عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14-12-2008, 04:08 PM
الصورة الرمزية طارق ممدوح ذكي محمد
طارق ممدوح ذكي محمد طارق ممدوح ذكي محمد غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: May 2008
العمر: 49
المشاركات: 1,330
معدل تقييم المستوى: 19
طارق ممدوح ذكي محمد is on a distinguished road
افتراضي ليلة بكى فيها القلم

((( ليلة بكى فيها القلم )))

كعادته كل صباح استيقظ القلم مبكرا مع صاحبه المعلم ذو الخبرة الكبيرة و العطاء الممتد على مدار السنوات .

و قف القلم نشيطاً شامخاً مرفوع الرأس معتزاً بنفسه .. لم لا وهو ينظر خلفه فيجد عددا كبيراً من الشهادات .

بل قل الانجازات تلو الانجازات .

و التي جعلت من صاحبه المعلم يرتقي اعلى المراتب والدرجات .. نعم أعلى المراتب و الدرجات .

وهل هناك اعلى من مرتبة العلم ؟وصاحبه الذي يتخرج من تحت يديه القيادات بل واصحاب الوزارات !

المهم .. ان القلم كان سعيداً بما حققه مع صاحبه ويريد ان يرى على وجهه السعادة والابتسامات .

سعادة افتقدها في عيون صاحبه منذ فترة ولا يعلم القلم ما يكابده المعلم من متاعب وأزمات .

تفاجيء القلم عندما طلبه صاحبه لكي يرافقه في احدى الاختبارت .

تساءل القلم متعجباً .. أختبارات !!!

وهل انت يا صاحب العلم بعد كل ما نجحت في تحقيقه تحتاج الى اختبارات ؟ !!

لكن المعلم حمله مسرعا ولم يجبه على تلك التساؤلات .

نعم فلم يشأ ان يقول له أنه اختبار يخوضه من اجل حفنه من الجنيهات .

تساعده على ان يحقق له ولافراد عائلته اسباب الحياة .

مضى القلم مع صاحبه يحمل في نفسه اخلص و اصدق النيات .

لكي يساعده مرة اخرى للوصول الى نجاح جديد يضاف الى عشرات النجاحات .

استبشر القلم برجوع ايام الصبى ..تلك الايام التي رسم فيها اروع واجمل الكلمات .

اياماً لم تكن تعجزه فيها ... لا أطول و لا أصعب الاختبارات .

فكان فيها برشاقة وقوة يمضي في مليء السطور و الصفحات .

استبشر برجوع تلك الايام ..

قبل ان توجه اليه أقوى و أعتى الصدمات .

فما طلب منه هذه المرة إلا أن يدور بسرعة حول نفسه كالبهلوانات !!

ليمليء فراغ الدوائر الخاويات ..
نعم فتلك كانت هي الاجابات !!!

يالها من خيبة .. بل قل خيابات .. ان ينسى ما خطه من ملايين الكلمات ليدور حول نفسه كالبهلوانات .

لم يرتضي القلم لنفسه هذا الخزي .. وتلك المذلات.

ووقف وكأنه عاجزاً مستسلماً ..
ولكنه وفي الحقيقة كان ممتنعاً رافضاً ..
كعادته قوياً شامخاً ..

شموخاً .. ما كان ليغني صاحبه ولا يلبي ما عليه من التزامات..
أو يقيه شر ما يعاني من أزمات .

لذا .. فإن القلم في هذا اليوم الذي بدأه بالسعادة و الابتسامات .. وأنهاه بالحزن والعبرات ..

بات القلم .. ليلة (حزينة.. طويله.. كئيبة)

ليلة يطوف بأرجائها الندم ،
ليلة يعتصرها ويسحقها الألم ،
ليلة بكى فيها القلم .
__________________

آخر تعديل بواسطة طارق ممدوح ذكي محمد ، 14-12-2008 الساعة 08:35 PM