عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 03-01-2012, 09:34 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قـيم إســلامية
الرضـــــا

( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )



قال الله تعالى : {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}

يعني أن الله تعالى يعلم ما فيه صلاحكم وصلاح دينكم ودنياكم وأنتم لا تعلمون ذلك فارضوا بما قضيت لكم فإنكم لا تعلمون ما فيه صلاحكم

عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ـصلى الله عليه وسلمـ اَنَّهُ قَالَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَاِنَّ اللَّهَ اِذَا اَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"
عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّـ صلى الله عليه وسلم ـوَهُوَ يُوعَكُ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَىَّ فَوْقَ اللِّحَافِ

فَقُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ مَا اَشَدَّهَا عَلَيْكَ

قَالَ"اِنَّا كَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلاَءُ وَيُضَعَّفُ لَنَا الاَجْرُ".

قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ اَىُّ النَّاسِ اَشَدُّ بَلاَءً ؟

قَالَ"الاَنْبِيَاءُ".

قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ ؟

قَالَ"ثُمَّ الصَّالِحُونَ اِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَايَجِدُ اَحَدُهُمْ اِلاَّ الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا وَاِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَايَفْرَحُ اَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ"

عن ميمون بن مهران قال:

أمرني عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أن آتيه في كل شهر مرتين،

فجئته يوماً فنظر إليّ من فوق حصن له فأذن لي قبل أن أبلغ الباب،

فدخلت كما أنا فإذا هو قاعد على بساط له وشاذكونة على قدر البساط وهو يرقع قميصاً له، فسلمت عليه فرّد عليّ السلام ولم يزل بي حتى أجلسني على شاذكونته ثم سألني عن أمرائنا وعن أمر شرطنا وعن جلاوذتنا وعن سجوننا وعن شعائرنا كلها، ثم سألني عن خاصة أمري،

فلما نهضت لأخرج قلت يا أمير المؤمنين : ما في أهل بيتك من يكفيك ما أرى؟

قال يا ميمون يكفيك من دنياك ما بلغك المحل نحن اليوم هاهنا وغداً في مكان آخر، ثم خرجت وتركته

عن قتادة رحمه اللَّه في قول اللَّه عز وجل {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ}

قال قتادة: هذا صنيع مشركي العرب أخبرنا اللَّه تعالى بخبث صنيعهم، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم اللَّه له، وقضاء اللَّه عز وجل خير من قضاء المرء لنفسه، وما قضى اللَّه لك يا ابن آدم مما تكره خير من قضائك بما تحب، فاتق اللَّه وارض بقضائه.

وقال بعض الحكماء: المنازل أربعة: عمرنا في الدنيا، ومكثنا في القبر، ومقامنا في الحشر، ومصيرنا إلى الأبد الذي خلقنا له:

فمثل عمرنا في الدنيا كمثل المتعشي في الحاج لا يطمئنون ولا يحلون الدواب والأثقال لسرعة الارتحال

ومثل مكثنا في القبر كمثل النزول في بعض المنازل يضعون الأثقال ويستريحون يوماً أوليلة ثم يرتحلون

ومثل مقامنا في الحشر كنزولهم بمكة وهو غاية الاجتماع لكل فريق من كل فجّ عميق يقضون النسك ثم يتفرّقون يميناً وشمالاً، كذلك يوم القيامة إذا فرغوا من المحاسبة افترقوا فرقاً إلى الجنة وفرقاً إلى السعير.



وقال شقيق بن إبراهيم رحمه اللَّه تعالى: سألت سبعمائة عالم عن خمسة أشياء فكلهم أجابوا بجواب واحد:

قلت: من العاقل؟

قالوا العاقل من لم يحب الدنيا،

قلت من الغني؟

قالوا الذي يرضى بما قسم اللَّه له.

قلت من الكيس؟

قالوا من لم تغره الدنيا،

قلت من الفقيه؟

قالوا الذي يمتنع من طلب الزيادة.

قلت من البخيل؟

قالوا الذي يمنع حق اللَّه تعالى من ماله.

ويقال: سخط اللَّه تعالى على العبد في ثلاثة أشياء

أحدها أن يقصر فيما أمر اللَّه تعالى،

والثاني أن لا يرضى بما قسم اللَّه تعالى له،

والثالث أن يطلب شيئاً فلا يجده فيسخط على ربه.

وينبغي للمؤمن أن يكون راضياً بما قسم اللَّه تعالى له فإن الرضا بما قسم اللَّه له من أخلاق الأنبياء والصالحين.

وروى عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال:

اثنتا عشرة خصلة من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

أولها أنهم كانوا آمنين بوعد الله

والثاني كانوا آيسين من الخلق

والثالث كانت عدواتهم مع الشيطان

والرابع كانوا مقبلين على أمر أنفسهم

والخامس كانوا مشفقين على الخلق

والسادس كانوا محتملين لأذى جميع الخلق

والسابع كانوا موقنين بالجنة: يعني إذا عملوا عملاً أيقنوا أن اللَّه لا يضيع ثوابهم ولا ثواب عملهم

والثامن كانوا متواضعين في مواضع الحق

والتاسع كانوا لا يدعون النصيحة في موضع العداوة

والعاشر كان رأس أموالهم الفقر: يعني كانوا لا يمسكون فضل المال وينفقون على الفقراء

والحادي عشر كانوا يديمون على الوضوء

والثاني عشر كانوا لا يفرحون بما وجدوا من الدنيا ولا يغتمون على ما فاتهم من الدنيا.

لكذلك فإن المؤمن يكون حاله عند الشدة وعند الرخاء واحداً ويكون راضياً بما قسم اللَّه له، وأما المنافق فلا يكون راضياً بما قسم اللَّه له فيطغى عند النعمة ويجزع عند الشدة، فينبغي للمؤمن أن يقتدي بأفعال الأنبياء والزهاد ولا ينبغي أن يقتدي بأفعال الكفار والمنافقين، وبالله التوفيق.‏
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 03-01-2012 الساعة 09:51 PM
رد مع اقتباس