[أحمـدنجـم]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثانية
(طلب العلم)
الحمد لله الذي خلقنا فأحسن الخلق وصور .. وأيقظنا من غفلتنا فأبدل لنا الظلمات ونور .. الحمد لله عصيناه فصبر .. وهو العزيز المقتدر .. وعدنا إليه تائبين فتجاوز وغفر .. الحمد لله رب الرحمة والمغفرة الواسعة .. يرحم القلوب الواهية .. يتوب على القلوب النادمة والأعين الدامعة .. الحمد لله الذي عصمنا وسط فتن كقطع الليل المظلم .. فهو ربي جل من يرحم .. ويتكرم .. والصلاة والسلام على سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. إمام المرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في سبيل الحق حتى أتاه اليقين فاللهم أبلغه منا أفضل صلاة وأتم تسليم صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين..
~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*

ثم أما بعد ..

• تحدثنا في اللقاء السابق عن مفهوم العبادة المنطلق من قول الحق سبحانه وتعالى : "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" ..
• وساقنا الحديث عن مفهوم العبادة وشموليته إلى الحديث عن يوم في بيت عابد .. ورأينا كيف بدأ ذلك العابد يومه وكيف كانت البداية مليئة بالعبادة .. منذ أول نور وصل إلي عينيه في الصباح وحتى تناول إفطاره وتوجه حيث يطلب العلم .. ولهذا فموضوع حلقتنا اليوم بعنوان (طلب العلم ) وكيف يدخل هذا الطلب تحت شمولية العبادة التي تنطلق من قوله عز وجل "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"

.. ونتحدث أولاً عن النقطة الأولى ::

لماذا العلم؟

1. العلم أساس الحياة

العلم يا (طلاب العلم) .. هو أساس الحياة .. وهو السبب الذي من أجله جعلنا الله من ذوي الألباب .. وميزنا بنعمة العقل الذي هو أداة العلم عن سائر المخلوقات الغريزية الأخرى .. وجعل هذا العقل أمانة في أعناقنا قال عز من قائل "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً" .. والأمانة هي العقل .. والعقل هو أداة العلم وأول أمر نزل على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في القرآن المجيد قول الحق سبحانه وتعالى "اقرأ .. باسم ربك الذي خلق" .. فالقراءة من وسائل العلم .. وها هو الله عز وجل يقسم بالقلم "ن والقلم وما يسطرون" الذي هو من أدوات العلم ..
2. بالعلم يعرف الإنسان ربه:
والسؤال الآن لماذا العلم؟ .. العلم هو وسيلة الإنسان ليعرف ربه .. وعندما تحدث المعرفة .. تحل الخشية التي لا تعدلها خشية ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء" فالعلماء أكثر الخلائق خشية من الله عز وجل فهم قد توصلوا لحقائق الكون ولإعجاز الله ودقه صنعه في الكون وتوصلوا بعلمهم إلى الأدلة المادية على وجود الله عز وجل ولذلك كان العلماء أكثر الناس خشية من الله عز وجل لأنهم أكثرهم معرفة به وتيقناً بوجوده عز وجل .. حتى العلماء الذين شككوا في وجود الله عز وجل أو العلماء الذين لم يكونوا يعتنقون الإسلام .. تعمقهم في العلم قادهم إلى الإيمان وحقيقته وإلى الإسلام و نعمته ويقول الله عز وجل "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين" ..

فها هو الطبيب الذي شاهد بالأشعة التليفزيونية مراحل خلق الجنين في بطن الأم وكان ملحداً .. فإذا به يقارن بين ما يحدث في رحم الأم وبين ما جاء في سورة المؤمنين فيجد قول الحق سبحانه وتعالى "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" فآمن ذلك العالم الملحد ..

والأدلة على ذلك كثير ليس المجال هنا لسردها .. ولكننا نود أن نؤكد على ضرورة العلم وعلاقته بالإيمان ..
3. بالعلم تتقدم البشرية:
وبالعلم أخوتاه تتقدم البشرية و تقوى شوكة المؤمنين وها نحن نرى القوة العظمى في الأرض (أمريكا) تفوقت في العلم فسادت في كل المجالات .. أولت العلم جل ميزانيتها فأعطاها العلم السيادة والريادة في كثير من المجالات .. وهذه هي (اليابان) أصيبت بكارثتين (هيروشيما ونكازاكي) وبعد توجهت للعلم تحتضنه وتمتصه امتصاصاً حتى سرى في شرايينها وأصبحت به على قمة الدول الصناعية.


فالعلم يقود إلى قمة الإيمان ,, والعلم يقود إلى قمة الحياة .. والعلم يقود إلى الريادة والقوة .. والعلم هو نبراس المؤمن الذي يسير به في الحياة ويقول عز من قائل "علم الإنسان ما لم يعلم"

~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*ْ~*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*

سأكتفي اليوم بهذا القدر من الحديث .. وللحديث بقية وما زلنا مع يوم في بيت (عابد)

أرجو من الله عز وجل أن يجعلنا من العالمين العاملين ولا يجعلنا من العالمين الذي لا يعملون بعلمهم ..
اللهم بارك لنا في عيدنا الأضحى المبارك ..
اللهم تقبل من الحجيج سعيهم و تلبيتهم ووقوفهم وطوافهم وسعيهم ورميهم ..
اللهم اجمعنا في العام القادم على عرفات الله نكرر سوياً بقلب واحد وبصوت واحد ..
لبيك اللهم لبيك ..
لبيك لا شريك لك لبيك ..
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ..
سنظل نحن هنا يا رب نكرر في صلاة العيد ..
الله أكبر الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله ..
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ..
أذكركم أخوتاه بفضل الليالي العشر
ولن أسرد فضلها فهناك في القسم العديد من الموضوعات التي تحدثت عنها
ولكني أذكركم ونفسي بتقوى الله ..
فهي وصية الأولين والآخرين ..
وسلاماً على المرسلين ..
والحمد لله رب العالمين ..
~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*
تابعوا بقية الحلقة الثانية بإذن الله تعالى (طلب العلم)
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أسألكم الدعاء
أخوكم / أحمد نجم (الفقير إلى الله)