلاة، وحثّ الناس على عبادة الله وحده، وهذا مما يغيظ أعداء الله، وأعداء دين الإسلام، من الإنس والجن، ذلك أن تشاؤمهم بيوم الجمعة يوازي تشاؤمهم بالرقم (13)، ونحن المسلمين نَصَرَنا اللهُ تعالى فيهما.

*********

__________________
رد مع اقتباس