عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 31-08-2016, 04:51 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(12) يَـعــلُـــو ولَا يُـعــلَـــى عَـلَــيْـــه!

إنَّ القرآن الكريم كتاب أنزله الله تعالى لهداية الناس إلى الحق، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وتطهير قلوبهم من رجس الخضوع لغير الله، وإرشادهم إلى العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة، يقول اللهُ تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. (سورة المائدة، الآية رقم: 15، 16)

ولا تكون هداية البشر بالقرآن إلا بالعمل بمقتضاه، وتنفيذ أحكامه، والالتزام به التزامًا كاملاً ... من أجل هذا حَثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على تلاوة القرآن والقيام به يقول صلوات اللهُ وسلامه عليه: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». رواه مسلم (4/ 2699)؛ ... وقد تواترت الأحاديث في فضل تلاوة القرآن وتعلّمه، وليس المقصود أن يكون الثَّواب مترتبًا على مجرَّد القراءة، وإنما يترتَّب على العمل بما يقرأ ويتعلَّم، فعن عُقبَة بن عَامِر رضي الله عنه قال: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ». رواه مسلم (1/ 803)؛ ... فلم يختلف المسلمون الأولون في هذه الحقائق، فأقبلوا على القرآن الكريم حِفظًا ودِراسة، وأخذوا يتعرَّفون أحكامه، ويُعالجون به القلوب من رِجـس العقائد الفاسدة؛ وهكذا كانت حياتهم خاضعة لأحكام القرآن وتوجيهاته.

ثم خَلَف مِن بَعدهم خَلْفٌ انحرفوا بالقرآن إلى وِجهة أخرى، بسبب ما كان عليه علماء المسلمين من تعصُّب مَذهبي في عصور التَّقليد والجمود، فتابعهم المسلمون في فَهمهم واتَّجهوا بالقرآن وِجهة أخرى حيث تركوه كمصدر للهداية والإرشاد والتَّقويم، وشاعت بينهم فكرة تقديسه من جهات أخرى كالتداوي به من أمراض الأبدان، أو افتتاح المحافل أو الندوات بتلاوته مع ما قد يكون في هذه المحافل من مخالفات صريحة للإسلام، أو اتخاذه بضاعة للدَّجَّالين، ووسيلة لكسب العيش حين يقرؤه المتسولون يسألون به الناس، مما لا نراه عند غير المسلمين، أو قراءته على أرواح الموتى ليمنع عنهم العذاب حتى إن كانوا من تاركي الصلاة والمجاهرين بالمعاصي ...إلى آخر هذه الانحرافات التي تعرَّض لها كتاب الله عزَّ وجلَّ والتي أبعدته في نظر مَن يسمعونه أو يقرؤونه من هؤلاء الناس عن أن يكون طريقًا للهداية والإرشاد ... بلْ وكانت هذه الأفعال بمثابة فتح الباب على مصراعيه لكثير من الانحرافات الأخرى التي وقع الناس فيها اليوم، ومـن أمـثــلـــة ذلـــك:

- سائق سيارة الأُجرة الذي يضع المصحف في مُقدِّمة السيارة ليمنع عنها حوادث الطريق، وهو في أثناء قيادته للسيارة قد يتعرّض لبعض المتاعب من سائقين آخرين أو من جنود المرور فتراه يسبّ دين الله! إنه يضع المصحف في مقدّمة السيارة ولا يعرف شيئًا اسمه الإسلام!

- التاجر الذي يضع المصحف في واجهة متجره مفتوحًا على صفحة معينة معتقدًا أن فتح المصحف على هذه السورة يجلب الرزق!

- كتابة المصحف كله بخط صغير دقيق في صفحة واحدة تُعلَّق على الحائط في إطار جميل لغرض البركة!

- ما يُسمِّيه العامَّة (عِدِّية يس) تحقيقًا لرغباتهم في اكتشاف الجُناة في بعض الجرائم كالسَرقات وغيرها!

- طَبع أحجام صغيرة جدًّا من المصحف لكي تضعها النساء في حقائبهن للبركة، أو لتغلف بقطعة من القماش لتكون حجابًا يمنع الحسد ... الخ!

- تعليق المصحف الحِجَاب بجسم المريض لشفائه أو بجسم طفل وحيد والديه ليُطيل عمره لأن مَن سبقه من إخوته ماتوا صغارًا!


يا قوم اتقوا الله في دينكم وانظروا للقرآن النظرة اللائقة بمكانته السَّامية.

إنه كتاب الله الذي أنزله هدى ورحمة، إنه الكتاب الذي جاء يرفع راية التوحيد ويهدم الشرك والباطل، إنه الكتاب الذي جعله الله تعالى تشريعًا للمسلمين منظِّمًا لحياتهم.

فَمَن تركه مِن جَبَّار قَصَمه اللهُ.

ومَن ابتغى الهُدى في غيره أضلَّه اللهُ.

هو حَبْلُ اللهِ المَتِين ونُوره المُبِين والذِّكر الحَكِيم وهو الصِّراط المُستَقِيم.


؛،؛ هدانا الله جميعًا لما يحب ويرضى ؛،؛

*********

__________________

آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 09-09-2016 الساعة 04:42 AM
رد مع اقتباس