عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 06-06-2016, 08:34 AM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي



عند ارتداء الملابس



عندما يختار ويرتدى المؤمن ملابسه تتجدد فى ذهنه أن الثياب نعمة من نعم الله الكثيرة التى أنعم بها على الالانسان وله فى ذلك حكم كثيرة ويستفيد كل الناس منها

لكن المؤمنين الذين يعيشون فى رحاب الأخلاق القرآنية هم فقط من يعرفون أن ذلك من فضل الله فيشكرونه على أن كساهم


والثياب من الخامات الطبيعية والتى تصنع كل لحظة مصدرها المخلوقات الحية التى خلقها الله لتكون فى خدمة الانسان

ولو لم توجد هذه المخلوقات لما استطاع الانسان أن يكتسى ويستر نفسه وذلك قبل الثياب الصناعية




ورغم هذه الحقائق نجد من الناس من ينكرها ونراهم لا يقدرون النعم التى أنعمها الله عليهم وربما يكون ذلك لتعودهم على وجودها منذ الصغر فنسوا أنها نعمة من نعم الله

فخلق الله النعم فى الأرض من أجل الانسان فقط لشكره عليها ولذلك علينا النظر فى حكمة الله من خلق الثياب وفوائدها

فالثياب تقينا من برد الشتاء وحر الصيف وغير ذلك مما يضر الجسم



ولقد ذكرنا الله بأهمية الثوب والحكمة منه فى ستر العورة وحماية البدن :

" يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذَّكرون"



اذن فالثياب من أهم نعم الله علينا وهو لا يمكن الاستغناء عنه

فنرى المؤمن الحق يحرص على اختيار اللباس اللائق النظيف وتلك وسيلة من وسائل التقرب من الله وشكره على نعمه

والمؤمن لا يسرف ولا يصل للبذخ عند اختيار ملابسه استجابة لأمر الله تعالى :

"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما "


والمؤمن وفق أخلاق الاسلام يحرص على نظافة ملابسه :

" وثيابك فطهر والرجز فاهجر"



كما أن لنا فى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ووصايا يجب الأخذ بها فى الملبس فقد وصفه الصحابة بأنه كان يلبس أحسن ما كان عنده

وقد أمر الرسول الصحابة ناصحا اياهم باظهار نعمة الله عليهم لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده


وذكر القرآن أن اللباس والحلى من نعم الجنة :

"إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير"

وقال : " يلبسون من سندس واستبرق متقابلين "

وقال : "عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحُلُّوا آساور من فضة "




فنلاحظ أن الله تعالى أنزل للإنسان لباسا من الحرير والصوف وأنزل الذهب والفضة لتكون زينة للانسان فى الدنيا وليجد مثلها فى الآخرة

والمؤمن الحق سواء امتلك تلك الزينة أو لم يمتلكها فهذا حافز يجعله يفكر فى الجنة والفوز بها

والمؤمن يبحث عن الحكمة من خلق الله لتلك الأشياء والنعم التى هى متاع الحياة الدنيا وغايته نعم الآخرة الابدية الغير زائلة



يقول تعالى :

" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يُحَلَّون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا"


إن المؤمن الذى يعيش فى رحاب الأخلاق القرآنية يسعى من خلال الاهتمام بمظهره الى تحقيق غايات منها :

عند اقامة علاقات مع الآخرين يحصل انطباع ايجابى بمظهره اللائق خاصة إذا كان داعية للأخلاق القرآنية فيحرص أن يكون نظيفا بشوشا ولا يفرط فى ارتداء الفاخر

فهنا يقدم رسالة للآخرين تدل على حرصه على تطبيق الأوامر الإلهية فيكسب تقديرهم واحترامهم

فالمؤمن يتخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة فهو دائما نظيف ومرتب سواء فى بيته أو فى مجتمعه معتنيا بنفسه ومحترم اللباس وغايته كسب مرضاة الله تعالى








المؤمن الذى منحه الله ملكة التفكير والتأمل يعرف جيدا عند فطوره أن كل النعم والمأكولات التى خلقها الله هى إشارات لدعوة الناس للحمد والشكر

فالنار التى نستخدمها لطهى الطعام سببا للعديد من الأضرار ويمكنها التهام كل شئ




لكنها أيضا ضرورية لطهى الطعام لكى يكون صالحا للأكل

وهى ضرورية لصنع العديد من المنتجات الاستهلاكية ولذلك هى نعمة كبيرة

فالنار شأنها شأن بقية النعم الأخرى مسخرة لاستخدام الانسان



قال تعالى : وسخر لكم ما فى السموات وما فى الأرض جميعا منه إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون"

والنار أيضا مصدر تذكير بعذاب جهنم أعدت للكافرين وهى التى وصفها الله تعالى فى آياته :

"يوم هم على النار يفتنون"

"تلفح وجوهم النار وهم فيها كالحون"

"ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا"

فالمؤمن الصادق يزداد خوفا من الله كلما تذكر عظمة نار جهنم





وكل نوع من الأطعمة له فائدة خاصة وكل له طعمه ورائحته وقيمته الغذائية ولونه الخاص به



وكل نوع نعمة كبيرة لتغذيته الانسان بما يحتاجه من العناصر الأساسية

ولكى نعيش حياة سليمة علينا أن ننظم غذاءنا بتناول الأطعمة بشكل منتظم لسد حاجتنا الغذائية والشعور بلذة تلك النعم

ومن اللحظة الأولى لاستقبال الحياة تصبح تلك النعم فى متناولنا وتحت تصرفنا




غير أن أكثر الناس ينسون حقيقة هذه النعم ويتعاملون معها تعاملا خاليا من أى روح رغم مافيها من جمال ونفع

وبالتالى تغيب عن أذهانهم القيمة الحقيقية لهذه المخلوقات ولو تأملوا فيها تأملا ممتزجا بالايمان لعلموا أن لها فوائد مختلفة وعظيمة

وكل واحدة من هذه المخلوقات تعد بحد ذاتها معجزة من المعجزات



ومثال ذلك عسل النحل : فهو مادة عظيمة النفع تصنعها حشرة صغيرة لا يتعدى حجمها بضع جرامات

وللعسل فوائد غذائية وطبية ففيه الفيتامينات والمعادن وغيرها

وقد ذكر القرآن الكريم فوائد العسل فقال :

"وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"



إذا تفكر المؤمن فى كيفية صنع العسل اكتشف معجزة خلقه واقتنع بلا شك أنه من المستحيل أن يتحول ما تأكله النحلة من رحيق الأزهار الى عسل بمجرد المصادفة العمياء

وبذلك يزداد تقربا من الله تعالى ويحصل عنده يقين بأن النحلة تطيع الله فى عملها وتنجز ما يلهمها الله اياها فى اتقانها ومثابرتها




كل ذلك أوجده الله لفائدة الانسان فالأغذية الحيوانية كلها نعمة من عند الله وتنبهنا الآيات الى ذلك :

"إن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون"

فتتحدث عن فوائد ما تحمله الحيوانات فى بطونها

فالأبقار تأكل الحشائش وتشرب الماء فيذهب الى الأوعية الدموية وبعضها يذهب ويخرج كفضلات




ومن كل هذا يخرج سائل أبيض ناصع نظيف له رائحة طيبة وفوائد جمة للإنسان وهو اللبن


أليس هذا معجزة؟

فالحليب يتكون من أنفع المواد لصحة الانسان

فعلم الله وسع كل شئ أخرج من المرعى الأخضر لبنا أبيض بفضل النظام اللامتناهى فى الدقة الموضوع فى جسم البقرة

فيقول تعالى : " وإن لكم فى الأنعام لعبرة نسقيكم مما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين"




والبيض أيضا منتج من منتجات الحيوان وكثير الفائدة وله قيمة غذائية عالية تبيضه كل يوم دجاجة لا حول لها ولا قوة


وعندما يفكر المؤمن كيف تكون السائل بداخلها ويمعن فى دقة صنعها يزداد دهشة أمام قدرة الله وكمال عظمته



والشاى أحد مكونات الفطور نباتى تمر أوراقه بمراحل مختلفة حتى صورته النهائية





كما تخرج من الأرض مئات الأنواع من الأعشاب خلقها الله رحمة بعباده فيها الغذاء وفيها الشفاء


"وهو الذى أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه"



فالله خلق النعم الكثيرة اللامحدودة رزقا للعباد واختبارا لهم بالفقر والغنى والفائزون هم المؤمنون الصادقون أصحاب الأخلاق العالية

فمن الناس من تجد على موائده شتى أنواع الأطعمة والمؤمن الصادق من يعرف أن من مظاهر شكر النعمة عدم الاسراف فى الطعام

فبدلا من تكدسها وذهاب بعضها الى القمامة يكتفى بما يكفيه شاكرا الله على أنعمه



فالمؤمن لا يبطر ولا يتكبر إن كان غنيا ولا ييأس أو يقنط إن كان فقيرا





فهو يعى جيدا أن هذه الدنيا هى اختبار له وكل ما عليها ومن عليها فان

يقول تعالى : " ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون"

فالذى يعيش فى ضوء الأخلاق القرآنية يتخذ من النعم سبيلا للتقرب الى الله والتمسك بايمانه ويحمد الله على تلك النعم وإن كانت قليلة لأن الله وعد المؤمنين الصادقين الشاكرين بمزيد من الخير والرزق




أما المنكرون لهذه النعم فجزاؤهم العذاب الشديد

قال تعالى : " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد"



وكذلك خلق الله فينا أعضاء مختلفة لأكل تلك الأطعمة فالفم يقوم بوظائف من أجل تناول الطعام

فالشفتين والأسنان واللسان والبصاق وملايين الخلايا كلها تعمل فى آن واحد فى انسجام صارم دون أى تقصير

فالأسنات تقطع الطعام واللسان يضع الطعام تحت الأسنان لمضغها والشفتان هى السد المنيع ضد افلات الطعام من الفم

ونجد أن الأسنان صفت بشكل يتوافق مع دورها ووضعت فى مكان ثابت وحجم ثابت مما ييسر لها العمل

ولاشك أنه من المستحيل أن تقوم تلك الأعضاء بتلك الأعمال الا من خلال عمل غاية الدقة والروعة وأن كل عضو خلق لغاية ووظيفة محددة ودقيقة


إن صانع ذلك الابداع وذلك النظام المتكامل هو الله تعالى الذى له ملك السموات والأرض

"وخلق كل شئ فقدره تقديرا"



وجدير بالذكر أنه بفضل هذا النظام يمكن التمييز بين رائحة وطعم مختلف الاطعمة

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

فحاسة الشم والتذوق تصاحبان الانسان طول العمر دون توقف أو تقصير وقد اكتسبها الانسان بالغريزة دون جهد منه

فبغياب التذوق لن يبقى أى معنى لأنواع الأطعمة والأشربة وتصبح الحلويات واللحوم والأسماك والخضروات والمشروبات كأنها صنف واحد

فحاسة التذوق خلقها الله نعمة للإنسان وهو جزء من نظام الحفاظ على الصحة والسلامة والمتعة


قال تعالى : " الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناءا وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين"

وقال : " وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون"

ويعيش بعض الناس فى رفاهية ويشبعون جميع رغباتهم ولكنهم يغفلون عن شكر الله على هذه النعم وأنهم سيحاسبون فى الآخرة وسيسألون عما اذا كانوا من الشاكرين أو من الناكرين لنعم الله

والمؤمن مكلف بأمانة الحفاظ على نعمة البدن وعليه الحفاظ على النعم التى رزقه الله اياها

فالجسم السليم قادر على القيام بأعمال الطاعة فيجب تغذية الجسم وتجنب المضار فالمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف


وتنشيط الأعضاء يحتاج الى مادة التوكسيت والتى تأتى من الماء الذى يهمل شربه بعض الناس ويسبب غياب هذه المادة الى الارهاق والنحافة

فيجب الاعتناء بشرب الماء


فقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه دعا بعد أن شرب ماءا قائلا : الحمد لله الذى جعل هذا الماء عذبا زلالا ولم يجعله مالحا أجاجا




رد مع اقتباس