عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 17-06-2012, 09:41 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New كيف أقوي شخصية ابني وأزيل الخوف منه؟

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي ولد والحمد لله يتمتع بذكاء ممتاز - والحمد لله - ولكنه بنفس الوقت شديد الخوف، ويحسب لكل حركة بطريقة تشاؤمية، فكيف أعزز شخصيته، وأقوي ثقته بنفسه؟

وأيضا عنده تولع شديد باللعب، بالألعاب الالكترونية، فكيف أخفف من ذلك؟ مع العلم أنه يكره الألعاب الحركية, وهو يميل إلى القراءة، ولا يحب الخروج من المنزل كثيرا، فما الحل؟


ولكم جزيل الشكر.





الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأول ما نبدأ به هو حمدنا الله تعالى على حسن توفيقه إياك بهذا الاهتمام الكريم منك لولدك، الذي هو أمانة جعل الله تعالى بين يديك، ولا ريب أن الواجب على الوالدين هو القيام بكل ما يصلح هذه الوديعة التي استودعها الله تعالى إياهم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والزوج راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) متفق على صحته.

وأما ما أشرت إليه من ذكاء ولدك ومع هذا فإنه شديد الخوف لأقل الأسباب، فإن الغالب أن هذا الخوف راجع لأسباب تربوية في الأسرة، كأن يكون الولد محط خوف من والديه، بحيث يظهر –وبدون قصد– خوفهما عليه لحبهما إياه، وربما بالغا في تدليله والقيام بطلباته حتى لو كان قادراً على القيام بها بنفسه، فمثلاً إذا وقع الولد على الأرض وقوعاً عادياً، فإن بعض الأمهات يبادرن بسرعة لرفعه وحضنه وإظهار الخوف عليه، بينما كان بالإمكان أن تقول له أمه مثلاً (قم يا حبيبي أنت ولد ذكي وقوي هيا قم واعطني قبلة منك) فمثل هذه العبارة قد جمعت بين تقوية عزيمة الولد ليتعود الاعتماد على نفسه، وجمعت أيضاً الحنان والمودة التي لا تفسد طبع الولد وتخرجه إلى حد الدلال الزائد عن حده.

وقد قصدنا الإشارة إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور حالة من قلة الثقة بالنفس، والخوف الزائد، ومن هذا النوع ما يقع لولدك –حفظه الله تعالى ورعاه– وهذا الذي يقع له، أمر شائع جداً في الأطفال، لا سيما في هذا العصر الحالي.

وأما طريق الخروج من هذا الأمر، فيحتاج منك إلى عدة أمور:

أولها: الاستعانة بالله تعالى، وطلب المعونة منه، فعليك بالدعاء والتضرع ليعنيك الله على حمل هذه الأمانة، كما قال تعالى عن العبد الصالح: {قال رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

وثانيها: تقوية جانب الثقة بنفسه باعتماد الأسلوب التدريجي، فليس المطلوب هو تحويله فجأة وبسرعة، بل لهذا الأسلوب المتعجل نتائج سلبية غالباً، ولكن المطلوب تعديل الأسلوب معه تدريجياً، فمثلاً إذا كان يخاف من الحشرات كثيراً، فيمكن أن تقومي بإخراجها بلطف ممسكة إياها بمنديل ثم تقولين له مثلاً: (إن الأمر سهل انظر كيف أني أمسكها بالمنديل ثم أرمي بها) فهذا أسلوب إن تكرر يمكن أن يشجعه كثيراً حتى يصبح يمسك المنديل ويرميه بنفسه.

ونحو هذا المعنى إن كان يخاف من الناس، كخوفه من أصحاب والده مثلاً، فيمكن أن يشجع على ذلك بتعاون بعض أصحاب والده، بحيث يركب مع زوجك في السيارة والولد في المقعد الخلفي ويتم الأمر وكأنه غير مقصود، بحيث لا يتعمد صاحب والده الكلام معه، وإنما يوجه الأحاديث اللطيفة إلى زوجك ليسمع الولد، وكأنه غير مقصود في الكلام، ثم يشترى له مثلاً قطعة حلوى يعطيها لوالده، ليناولها والده إليه، فهذا إن تكرر مرتين أو ثلاثة سيعتاد الولد على هذا الصاحب ويدخل عليه ويكلمه ويجالسه، ثم إن تكرر هذا مع غيره فسيختفي إن شاء الله تعالى.

بالإضافة إلى الحكاية القصصية المؤثرة في نفسه، كأن تحدثيه مثلاً عن بطل من الأبطال، لا سيما إذا كان هذا مشاهداً بالرسوم كقصة طارق بن زياد وصلاح الدين رحمهما الله تعالى، أو كبعض مواقف خالد بن الوليد رضي الله عنه، ونحو أولئك من الأبطال الصالحين، بحيث تصبحين مشجعة إياه بعد ذلك كأن تلقبيه مثلاً بالبطل صلاح الدين، ونحو هذه الأمور التشجيعية المناسبة.

ويدخل في هذا المعنى دخولاً أولياً، تقويه الجانب الديني لديه، وذلك بحثه على المحافظة على الصلاة –إن كان سنه يسمح بذلك– بل إن في محافظته على الصلاة في المسجد مع والده شد من عزيمته، وتقوية لقدراته الاجتماعية، لا سيما وهو يقف في الصف مع الناس المتغيرين المختلفين.

وأما ميله للقراءة وعدم حب الخروج من المنزل كثيراً، فهذه ميزة وليست بعيب، فإمكانك استغلال هذه الخصلة الحسنة، بتوجيهه إلى المطالعة النافعة لا سيما إذا وجهتهه لحفظ القرآن الكريم مثلاً، أو تشجيعه على الكتابة والإنشاء الأدبي، لأن طبيعة ولدك هي طبيعة أدبية وليست طبيعة آلية وهي المسماة في الاصطلاح (الطبيعة الميكانيكية) فالطبيعة الأدبية هي التي لدى ولدك، وهذا لا يستدعي قلقاً ولا خوفاً، ولكنه يستدعي عناية وتوجيهاً وإرشادا وتثميراً لهذه الطبيعة.

ونود لو كتبت لنا بعد شهرين من تطبيق هذه الأساليب، لنتابع النتيجة معك، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والهدى والسداد.
__________________
رد مع اقتباس