.
.
.
لن أكتب بعد اليوم شعراً
فما عادت الكلمات تعنينا
أو تعبر عما يروادنا ويأتينا
بل تعبر عما يواسينا
فكذب تنادى عروبتنا
وكذب تجد الصدى فينا
إذا ما حركتنا جموع الناس تقتتل
فإن الأشعار تلهينا
وتضنينا
وتلهب ما أبقت معانينا
عروبتنا
أخوتنا
رجولتنا
شهامتنا
قد ماتت فعزينا
يا فلسطين
التمسى لنا الأعذار
وانسينا
إذا أبكيتى الرجال
فلا سبيل إذا ناديتى
أن تجدى الملبينَ
فما بكاء القوم من آلم
ولكن عجزاً يقيدنا ويدمينا
وإن لم تجدى لنا الأعذار
فارثينا
فقد متنا
وعاشت منا أغانينا
لتعلن زيفاً أمانينا
وإن شئتِ فعادينا
أريحينا
من عقدة الذنب
التى تُكثر من مآسينا
فإن صار ضيق العيش عنك يمنعنا
فأنت إلى جوار الذل والقهر
أشياء تنغصنا وتبكينا
ونعلم
أن البكاء لا يصلح سيفاً بأيدينا
فصمتاً نبوء
فقد أصبح الكلم عاراً
يلاحقنا فيخذينا
وإنى لن أكتب بعد اليوم شعراً
فالصمت أهون من حديث
ينافقنا ويسلينا
سأصمت الآن وأعود إلى البكاء ربما يطفئ الدمع نارا تؤجننا وتعجزنا ولازالت تبقينا على الصمت الذليل
محمد القبانى 27-12-2008